بموهبة فنية من الطراز الرفيع، واطلاع دائم على تجارب المدارس الفنية في الدول الأخرى، تمكن الفنان الراحل "علي الصابوني" من تكوين أسلوبه الفني الخاص معتمداً على التكوين الفني المتوازن للوحة، ليكون ملهماً لجيل من الفنانين التشكيليين.

مدونة وطن "eSyria" التقت "سمر الكيلاني" بتاريخ 30 كانون الأول 2018، وعن رحلة الفنان الراحل "علي" في عالم الفن التشكيلي تقول: «هو زوج خالتي، وأستاذ كبير له الفضل على جيل من الفنانين، كان مصدر إلهام لكثيرين، سعى كي يرتقي الفن التشكيلي في "سورية" بوجه عام، هو شخص جدّي، حنون، لطيف، محب، يتمتع بشخصية قوية، ويقف دائماً مع الحق، تخرّج في كلية الفنون الجميلة بجامعة "دمشق" عام 1964، شارك عام 1957 في تأسيس الحلقة الفنية في "حماة"، وسافر للاطلاع الفني إلى دول أوروبا، و"الاتحاد السوفيتي" سابقاً، شارك في معظم المعارض الرسمية منذ عام 1959، ومعارض عديدة أثناء إقامته خارج القطر، حيث سافر عام 1965، وعمل مدرّساً في "الكويت" و"ليبيا" التي استقر بها منذ عام 1972 حتى عام 1977، حيث عاد إلى أرض الوطن».

هو زوج خالتي، وأستاذ كبير له الفضل على جيل من الفنانين، كان مصدر إلهام لكثيرين، سعى كي يرتقي الفن التشكيلي في "سورية" بوجه عام، هو شخص جدّي، حنون، لطيف، محب، يتمتع بشخصية قوية، ويقف دائماً مع الحق، تخرّج في كلية الفنون الجميلة بجامعة "دمشق" عام 1964، شارك عام 1957 في تأسيس الحلقة الفنية في "حماة"، وسافر للاطلاع الفني إلى دول أوروبا، و"الاتحاد السوفيتي" سابقاً، شارك في معظم المعارض الرسمية منذ عام 1959، ومعارض عديدة أثناء إقامته خارج القطر، حيث سافر عام 1965، وعمل مدرّساً في "الكويت" و"ليبيا" التي استقر بها منذ عام 1972 حتى عام 1977، حيث عاد إلى أرض الوطن

من جهته الفنان التشكيلي والمحاضر في كلية الفنون الجميلة بجامعة "دمشق" "عدنان حميدة" يقول: «تعرّفت إلى الفنان "علي الصابوني" عام 1982 عندما كنت طالباً في السنة الثانية كلية الفنون الجميلة، وكان لي حظ وافر بالتعلّم على يديه مع باقي المدرّسين، هو إنسان معلم وفنان من الطراز الأول، تتلمذ على يديه العديد من الفنانين، مع كل إنسانيته في التعامل، إلا أنه كان شديداً في ملاحظاته وتدريسه، عادلاً مع طلابه.

"ناعورة" من أعماله

بعد تخرجي كنت زميله بالتدريس معه في مركز "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية، وكلية الفنون الجميلة لسنوات عديدة، ومن خلال رفقتي معه رأيت فيه مثالاً للفنان المخلص للوحته، أسلوبه مميز في معالجة المواضيع الإنسانية والطبيعة الصامتة.

عمله في كل تفاصيل العمل الفني من خط ولون وتكوين، وتتصف أعماله بالشاعرية والصدق الفني، يعمل بعاطفة عاصفة تأتي بومضات إبداعية خاطفة آسرة، له مواقف عديدة فيها صرامة في الرأي ولو على حساب مصلحته الشخصية، عندما كنا نرسم معاً في الطبيعة بـ"غوطة دمشق"، كنت أراقبه كيف يرسم باللون كعاشق للشجر والأرض والسماء، حتى إنه كان يدمج كل المكونات ليكونوا وحدة متكاملة في تكوين رصين على سطح لوحة فارغة دعته فاستجاب لملئها بحركات فرشاة سريعة، تنتقل من مزاجيته إلى سطح اللوحة بكل دفء وحيوية، كان بالنسبة لي أباً، التقيته قبل أشهر وبعفوية قبّلت يده، فقبّل رأسي».

"فارس" من لوحاته

بدوره الفنان التشكيلي والمحاضر في كليتي الفنون الجميلة والعمارة "سرور علواني" يقول: «ينتمي الفنان "علي" إلى عائلة فنية محترمة، وهو من الأسماء المهمة التي ترسخت في ذاكرتي منذ طفولتي، وشاء القدر أن أعمل معه زميلاً محاضراً في كلية الفنون الجميلة عام 1984 مستفيداً من خبرته الفنية المواكبة لجيل عمالقة الفن التشكيلي، وكان متميزاً بتقنيات وأساليب المنطقة الوسطى في سورية "حمص" و"حماة"؛ المدينتان الكريمتان في إنتاج فنانين حقيقيين سيبقون في الذاكرة، من مميزاته الدماثة المرافقة لصرامة التدريس في تودد ظاهر للطالب؛ فلم يكن يتقبل تعبير (ماشي الحال)؛ فإما عمل فني أو لا، أعماله ككل الحقيقيين تشبه أخلاقه وسلوكه، ومشاعره التي تميّز بها، تعلمنا منه بناء اللوحة ذات التكوين المتوازن وتحديد محاور العمل، وكيفية توجيه عين الناظر إلى أماكن يرغب بها الفنان».

وبما يتعلق بأسلوبه الفني يتابع قائلاً: «أكثر نشاطه الفني كان في الألوان الزيتية، تعامل معها بتقنياتنا المتعددة العجينة الكثيفة، واستخدام الألوان في شفافية تلامس تقنية الألوان المائية، أذكر تأثره بالانطباعية، وإضافته الحالة التعبيرية إلى العمل الفني لتحقق سعادة للمشاهد، مع الحفاظ على القيمة الفنية للمعايير، كانت إيقاعات فرشاته القوية السيدة في اللوحة، وأحياناً العنيفة حسب الموضوع أو العنصر في اللوحة، لم تغب عنه حالة التوازن؛ فكلما كانت الفرشاة قاسية على اللوحة، كان يحاول تهدئة اللون، والعكس بالعكس، وكأنه يتعامل مع إنسان وليس مجرد مواد، كان آخر لقاء لي معه في إحدى الجامعات الخاصة 2010، التي رغبت أن يكون من فريق المدرّسين فيها لينهل الطلاب من فنه القدير وتدريسه الرائع، ويستزيد المدرّسون من معرفته، كانت قد بدت عليه ملامح التعب حينئذٍ، حاولنا أن نكون مستمعين في تفاعلنا، ومن حديثه في ذلك اللقاء: (ليرسم الطالب ما يشاء كي تعرفه جيداً، ثم يأتي دور مهارة وثقافة وأخلاقيات المدرّس في توجيهه، فإما فناناً باقتدار أو كالباقين)، إنها مسؤولية أمام الله والناس والوطن ـرحمه الله- كم كان قديراً وإنساناً».

أمام إحدى لوحاته

يذكر، أن الفنان الراحل "علي عبد القادر الصابوني" من مواليد مدينة "حماة" عام 1940، وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب، وعضو نقابة الفنون الجميلة، عمل مدرّساً في مركز "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية، ومحاضراً في كلية الفنون الجميلة بجامعة "دمشق"، توفى بـ"دمشق" بتاريخ 29 كانون الأول 2018.