استمدت اسمها من كثافة شجر الحور فيها، وآثارها البكر، حيث تقع "حورات عمورين" في سهل "الغاب" إلى الشمال الغربي من مدينة "حماة"، وتبعد عنها نحو خمسين كيلو متراً، وتمتاز بطبيعتها الريفية الساحرة وتنوع غطائها النباتي.

ابن القرية "فالنتين هوشة" المهتم بالتاريخ، تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 كانون الثاني 2018، عن أصل التسمية والموقع الأثري، قائلاً: «جاءت تسميتها الأولى "حورات" نسبة إلى كثرة شجر الحور فيها عبر تاريخها الطويل، واستتبعت بتسميتها "عمورين" نسبة إلى التل الأثري الذي يقع على بعد أقل من 1كم جنوب شرق القرية، وهو أحد الأسماء الآرامية أو السريالية التي انتهت بالياء والنون، مثل: تومين، تيزين، وغيرهما، ويعني سكان أو شعب المنطقة الغربية، ويقال إنهم العموريون أو الأموريون أو العمورو باللغات السامية، والمارتو باللغة السومرية، وهم مجموعة "ساميون"؛ تشير أقدم المصادر المسمارية إلى أنهم بدؤوا منذ نهاية الألف الثالث قبل الميلاد الانتشار في حواضر بلاد "ما بين النهرين" و"بلاد الشام" كموجات من مناطق البادية العربية، وينتمي هذا التل الأثري إلى العصر البرونزي الذي استمر خلال الألف الثاني والثالث قبل ميلاد "السيد المسيح"، ولم تبدأ حملات الاستكشاف الأثري حتى تاريخه بفحص التل، للحصول على أي معلومات تفصيلية عنه وعن الشعوب التي قطنته».

تمثّل القرية نقطة وصل مرورية بين بعض القرى، وهي تتبع إدارياً إلى ناحية "سلحب"، ويتبع لها عدد من القرى، مثل: "الحوائق"، و"أبو فرج"، و"اللطمة"، و"رسم الجرن". ويحيط بها من الشرق "طار العلا"، و"العشارنة"، ومن الغرب "نهر البارد"، ومن الشمال قرية "العبر"، ومن الجنوب "سلحب". وتبلغ مساحة المخططات التنظيمية فيها 179 هكتاراً، وتمتاز باعتدال درجة الحرارة فيها، فالهواء عليل نظراً إلى تعرضها كما معظم قرى الغاب لرياح الجاذبية، التي تستمر من أوائل حزيران حتى أواخر آب

أما بالنسبة للحدود الإدارية للقرية، فأضاف: «تمثّل القرية نقطة وصل مرورية بين بعض القرى، وهي تتبع إدارياً إلى ناحية "سلحب"، ويتبع لها عدد من القرى، مثل: "الحوائق"، و"أبو فرج"، و"اللطمة"، و"رسم الجرن". ويحيط بها من الشرق "طار العلا"، و"العشارنة"، ومن الغرب "نهر البارد"، ومن الشمال قرية "العبر"، ومن الجنوب "سلحب". وتبلغ مساحة المخططات التنظيمية فيها 179 هكتاراً، وتمتاز باعتدال درجة الحرارة فيها، فالهواء عليل نظراً إلى تعرضها كما معظم قرى الغاب لرياح الجاذبية، التي تستمر من أوائل حزيران حتى أواخر آب».

التل الأثري

وعن طبيعة الخدمات المتوفرة في القرية، قال الموظف "إبراهيم حسن": «توجد مدارس للتعليم الأساسي والثانوي المتميزة بتخريج المتفوقين على مستوى القطر سنوياً، وتحتوي القرية مركزاً شبابياً يقوم بدورات رياضية وتعليمية وتثقيفية، ومركزاً بيطرياً يقدم اللقاحات الخاصة للمواشي، ومستوصفاً يقوم على رعاية الأسر، ومركزاً للكهرباء والطوارئ، ومقراً لجمعية الفلاحين، وإرشادية زراعية، وجمعية استهلاكية، ورياض أطفال خاصة وعامة. وهي من القرى الصحية؛ إذ إن نسبة الأمراض فيها قليلة جداً، ومخدمة جيداً، حيث إن الشوارع معبدة وشبكات الصرف الصحي والمياه والهاتف والكهرباء مكتملة، ويتم تزويدها بمياه الشرب من نبع "نهر البارد"».

أما عن طبيعة النشاط السكاني فيها، فقال: «تعدّ الزراعة الحرفة الأساسية للمعيشة، إضافة إلى الوظائف الحكومية وبعض المشاريع التنموية، وتتم زراعة القمح والشوندر السكري والقطن ودوار الشمس والخضراوات الصيفية والشتوية والبقوليات، فالتربة الحمراء الخصبة تساهم في تنوع الغطاء النباتي، لكن المواسم بدأت تقل نتيجة نقص المياه الحاد، وانخفاض منسوب نهر "العاصي" بسبب الجفاف، وليس هناك حركة صناعية، إنما الاعتماد الأساسي على الصناعات المنزلية، كالأجبان والألبان وتجفيف الخضراوات لوفرة المواد الغذائية وتنوعها. كما أن الحركة التجارية مقتصرة على بعض الدكاكين التي توفر للقرية ما تحتاج إليه من مواد أساسية، كما تشهد حركة خفيفة لتسويق المواد الزراعية، ويعتمد بعض أهالي القرية على تربية المواشي والأبقار والدواجن، لكن بأعداد بسيطة مقارنة مع السنوات السابقة ما قبل الأزمة».

القرية عبر غوغل إيرث

وفيما يخص الطقوس الاجتماعية المتوارثة، قال ابن القرية "سامر أسعد": «يتمتع أهل القرية بالكرم والضيافة والتسامح، ومساعدة بعضهم بعضاً في الأفراح والأتراح، حيث إن عادات سكان قريتنا عربية أصيلة، وإن كانت الأجواء الاجتماعية تميل إلى المدينة، وهناك نوع من الألفة والمحبة والتعاون بين الأهالي، وتمتاز القرية بارتفاع نسبة المتعلمين فيها، وفيها العديد من الأطباء والمهندسين والحرفيين والصيادلة والضباط ورجال الأعمال والمغتربين، ولا ننسى الفنانين، وأبرزهم: "أمين عيسى"، و"محسن تجور"، و"أحمد شللي"، والمخرج التلفزيوني "طلال محمود"، ويبلغ عدد سكان قريتنا نحو 9000 نسمة».

فالنتين هوشة