على الرغم من سفره في رحلة إلى المجهول، بقي شغفه حافزاً لممارسة أنوع مختلفة من الرياضة حتى وجد ضالته الرياضية المنشودة في لعبة جديدة وغير متداولة سمحت له بإثبات حضوره وتميزه.

اللاعب "ميخائيل دويب" في حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 أيلول 2017، قال: «"الكالستنكس" رياضة فردية تعتمد قوة التحمل والثبات وخفة الحركة والتنقل بين البارات في الهواء، وهي مزيج بين الجمباز والباركور والآيروبكس، وقد جاءت التسمية من أصل يوناني يعني القوة والجمال، وتعتمد قوة الأعصاب والتحكم بكامل الجسم والقدرة على التوازن، وقد انتشرت رياضة "الكالستنكس" "calisthenics" مؤخراً في دول العالم، ولديها العديد من الممارسين والمعجبين حول العالم، وهي مناسبة لأي متدرب يمتلك الكثير من الصبر والقدرة على التحمل، حيث يمكن ممارستها والحصول على نتائج رائعة مع الممارسة المستمرة والمتابعة الجيدة، ومن أهم مميزاتها أنها غير مكلفة وصحية وممتعة وحماسية، كما أنها غنية وثرية بتمارين وحركات إبداعية لكل الجسم، ويمكن ممارستها من دون استخدام عتاد أو أجهزة فقط وزن الرياضي».

وتعتمد التركيز في تحريك المجاميع العضلية بدلاً من التركيز على القوة أو الجهد، والهدف منها الحصول على لياقة جسدية وتناسق جمالي أفضل، وتعتمد إنماء القوة العصبية والعضلية وقدرة التحمل وبناء وشد وتفصيل عضلات الجسم بفعالية، وإعادة هيكلة رسم العضلات بصورة متناسقة، وهي تمنح للجسم القوة والمرونة والتوازن والرشاقة، ويمكن ممارستها في الأماكن المفتوحة، كالشوارع والشواطئ والحدائق والساحات والأماكن الخضراء وسط الطبيعة

وأضاف: «وتعتمد التركيز في تحريك المجاميع العضلية بدلاً من التركيز على القوة أو الجهد، والهدف منها الحصول على لياقة جسدية وتناسق جمالي أفضل، وتعتمد إنماء القوة العصبية والعضلية وقدرة التحمل وبناء وشد وتفصيل عضلات الجسم بفعالية، وإعادة هيكلة رسم العضلات بصورة متناسقة، وهي تمنح للجسم القوة والمرونة والتوازن والرشاقة، ويمكن ممارستها في الأماكن المفتوحة، كالشوارع والشواطئ والحدائق والساحات والأماكن الخضراء وسط الطبيعة».

التحمل

أما عن بداياته الرياضية، فقال: «كانت الرياضة منذ طفولتي حافزاً لتفريغ كل طاقاتي الكامنة، وكان لتشجيع والدي أثر كبير في رغبتي بتحسين مهاراتي وممارسة أنواع مختلفة من الرياضة؛ فهو رياضي سابق، إضافة إلى عمله كموجه في الثانوية الصناعية في "السقيلبية". وبدأ شغفي الرياضي يتبلور بوضوح في العشرينات، حيث تعلقت بلعبة كمال الأجسام ومارستها لمدة جيدة، ومنذ وصولي إلى "ألمانيا" قبل سنة وعشرة شهور، عدت لممارسة هوايتي في الألعاب الرياضية خصوصاً كمال الأجسام، وقد تعرفت إلى رياضة "الكالستنكس" في النادي، حيث لفتت نظري محاولات أحد اللاعبين المتدربين الوقوف على يديه، وقد قام بتعريفي إلى اللعبة، وبعدها قمت بتقليد حركاته والتعلم منه، ولأنني لم أتدرب سابقاً وجدت بعض الصعوبة، فاستندت إلى الحائط لفترة زمنية وجيزة حتى تعودت أن أقوم بمعظم الحركات وحدي، ومن أجل تطوير مهاراتي ونظراً لعدم وجود نادٍ في المنطقة التي أقيم فيها مختص بتدريب رياضة "الكالستنكس"، فقد اعتمدت على نفسي وصرت أتابع مقاطع الفيديو التعليمية للاعب "فرانك ميدرانو"، وهو لاعب جد مشهور، ولديه أكثر من مليون متابع على اليوتيوب، وقد تعرفت إلى تقنيات اللعبة، وزادني هذا إصراراً على ممارستها».

وعن طرائق وساعات التدريب المختلفة، قال: «بدأت ممارسة اللعبة بصعوبة متوسطة، وقررت أن أراقب نفسي لأحدد مستوى تحسني في الوقوف على اليدين كبداية، وكنت قد قطعت شوطاً كبيراً حينئذٍ، وتحولت الرغبة بالتطوير إلى شغف عميق باللعبة، فزدت ساعات التمرين وتابعت ممارسة رياضة كمال الأجسام بين أربع أو خمس ساعات لمدة خمسة أيام في الأسبوع، وقد زادت قدرتي على التركيز مع الوقت وتحسنت قدرتي على التوازن، ودائماً ما تكون البدايات صعبة، وأشبهها بالطفل عديم الحركة، لكن الشغف بالشيء يُوصل المرء إلى مراحل متقدمة، وهذا يجعل المرء أكثر رغبة بالقبض على حلمه بسرعة وقوة».

الثبات

أما عن البرنامج الغذائي، فقال: «يعتمد بوجه أساسي على البروتينات من اللحوم والدجاج، ولا داعي لتناول كميات ضخمة من الطعام، ويمكن أن يحتوي بعض النشويات الخفيفة، وهو ليس مكلفاً بقدر برنامج كمال الأجسام، ويمكن تناول الخضراوات والفواكه بكميات وفيرة، وقد كان لممارستي رياضات متنوعة سابقاً تأثير كبير في تحسني السريع واستجابتي المباشرة للرياضة الجديدة، فسنة وشهران كانت كافية لتطوري إلى مستوى ممتاز، وأسعى إلى تمثيل بلدي في إحدى البطولات القادمة حتى أتمكن من ترك بصمتي الخاصة».

الموثق والفنان "غيث عبد الله" في منطقة "السقيلبية"، قال: «"ميخائيل" من الشباب الذين يمتلكون القوة والإرادة والرغبة بالنجاح، وهو أحد شبابنا الجامعيين الذين قذفت بهم الحرب على شطآن الهجرة، يقيم منذ سنتين تقريباً في "ألمانيا"، وبعد أن استقر الحال به استطاع أن يتابع بمفرده هوايته الرياضية، ومع الكثير من التدريب والجهد والتميز أصبح اسمه من أبرز مرتادي النادي، وباتت له شعبية كبيرة فيه، حيث يتسابقون لكسب وده والتعرف إليه؛ فهذا النوع من الرياضات يعدّ قاسياً ينأى عنه الكثيرون لصعوبته، ومنذ شهرين يتابع "ميخائيل" إبداعاته الاحترافية في هذه الرياضة من خلال العروض الشيقة التي يقدمها عبر صفحته الخاصة على "الفيسبوك"، وكل الآمال معقودة عليه لعله يستطيع إثبات قدراته في تحقيق نتائج مميزة في البطولات العالمية، خصوصاً أنه من الشبان القلائل الذين يمارسون هذه الرياضة».

غيث عبد الله

الجدير بالذكر، أن اللاعب "ميخائيل حنا دويب" من مواليد محافظة "حماة" منطقة "السقيلبية"، عام 1989.