كان لالتقاء السهل والجبل تأثير خلاب بجمال الطبيعة في المنطقة، فسحرت العيون والألباب، وكان لنبعها البارد النصيب الأكبر من اسمها، وقد كوّنت حالة اتحاد مع الطبيعة؛ وهو ما جعلها قبلة للسياحة والاصطياف.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 14 آب 2017، مع مختار القرية "أحمد سلمان مظلوم" ليخبرنا عن موقعها بالقول: «تتبع قرية "طاحونة الحلاوة" إلى بلدية "عين الكروم" التابعة لناحية مركز "السقيلبية" في محافظة "حماة"، وقد ساهم الموقع الجغرافي المميز لها في جعلها قبلة للسياحة، فهي تتقاطع مع ثلاث محافظات، حيث تتوسط كل من "حماة" و"إدلب" و"اللاذقية"، وتقع على بعد خمسة وستين كيلو متراً شمال غرب مدينة "حماة"، وعلى بعد عشرة كيلومترات إلى الغرب من مدينة "أفاميا" الأثرية، وعلى بعد سبعين كيلو متراً عن مدينة "اللاذقية"، كما تبعد عن محافظة "إدلب" نحو خمسين كيلو متراً، ونظراً إلى ارتباطها بهذه المحافظات؛ تم تخديمها بشبكة مواصلات وطرق جيدة مكنت السياح والمصطافين من التوافد إليها باستمرار، وكان للطبيعة والمناظر الخلابة والجبال الشامخة والسهول الخضراء والمياه العذبة والهواء النقي والمقاصف المتنوعة حصة كبيرة في جعلها منطقة سياحية مرغوبة لدى الكثيرين من الباحثين عن دفء الطبيعة وسحر المناظر».

تتمتع بجملة من المشاريع الخدمية منذ إحداثها، كمشاريع الصرف الصحي، وشبكة الطرق، وشبكة مشاريع المياه، ومشاريع الإنارة، وشبكة الهاتف، كما يوجد فيها العديد من المنشآت الحكومية التي تخدم المواطنين، كالوحدة الإدارية، وقسم الحقلي الزراعي ومحطة الأبحاث الحراجية، ومركز صحي، ومركز ري، ومدارس التعليم الأساسي، وتقدم البلدية كافة التسهيلات اللازمة للمواطنين وخاصة في مجال قانون البناء ومنح التراخيص، لكن يجد المواطن بعض الصعوبات أثناء حصوله على الترخيص لكون الملكية لا تزال على الشيوع حتى اليوم

وأضاف: «تمتاز القرية باعتدال درجة الحرارة فيها، فالهواء عليل، والمياه باردة، ونظراً إلى موقعها في قلب السفح الشرقي لسلسلة الجبال الساحلية، فقد حظيت بإطلالة رائعة على "سهل الغاب" الخصب، ويوجد فيها تنوع جغرافي طبيعي مما أبدع الخالق من جبال ومياه وغابات تحتوي أشجاراً متنوعة، كالبلوط والسنديان والدلب والقطلب والغار، ومعظمها من الأشجار المعمرة التي يزيد عمرها على نصف قرن، وتقع معظم هذه الغابات على السفح الشرقي للسلسلة الجبلية، حيث يبدأ انتشارها من ارتفاع 211م حتى 1562م عن سطح البحر، ويتمتع هذا السفح بانحدارات مختلفة ومتباينة تضفي على هذه الغابات جمالاً ورونقاً متمايزاً لما تحتويه من وديان وامتدادات هضبية مغطاة بأشكال متنوعة من النبات الطبيعي. وتتعرض القرية كما معظم قرى الغاب لرياح الجاذبية، التي تستمر من أوائل حزيران حتى أواخر آب؛ لذا تعدّ "طاحونة الحلاوة" ملاذاً حقيقياً لمن أراد أن يطلب السياحة من حيث الروعة والجمال، وهي خير مكان لمن يريد أن يتمتع برفاهية الإقامة وسحر الطبيعة، فلا يشوبها أي نوع من أنواع التلوث البيئي».

نبع طاحونة الحلاوة

أما عن الأعمال فيها، فأضاف: «يعمل معظم السكان بالزراعة كما حال معظم الأرياف، حيث يزرع فيها القمح والشوندر السكري وعباد الشمس ومختلف المحاصيل الزراعية، ويتم غرس الأشجار المثمرة بالقرب من البيوت، كالزيتون والتين والرمان وبعض الكروم، وليس هناك حركة فعلية للصناعة، وإنما يقوم بعض الأهالي بتوفير لقمة العيش عن طريق الصناعات الغذائية الخفيفة، كتجفيف الملوخية والبامياء والباذنجان وصناعة رب البندورة ودق الحنطة، كما يقومون بتربية الدواجن والمواشي وصناعة الأجبان والألبان، ويعتمد بعضهم الحرف اليدوية والأعمال الحرة، إضافة إلى العمل في الوظائف الحكومية والتجارة، ولا تزال "القرية" محافظة على عاداتها وتقاليدها في الأفراح والأتراح كنوع من أنواع الألفة والمحبة والتعاون بين الأهالي».

"عماد حيدر" من سكان القرية، حدثنا عن الخدمات فيها فقال: «تتمتع بجملة من المشاريع الخدمية منذ إحداثها، كمشاريع الصرف الصحي، وشبكة الطرق، وشبكة مشاريع المياه، ومشاريع الإنارة، وشبكة الهاتف، كما يوجد فيها العديد من المنشآت الحكومية التي تخدم المواطنين، كالوحدة الإدارية، وقسم الحقلي الزراعي ومحطة الأبحاث الحراجية، ومركز صحي، ومركز ري، ومدارس التعليم الأساسي، وتقدم البلدية كافة التسهيلات اللازمة للمواطنين وخاصة في مجال قانون البناء ومنح التراخيص، لكن يجد المواطن بعض الصعوبات أثناء حصوله على الترخيص لكون الملكية لا تزال على الشيوع حتى اليوم».

لقاء على سفح الجبل

بقي أن نذكر، أن قرية "طاحونة الحلاوة" تعتمد بوجه كبير على السياحة؛ وذلك لوجود عدد كبير من المتنزهات والمقاصف الجميلة جداً التي تستوعب أعداداً كبيرة من الرواد، وتشتهر بكثافة الأشجار وكثرة الينابيع وطيبة أهلها التي كانت من أهم عوامل جذب السياح لزيارتها، فلا تحتاج سوى بعض لوازم الصيد والتصوير والمغامرة، إنها قرية معلقة على الجبل، تجمع عناصر السحر البيئي بين مساحاتها.

الغابة في طاحونة الحلاوة