"تصوّر أن تجتمع بكل من تحبّ في مكان تحبّه..!"، هو الشعار الذي أطلقه شباب "سوريا بيديا" على رحلتهم إلى محافظة حماه، جاؤوا من مختلف المحافظات السورية ليزوروا مدينة "حماه"، جمعهم اهتمامهم بالمناطق الأثرية، فرغبوا في بناء شيء مختلف من خلال تدوين تلك الزيارات.

مدونة وطن eSyria رافقت هؤلاء الشباب أثناء زيارتهم لمحافظة "حماة"، والبداية مع أحد مؤسسي المشروع المهندس "سامر الأسود"، والذي عرفنا عن فكرة المجموعة «كنّا نبحث عن الطريقة التي نستطيع من خلالها صناعة أوّل موسوعة سياحية سورية على الانترنت، إلى أن وجدنا فكرة تقوم على أساس الترفيه، فصنعنا مجموعة أطلقنا عليها اسم "سوريا بيديا"، وهي مجموعة من الشباب المتطوّع لتدوين التاريخ والتراث، على اختلاف أطيافهم ورؤيتهم، نحاول في هذه المجموعة أن نسبر مغاور سورية، وندوّن مكتشفاتنا».

كذلك من صفات هذا الهامستر أنه فضولي، وهي الصفة التي اخترناها منه لتتوافق مع مجموعتنا التي أرادت سبر أغوار سورية

مناطق الاصطياف التي تقصدها عادة برفقة الأهل ليست هي المناطق المستهدفة بالدرجة الأولى لمجموعة "سوريا بيديا" السياحية، أمّا عن الأهداف التي تقصدها المجموعة في المشروع يضيف "الأسود" «المشروع ذو بعد إعلامي ثقافي يهدف إلى زيادة الاهتمام بمواقعنا الأثرية والسياحية، وتنشيط السياحة الداخلية إلى مناطق لم يعتد المواطن السوري زيارتها، فالعائلة غالباً ما تختار مكاناً للسياحة الاصطيافية، كذلك نحاول خلق قيمة مضافة للسياحة الخارجية إلى سورية من خلال لفت الانتباه إلى مناطقنا، والمساهمة في تنمية السياحة إلى المناطق المنسية، وتشجيع السياحة الشتوية».

رحلة حماه

وعن سبب اختيار محافظة "حماة" قال أحد أعضاء المجموعة "فادي كلبون" «محافظة حماة بعدٌ حضاري وتاريخي هام، وفيها الكثير من المواقع الأثرية التي سنزور بعضها اليوم، وإن كان توقيت هذه الزيارة قد تزامن مع مهرجان ربيع حماه الثالث عشر».

وأضاف زميله "عمر بيازيد" «زيارتنا اليوم لمحافظة حماه ليست الأخيرة بل هي بداية المطاف، سنقوم بتخصيص رحلات خاصّة لهذه المحافظة العريقة والتي ستحتضننا شأنها شأن بقية المحافظات السورية، وسيرافقنا منها بعض الأصدقاء».

بروشور سوريا بيديا

اختارت المجموعة تميمةً لها وهي صورة "الهامستر" يقف على قدم واحدة مبتسما ويتسم بالطرافة، يقول المصمّم "أسامة سيد" الذي قدم من "حلب" وهو من أعدّ تصميم هذا الهامستر: «كانت الغاية من اختيار هذا الهامستر هي الإشارة إلى بعض الأمور الهامة التي غالباً ما نجهلها، فكثير من السوريين لا يعرفون الهامستر، بالرغم من أنه من أشهر الهامسترات في العالم، حيث يعرف الهامستر السوري باسم "فأر التجارب" الذي استخدمته أغلب العلوم الطبيعية في أبحاثها».

وأضاف "سيد" «كذلك من صفات هذا الهامستر أنه فضولي، وهي الصفة التي اخترناها منه لتتوافق مع مجموعتنا التي أرادت سبر أغوار سورية».

في قصر العظم بحماه

صنع شباب "سوريا بيديا" مجموعة على موقع "فيس بوك" ليزداد تواصلهم الاجتماعي، كذلك فقد حجزوا لأنفسهم موقعاً إلكترونياً هو www.syria-pedia.com ليتم فيه وضع غلال الزيارات، يقول المهندس "أحمد عثمان" وهو أحد المشرفين على تصميم الموقع: «اخترنا إحدى برامج إدارة المحتوى الرقمي من نوع Xoops نظراً لسهولة استخدامها وللقدرات الكبيرة التي تعطيها وللدعم الفني الذي تلقاه، باعتبارها أحد البرامج المفتوحة المصدر».

وأضاف "عثمان": «يهدف الموقع إلى التحول إلى أوّل موسوعة سياحية سورية بعدّة لغات يكتبها أبناء سورية، تمّكن السائح الخارجي من تكوين فكرة عن الموقع المراد قبل زيارته، من خلال تقارير أعدّت عن سورية بلغته، ومن خلال دفتر للسائحين الأجانب الذين قد يرافقوننا في رحلاتنا، ليسجلوا عليه ملاحظاتهم عن المناطق المزارة، مما يخلق قيمة مضافة للسائح الأجنبي الجديد، كذلك هي تمكن السائح الداخلي من التعرف على بلده سورية أكثر وتحفيزه على زيارة المناطق السورية التي لا يزورها عادة».

شباب "سوريا بيديا" تنقلوا في حماه بين جامع الأعلى الكبير، وجامع النوري، وقصر العظم قبل أن ينتقلوا إلى منطقة "أفاميا الأثرية" وقدموا تعريفاً أعدّوه في كل منطقة زاروها، وقاموا بالتقاط عدد من الصور التذكارية والتوثيقية للمنطقة.

يقول الإعلامي "يزن كركوتلي" أحد أعضاء المشروع والذي قدم من محافظة اللاذقية: «التشويق من خلال رحلاتنا إلى المناطق السياحية والأثرية في سورية هي نقطة ربط تحفّز الوفود السياحية للخروج معنا، فالخروج إلى المناطق الأثرية لم يعد مجرّد إلقاء نظرات وداع أو وقوف على الأطلال».

وقال الزميل "شادي نصير" أحد أعضاء المجموعة: «سوف نستخدم المسارح الأثرية في أمسيات قصصية وشعرية، بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الجهات الرسمية، وذلك بالاستعانة بمواهب فردية وغنائية سوف ترافقنا في رحلاتنا».