يعدّ واحداً من المبدعين في مجال البرمجيات والمعلوماتية، قام بتصميم العديد من برامج الحاسوب والتطبيقات المختلفة على الرغم من أنه لم يدرس المعلوماتية، وليس لديه شهادة جامعية في هذا المجال، ولم يتبع أي دورة تعليمية في الحاسوب، وحصل مؤخراً على وظيفة في شركة "مايكروسوفت" العالمية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 13 كانون الثاني 2018، "علي نصر الصهيوني"، الذي تحدث عن سرّ تميزه في عالم البرمجيات من دون دراسة أكاديمية، فقال: «الوقت شيء مهم جداً في حياة الإنسان، والتعامل معه ضرورة ملحة لتحقيق النجاح، وهناك من يستغله في البحث والمعرفة والاطلاع والعمل من أجل تطوير الذات وصقل المواهب، وهناك من يحرقه من دون فائدة؛ ومن هذا المنطلق أردت أن أستثمر وقتي في علم ينفعني وينفع المجتمع، وبسبب شغفي بالأمور العلمية في بداية عام 1998، اشتريت جهاز حاسوب، وكانت تلك المرحلة بداية اهتمام وانتشار الحواسيب بين العامة، وربما من حسن حظي عندما وصلني الحاسوب وبه سوء صنع، وعندما راجعت مركز المبيعات حاول التملص من المسؤولية، وألقى اللوم عليّ لأنني جاهل في هذا المجال، علماً أنه معطل منذ شرائه، فكانت هذه الحادثة سبباً لأن أضع هدفاً نصب عيني، وهو أن أصبح خبيراً في هذا المجال، وفعلاً بدأت شراء الكتب المختصة بعلوم الحاسوب، وبدأت دراستها وإتقان محتواها، ولم يمضِ سوى ثلاثة أشهر حتى كنت أقوم بتجميع الحاسوب بنفسي، وبعدها بدأت تأليف دروس تعليمية بسيطة حول صيانة الحاسوب، وتوزيعها على كل من يحتاج إليها مجاناً كي لا يقع ضحية من يحتكرون المعرفة، وبقيت على نهجي هذا. طورت مهاراتي وبدأت دراسة البرمجة، إضافة إلى دراسة وفهم عتاد الحاسوب وأنظمة التشغيل والتطبيقات وحلّ مشكلاتها، وتقدمت لاختبارات للحصول على شهادة A+ من "CompTIA"؛ وهي منظمة تجارية غير ربحية متخصِّصة في مجال الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات "IT"، وهي أكبر مزود للشهادات التخصصية في هذا المجال، وتنتشر شهاداتها في أكثر من 120 دولة، وبعدها بدأت التحضير لشهادة "MCAD"، تسمى بالإنكليزية Microsoft Certified Application Developer، وهي شهادة احترافية معتمدة عالمياً من شركة "مايكروسوفت"، يصبح حاملها محترفاً في مجال تطوير البرمجيات؛ وذلك عن طريق أدوات التطوير الخاصة بمايكروسوفت الحديثة، ويتمثل التدريب في تصميم وصيانة وتنفيذ الحلول البرمجية المتكاملة».

المدرّب "علي" كان الملهم لي، وقبل أن أعرفه كنت أقرأ اسمه في عدة برامج، ولم أكن أعلم أنه موجود في "السلمية"، ولأنني أحب التصميم لجأت إلى مهندسين كثر، ولم يفدني أحد حتى تعرّفته بالمصادفة، وأصبح يوجهني، ويقيّم عملي، وأعطاني مفاتيح النجاح، ومع الوقت نجحت بتصميم البرنامج التفاعلي للأطفال نجاحاً كبيراً

ويتابع عن الدورات التي خاضها في هذا المجال: «بدأت التدريب في مركز التدريب المعتمد في مدينة "حمص"، قدمت الفحوص والاختبارات في "الجامعة الأميركية" في "بيروت"، وبسبب ظروف الحرب توقفت مؤقتاً عن متابعة التحصيل العلمي للحصول على هذه الشهادة، ولا يخفى على أحد تكلفتها المادية الباهظة. أتابع حالياً التعليم الذاتي عبر شبكة الإنترنت، كما درست صناعة الرسوم المتحركة باستخدام برنامج "أنيميشين استوديو بروفيشنال"، ولزيادة معرفتي في مجال أمن المعلومات؛ التحقت بدورة في مجال الهكر الأخلاقي "White Hackr"، وطورت مهاراتي في مجال كسر حماية البرمجيات ليستفيد منها أبناء بلدي مجاناً، وعدلت مجموعة كبيرة من أنظمة التشغيل، والألعاب والبرامج الخدمية، وبرامج الصيانة الأجنبية لتصبح تلقائية التنصيب ومتاحة مجاناً للجميع بكل سهولة ويسر».

موسوعة لارا

أما فيما يتعلق بأعماله المعروفة في مجال البرمجيات والتطبيقات المتاحة التي ابتكرها، فأضاف: «من أهم أعمالي في مجال البرمجيات سلسلة "موسوعة لارا" التعليمية؛ وهي تطبيقات برمجية تفاعلية موجهة للأطفال، تقوم بتحفيز قدرات الطفل ومهاراته والعمل على تعليمه ذاتياً، وقد حظيت باهتمام المؤسسات الاجتماعية والتعليمية في "سورية"، وتم تكريمي من قبل السيدة الأولى، وتقديمي كنموذج مثالي للشاب السوري ضمن ما يسمى "مشروع شباب"، إضافة إلى تكريمي من قبل عدد من المؤسسات والجمعيات العلمية والثقافية.

جميع التطبيقات والبرامج والموسوعات التي قمت بإنتاجها، وزّعتها مجاناً ليستفيد منها أبناء بلدي، وأساهم في نشر العلم والمعلوماتية تحت شعار: "العلم والمعرفة للجميع"، كما أنشأت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" أقدّم من خلالها البرامج والألعاب والكتب والدروس التعليمية مجاناً للجميع.

إحدى شهاداته

ومن خلال عملي في ورشتي للأشغال المعدنية (خراطة وتسوية)، قمت بتصنيع العديد من المعدات الطبية، ومنها جهاز لتشريح الخلية، وقد تم عرضه على التلفزيون الرسمي، وأجهزة تقويم العظام والتعويضات المعدنية. والآن أحضّر نفسي لأكون أحد مهندسي شركة "مايكروسوفت" العالمية لأنظمة الحاسوب.

ومع كل ذلك حصلت على دبلوم في الفنون القتالية، ودرجة ماستر والحزام الأسود من الدرجة (اثنان دان)، كما شاركت بعدة بطولات، وحصلت فيها على لقب بطل الجمهورية في القتال الحرّ».

المبرمج علي الصهيوني

ويتابع عن عائلته الصغيرة: «أنا ابن أسرة متواضعة، فأبي كان يعمل مترجماً للغة الروسية في معمل السماد الآزوتي، وأمي ربة المنزل الناجحة لأسرة مؤلفة من ثلاثة أولاد شباب؛ كنت الأكبر بينهم، وأخي "يوسف" درس معهد كهرباء صناعية، ولديه ورشة كهرباء صناعية، والأصغر "نزيه" يحمل شهادة جامعية في الترجمة الفورية للغة الإنكليزية، ويعمل مديراً ومسؤول نظم المعلوماتية في "شبكة الآغا خان"».

تقول "ميساء الساروت" التي استفادت من توجيه وتعليم "علي" لها: «المدرّب "علي" كان الملهم لي، وقبل أن أعرفه كنت أقرأ اسمه في عدة برامج، ولم أكن أعلم أنه موجود في "السلمية"، ولأنني أحب التصميم لجأت إلى مهندسين كثر، ولم يفدني أحد حتى تعرّفته بالمصادفة، وأصبح يوجهني، ويقيّم عملي، وأعطاني مفاتيح النجاح، ومع الوقت نجحت بتصميم البرنامج التفاعلي للأطفال نجاحاً كبيراً».

يذكر أن "علي نصر الصهيوني" من مواليد مدينة "السلمية" عام 1978، متزوج، وأب لثلاث بنات.