توحي شخصية "أحمد الساروت" بصدق ما سكن في قلبه من حبّ للعمل والجدّ والاجتهاد الذي يبذله لخدمة شريحة كبيرة من الناس، ولا يزال على الرغم من كل الظروف الاقتصادية، يتطلع بشغف كبير إلى واقع اقتصادي مشرق.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 أيلول 2018، التقت رجل الأعمال "أحمد الساروت"، ليتحدث عن بداياته مع الحياة، فيقول: «منذ صغري ووالدي يعمل في تربية الدواجن، حيث كنا نقوم بمساعدته، وتقدير ما يقوم به بكل الاحترام، وفي عام 1997، كانت بداياتي للانطلاق بسوق العمل، حيث أسست أول شركة كمبيوتر صغيرة، كنت أقضي ساعات طويلة وأنا أقوم بتصليح وتركيب أجهزة الحواسيب حتى أتقاضى أجراً لا يتجاوز 500 ليرة سورية في ذلك الوقت، حيث أقوم بتجميع القطع وتجهيز الحاسوب.

هو ابن مدينة "السلمية" الأصيل، الذي ساهم منذ عدة أشهر في ترميم مبنى النادي الرياضي في مدينته، حيث قام بإكساء الجدران الخارجية والمدخل الرئيس الخارجي للنادي كدعم لأبناء بلده؛ على أن يتم لاحقاً متابعة الأعمال الباقية التي يحتاج إليها مبنى النادي

بدايتي الحقيقية كانت عام 2003، حيث قمت بإقامة معرض للسيارات في محاولة لتنظيم السوق العشوائي، وعمل الشركات والعقود مع البنوك لتقسيط السيارة لمدة خمس سنوات، ألحقتها بفتح فروع بالمحافظات.

أحد الدروع التي تعبر عن الوفاء

عام 2005 بدأت العمل في الأبنية، حيث كان البناء لا يقل شأناً عن سوق السيارات من حيث العشوائية والفوضى، فقمت بإحياء حركة البناء والتعاقد مع البنوك لتقسيط ثمن البناء حتى يكون المسكن في متناول الجميع. وحالياً تعرضت حركة البناء لنكسة في ظل ما أصابنا من جمود اقتصادي وتوقف في إعطاء القروض من البنوك، إلا أنني ما زلت أنظر إلى الاستمرار في المشاريع رافضاً التخلي عن أي موظف في ظل ظروف معيشية أشبه بالمستحيلة».

وعن مشاريعه الحالية، يكمل: «أسست لإعادة الإعمار، أحاول خوض تجربة البلوك الريفي في القرى الشرقية التي أصابها الخراب حتى أعيد إعمارها بتصميم جديد وليست عشوائية كما في السابق، حيث توجد مساحات شاسعة أعيد إعمارها بطريقة حضارية وأنيقة وتكاليف بيئية قليلة. وأطلقت على مشروعي (العودة إلى البيوت الريفية)، والهدف منه تشجيع الناس على العمل، فالوطن يحتاج إلى عمل كبير، خاصة عندما نخرج من الحرب الظالمة التي جعلت الناس لا يملكون أي شيء ليسد رمقهم، فخلق فرصة معيشة لسكان تلك القرى هو الأولوية، إضافة إلى استثمار ما تبقى من الأرض لزراعة وتربية بعض الدواجن لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتلبية حاجة الناس اليومية، وتأمين مردود مادي من بيع ما يزيد على الحاجة، فهذا الأصح لنبدأ تحريك عجلة الاقتصاد».

دعم الرياضة في مدينته

ويكمل: «على الرغم من ظنّ بعضهم أن الاقتصاديين لا يتأثرون بمثل هذه المتغيرات، إلا أن الحقيقة تثبت أننا من أكثر المتضررين في التقلبات الاقتصادية، ومع ذلك استمريت في العمل. وعلى الرغم من التحديات الكثيرة وحتى الآن لم أتخلَّ عن أي موظف يعمل لديّ، فسرّ نجاحي واستمراري يرتبط بالكادر الموجود معي، فنحن نعمل على مبدأ التشاركية.

لن يكون النهوض بالاقتصاد من جديد والانطلاق نحو العالمية مجدداً صعباً، ولا يخفى على أحد أن الصناعات السورية كانت ومازالت تغزو الأسواق العربية والعالمية، لكننا في المرحلة القادمة نحتاج إلى تفعيل المؤتمرات على أرض الواقع».

في أحد المهرجانات.. حضور دائم

يقول الإعلامي "أمجد الآباء" أحد الذين عرفوا "الساروت" عن قرب: «لا نكاد نرى عملاً خيرياً إلا وكان له ولو بالخفاء نصيباً من عطائه. إحساسه بـ"سورية"، ورغبته بالوقوف إلى جانب أبناء بلده كانا دافعاً قوياً للبقاء والاستمرار، على الرغم من العروض الاقتصادية المغرية التي طرحت عليه. ويبقى "أحمد" ذلك الرجل الاقتصادي الناجح، ليس فقط بشهادتي، بل بشهادة الكثيرين من أبناء مدينتي».

العدّاء "أحمد سلهب" يقول عما يعرفه عن رجل الأعمال "أحمد الساروت": «هو ابن مدينة "السلمية" الأصيل، الذي ساهم منذ عدة أشهر في ترميم مبنى النادي الرياضي في مدينته، حيث قام بإكساء الجدران الخارجية والمدخل الرئيس الخارجي للنادي كدعم لأبناء بلده؛ على أن يتم لاحقاً متابعة الأعمال الباقية التي يحتاج إليها مبنى النادي».

يذكر أن "أحمد علي الساروت" من مواليد مدينة "السلمية" عام 1976، متزوج وأب لثلاثة أولاد.