مثّلت بموقعها الجغرافي نقطة وصل بين القرى الواقعة في "سهل الغاب"، حيث كان الناس يمرون فيها لينقلوا بضاعتهم من جبال "اللاذقية" الشرقية إلى "السقيلبية"، ومنها إلى محافظة "حماة".

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 16 تشرين الثاني 2017، قرية "عبر بيت سيف"، والتقت رئيس البلدية "مؤيد بكور"، الذي تحدث عن موقع قريته بالقول: «تقع قرية "عبر بيت سيف" في "سهل الغاب" على بعد ثمانية كيلو مترات إلى الشمال الغربي من مدينة "السقيلبية"، وتبعد عن محافظة "حماة" خمسة وستين كيلومتراً، وتتبع إلى البلدية إدارياً مجموعة من القرى، حيث إن نطاق عمل البلدية يشمل إحدى عشرة قرية، إضافة إلى سبع مزارع. وترتبط ببلدة "عين الكروم" بطريق عام يبلغ طوله خمسة كيلومترات، وكذلك ترتبط بقرية "حورات عمورين" بطريق بطول ستة كيلو مترات. ويحيط بالقرية عدد كبير من البلدات، حيث يجاورها من الشمال "الخندق، والحرة، والشجر"، ومن الجنوب "تل التتن، وتل صياح، وتل الغار"، ومن الغرب "الروضة، وتل كمبتري، والمكسر، والخنساء"، ومن الشرق مدينة "السقيلبية"، ومن هنا اكتسبت أهميتها الجغرافية، حيث تعدّ نقطة وصل بين هذه المناطق؛ لذا استوطنت عدة عائلات فيها قبل الاستصلاح الزراعي، ومن أوائل القاطنين فيها آل "بكور بكور"، و"إبراهيم صالح"، و"سيف محمد"، ويبلغ عدد سكانها حالياً نحو أربعة آلاف نسمة».

يتشارك أهل القرية الأفراح والأحزان، وتجمع بينهم أواصر المحبة والتعاون في جميع المناسبات، وما زالوا يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم على الرغم من دخول مظاهر الحداثة في كل مجالات المعيشة

أما عن الخدمات التي تؤمنها البلدية، فقال: «تقوم البلدية بتقديم مجموعة من الخدمات والاحتياجات اليومية للمواطنين، وتحتوي القرية جمعية تعاونية وإرشادية، والمزارع منورة بشبكة الكهرباء العامة، ومعظم القرى التابعة للبلدية مغطاة بشبكة الهاتف الأرضي، ومُخدمة بشبكة مياه للشرب، ونحو 90% بشبكة الصرف الصحي، وتحتوي ثلاث مدارس من التعليم الابتدائي وحتى الثانوي، ولدينا محطة لتوزيع الوقود، وفرن آلي».

مؤيد بكور

أما عن الطبيعة في القرية، فقال: «تتأثر بمناخ "سهل الغاب" عموماً، حيث إنها حارة صيفاً، وباردة شتاءً، والرياح فيها غربية ذات سرعة متوسطة تصل إلى ثمانية كيلو مترات في الساعة. وهي ذات أراضٍ خصبة حمراء لحقية، ويمر نهر "العاصي" على أطراف القرية من دون أن يعبر أراضيها، وكانت المنطقة سابقاً عبارة عن مستنقع كبير حتى تم تمديد شبكات التصريف الألمانية والإيطالية لجمع المياه، وتم استصلاح السهل بعد قانون الإصلاح الزراعي الذي مكّن أهالي المناطق الجبلية من استيطان هذه المناطق وزراعتها، فتكونت بيئة خصبة ومناسبة للمعيشة.

وأدت الخدمات التي وفرتها وزارة الزراعة وإدارة مشروع الغاب إلى تحويل المنطقة إلى جنة ساحرة ذات طبيعة خلابة من الخضرة الوافرة والتنوع البيئي والأراضي السهلية الممتدة على طول النظر».

عبر بيت سيف على الخريطة

أما عن العادات والتقاليد الاجتماعية التي تربط أبناء القرية، فأضاف: «يتشارك أهل القرية الأفراح والأحزان، وتجمع بينهم أواصر المحبة والتعاون في جميع المناسبات، وما زالوا يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم على الرغم من دخول مظاهر الحداثة في كل مجالات المعيشة».

أما عن عمل السكان، فأضاف "علاء حمود" أحد أبناء القرية بالقول: «يمتاز سكان القرية بالطابع الريفي، ومعظمهم من الفلاحين الذين يعملون بالزراعة بنسبة 85%، حيث يعتمد الوضع الاقتصادي في القرية على الزراعة المروية، وأهمها: القمح، والشوندر، والقطن، والذرة، واليانسون، وغيرها، كما يتم زراعة بعض الأشجار المثمرة وإن كانت بنسب قليلة، كالتين، والعنب، والرمان، والجوز، ويزرع بعض الأهالي محاصيل موسمية، كالخس، والبندورة، والخيار، والكوسا، والباذنجان بغية تحقيق اكتفاء ذاتي، لكن موجات الجفاف الحادة التي ضربت المنطقة عموماً أدت إلى تقلص المساحات المزروعة. أما بالنسبة للتجارة، فأغلبها داخلية، حيث تتوافر كافة الاحتياجات والمواد، وليس في القرية حركة سياحية إلا من سكانها المقيمين في المدن، حيث يتوافدون صيفاً، كما يعتمد بعضهم على تربية الأبقار والأغنام والدواجن».

منظر من معالم القرية

وتابع عن سبب التسمية التاريخية، بالقول: «كان "سهل الغاب" سابقاً قبل صدور قانون الاستصلاح الزراعي عبارة عن مستنقع ضخم يغطي معظم الأراضي الزراعية، وكان سكان القرى الجبلية يضطرون إلى ركوب (العبارة)؛ أي الزورق للوصول إلى منطقة "السقيلبية"، ومن هنا جاء الاسم الأول للقرية "العبر". أما "بيت سيف"، فقد جاء من اسم صاحب (العبارة)؛ وهو "سيف سعيد"، الذي كان من أوائل الذين سكنوا القرية».