أجرى فريق طبّي سوري بقيادة الدكتور "طلعت كاترين" عملية قثطرة لحالة مستعصية تعدّ نادرة في إحدى مشافي مدينة "حماة"؛ وهو ما مكّن المريض من العودة إلى الحياة مجدداً.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 آب 2017، الدكتور "طلعت كاترين" اختصاصي قلبية وقثطرة قلبية، حيث قال: «كان المريض بعمر 38 عاماً، وقد أجريت له قثطرة إكليلية منذ شهر ونصف الشهر، أظهرت تضيّقاً شديداً بفوهة الشريان الأمامي النازل، هذا التضيّق متمادٍ مع تضيق بمنطقة الجذع الرئيس الأيسر، حوّل المريض إلى عملية قلب مفتوح "مجازة إكليلية"، أجريت الجراحة للمريض، واعترض الجراحة صعوبة تقنية كبيرة، فالشريان الأمامي التي ستزرع عليه المجازة كان منغرزاً في عضلة القلب، وبعد أسبوعين من الجراحة تعرض المريض إلى حالة ألم صدري معاود شديد (خناق صدرغير مستقر).

تكمن صعوبة هذة الحالة في كون المريض شاباً، وهناك صعوبة في إجراء تداخل جراحي جديد. أما من الناحية الإجرائية، فتكمن الصعوبة في التداخل على الجذع الرئيس بسبب الخطورة العالية للخثار، وامتداده إلى شرايين الشبكة اليسرى؛ وهو ما يعني أن احتمال الوفاة عالٍ جداً، والخطر الثاني أثناء إجراء العملية اضطرابات نظم قلبية تسارعية مهددة للحياة. وتكلّل نجاح هذه العملية بتشارك جميع أعضاء الفريق بخبرة واحترافية د."طلعت كاترين"، والتحضير الجيد من قبل د."مازن قصاب"، وكان لي دور في تحضير المريض، ومساعد أثناء التداخل، ولا ننسى جهود فريق القثطرة من الفنيين "عمار عروب"، و"ماهر حلبية"، و"قصي عرواني" الذي شاطرنا الجهد والتعب وسرعة الأداء والحذر. ولا ننكر الدور الأكبر لأهل المريض ومدى تفهمهم لخطورة إجراء التوسيع، ومنحنا ثقة مطلقة لإجراء اللازم وتحت كافة المخاطر

أجريت له قثطرة إكليلية جديدة أظهرت انسداد المجازة المزروعة أثناء الجراحة، واشتداد تضيق الأمامي، وتفاقم إصابة الجذع الرئيس الأيسر بنسبة 99%، والأسوء امتداد الإصابة لفوهة الشريان المنعكس، بمعنى أن الإصابة أصبحت تشمل الجذع الأيسر ومناشىء الشرايين المروية للقسم الأكبر من القلب، والإصابة تمثل تحت انسداد بهذه المواقع، وخطورة الوفاة أصبحت عالية مع شدة الإصابة والأعراض غير المستقرة».

أثناء العملية

وتابع قائلاً: «كان القرار بالجراحة لمرة ثانية يحمل مصاعب متعددة، أهمها معرفة الجراحين أن الشريان الأمامي منغرز بالعضلة القلبية، وثانيها أن المريض في الدخول الثاني للجراحة هنالك صعوبة وخطورة؛ وهو ما يسمى الجراحة re -do؛ ذلك جعل الجراحة الثانية تحمل خطورة عالية ونتائج غير مضمونة.

ومن هنا كان القرار بالدخول لتوسيع الجذع الأيسر ومناشىء الشرايين بالشبكات، وهذه الحالة تعدّ من أخطر الحالات التي تجرى بالقثطرة، وما تزال في أكبر مراكز العالم من أخطر التداخلات التي لا تجرى إلا بحالات خاصة.

مخطط العملية

تم الإجراء بجاهزية تامة لفريق جراحة القلب وغرفة العمليات، مع وجود البالون الأبهري، وقد تم تحضير المريض دوائياً بطريقة ملائمة، وتم إجراء التوسيع بالدخول إلى الشريانين بسلكين والنفخ بعدة بوالين، وزرع ثلاث شبكات دوائية، وتسريب إبرة مضادة لالتصاق الصفيحات.

تكلل العمل بنجاح، ونقل المريض إلى غرفة العناية المركزة لمدة 24 ساعة، وتخرّج في اليوم التالي بحالة عامة ممتازة. مثلت هذه الحالة تحدياً حقيقياً في التداخل، الذي تم بوجود عدد هائل من الأطباء والفنيين في قاعة المراقبة أثناء العملية».

الدكتور عثمان خلف

الدكتور "عثمان خلف" قال: «تكمن صعوبة هذة الحالة في كون المريض شاباً، وهناك صعوبة في إجراء تداخل جراحي جديد. أما من الناحية الإجرائية، فتكمن الصعوبة في التداخل على الجذع الرئيس بسبب الخطورة العالية للخثار، وامتداده إلى شرايين الشبكة اليسرى؛ وهو ما يعني أن احتمال الوفاة عالٍ جداً، والخطر الثاني أثناء إجراء العملية اضطرابات نظم قلبية تسارعية مهددة للحياة.

وتكلّل نجاح هذه العملية بتشارك جميع أعضاء الفريق بخبرة واحترافية د."طلعت كاترين"، والتحضير الجيد من قبل د."مازن قصاب"، وكان لي دور في تحضير المريض، ومساعد أثناء التداخل، ولا ننسى جهود فريق القثطرة من الفنيين "عمار عروب"، و"ماهر حلبية"، و"قصي عرواني" الذي شاطرنا الجهد والتعب وسرعة الأداء والحذر.

ولا ننكر الدور الأكبر لأهل المريض ومدى تفهمهم لخطورة إجراء التوسيع، ومنحنا ثقة مطلقة لإجراء اللازم وتحت كافة المخاطر».