الفكرة تصبح حقيقة، والفضل يعود لجهود شباب متطوعين أرادوا لشوارع مدينتهم أن تضاء ليلاً، فكانت حملة "ضوّيها" بداية الغيث.

مدونة وطن "eSyria" يوم السبت 28 حزيران 2015، تابعت نشاط هذه الحملة عن كثب، ومن خلال القائمين عليها وقفنا عند الظروف التي مرت بها، لنعلم هل كانت النتائج المرجوة قيد التحقيق؟

كل شخص معني بحملة "ضوّيها" بالاعتماد على بطارية المنزل يمكن إنارة واجهة المنزل، وبالتالي تتم إضاءة الحي بأكمله

"سمير جمول" أحد الأشخاص الذين ساهموا في هذه الحملة، تحدث عن أهمية إنارة الشوارع ليلاً، قال: «ما قامت به حملة "ضويّها" أعادني بالذاكرة إلى سنوات بعيدة، حيث كان أهالي "سلمية" ومن دون أي تحفيز ينيرون شوارعهم بوضع فانوس على باب الدار، واليوم ومع التطور أصبحت "الليدات" البديل الأرخص الذي يفي بالحاجة».

تجهيز "الليدات"

ويضيف: «موحشة هي الشوارع ليلاً، خاصة في هذه الأيام العصيبة، وحده الضوء يبعد عنك شبح الوحشة، ويمنع الكثير من الأمور الخارجة عن الطبيعة الإنسانية من الحدوث، عندما تدخل شارعاً مضاءً تشعر بالارتياح، وهذا هو الهدف الأسمى من الحملة، وبدوري أشكر كل من ساهم فيها من متبرعين ومتطوعين».

بدورها وجدت "وعد فرحة" أن مشاركتها في مثل هذه الحملات تشعرها بالسعادة، مضيفة: «أعتقد أن نشر ثقافة المشاركة من قبل الأهالي هو أهم الغايات من وراء هذه الحملة، نحن بادرنا، وعلى المجتمع أن يساهم، وأن لا ينتظر من يفكر ويعمل عنه».

تخديم مركز الإيواء

"جبران جمول" أحد الذين استجابوا للحملة وجّه رسالة إلى المجتمع، قال فيها: «لماذا دائماً ننتظر المبادرة من الآخرين؟ لم لا نكون مبادرين في أعمال تنال إعجابنا وتشجيعنا، الجميع ينتظرون من حملة "ضوّيها" أن تقوم بما أملاه عليه ضميرها من دون دافع سوى الخدمة لأهل البلد. لماذا لا تكون احتفالية ويقوم كل شخص بالإنارة أمام منزله من تلقاء نفسه؟ التكلفة بسيطة ولستم بحاجة إلى من يقوم بذلك بدلاً منكم، ستنتهي الحملة فهل ستبقون على العتمة؟ هي بادرة وليست دائمة والباقي عليكم مجتمعين، شجعوهم بالتعاون لتكون هناك مبادرات أخرى أكثر ضرورة وفائدة، لا تمنعوا النخوة بتكاسلكم عن واجباتكم، والكلام لجميع أهالي البلد، مع محبتي وغيرتي عليكم لكيلا تكونوا متسولين متكاسلين كما أراد لكم ذلك أعداؤكم».

بدوره قدم "برهان زيدان" مسؤول الحملة رؤية عامة لطبيعة هذه الحملة، قال: «لا يمكن لأي حملة أن تستمر طويلاً، هي محددة بزمن، وبمواصفات تقيدنا بها، دخلنا الشوارع الأكثر ظلمة، وهناك من المتبرعين من أراد أن تدخل الحملة شارعه مستفيداً منها، ومقدماً الفائدة لكل الجوار».

"إضاءة وأمان"

وحول المنغصات التي عانى منها فريق الحملة، يقول: «نحن وغيرنا من أصحاب المبادرات الأهلية نضع في حساباتنا أن نجد المتعاون، والمتفرج، والمحاور، والذي يضع العصا في العجلة، والأهم من هذا كله، أولئك الأشخاص الذين استعدوا لتركيب "الليدات" لكنهم لم يفعلوا، وهو ما اضطرنا وبعد أسبوع أن نقوم نحن بعملية التركيب».

وأضاف: «كل شخص معني بحملة "ضوّيها" بالاعتماد على بطارية المنزل يمكن إنارة واجهة المنزل، وبالتالي تتم إضاءة الحي بأكمله».

ــ حملة "ضوّيها" بالأرقام: تم توزيع 210 متر من الليدات، و3840 متراً من الكابلات، وزعت على 640 منزلاً موزعة في 26 حارة، استمرت الحملة شهراً كاملاً بمعدل عمل يوم الجمعة فقط.

ــ جميع المواد تم تقديمها من متبرعين.

ــ شارك في هذه الحملة كل من: "مركز دراسات ورعاية المعوقين" - "جمعية أصدقاء سلمية" - "شعبة الهلال الأحمر في سلمية" - "جمعية العاديات في سلمية".

ــ شارك في التحضير والتركيب ثلاثون متطوعاً من كلا الجنسين.