تألقت بقصائدها داخل الأوبرا المصرية، واستطاعت أن تثبت للجميع أنها قامة شعرية مميزة، فكتبت عن المرأة والوطن والاغتراب، وحملت على عاتقها رسالة الشعر، وحصدت جوائز عدة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 17 شباط 2019، ناهد شبيب في "حماة"، لتتحدث عن بدايتها قائلة: «ولدت في محافظة "حماة" ضمن أسرة محافظة نوعاً ما؛ والدي ووالدتي لم يتلقيا أي تعليم، إخوتي الـ12 جميعهم درسوا وتعلموا بإصرار من والدتي حفظها الله، كنت متفوقة جداً، وكانت والدتي على الرغم من أمّيتها تساعدني في حلّ المسائل شفوياً، أحرزت المركز الأول على محافظة "حماة" في الثانوية العامة، والثالثة على "سورية"، ثم درست أهلية تعليم (معلم صف) بمنحة داخلية كمكافأة، تفوقت أيضاً وعملت معلمة ومنشّطة وإدارية على مدى 30 سنة».

ينام الحب في أحداق عيني ## وأنت تنام بينهم وبيني ## ولو قطع الفراق لنا سبيلا ## يراك القلب تبعد خطوتين ## ونبضك لم يزل في الصدر حتى ## لأحسب صار نبضي دقتين

وعن بدايتها في كتابة الشعر، قالت: «أكتب الشعر مذ أتقنت القراءة والكتابة، لم ألقَ دعماً؛ لذلك احتفظت بجميع كتاباتي منذ الصف السادس الابتدائي إلى المرحلة الثانوية، حيث بدأت أنشر في مجلة الحائط المدرسية».

من إحدى التكريمات

أما عن الصعوبات التي تواجه الشاعرة في مسيرتها، فقالت: «واجهت الكثير من الصعوبات في بداية مسيرتي الأدبية وما زلت؛ فأنا في بيئة محافظة ومجتمع لا يتقبل بسهولة وقوف المرأة على المنبر ومخاطبة الرجال، وكان الأمر صعباً جداً في بدايته ويتطلب جرأة كبيرة».

وعن إنتاجها الفكري والمواضيع التي تطرحها في كتاباتها، قالت: «أنا امرأة وأتبنى جميع المواضيع التي تخص الأنثى، كتبت عن المرأة الأرملة ونظرة المجتمع إليها، والأم التي رحل أولادها، والحبيبة التي فقدت حبيبها، والمظلومة التي خانها زوجها، والمرأة الغيورة والعنقاء في زمن الانهيار، والأنثى العاشقة، لم أدع موضوعاً إلا وتطرقت إليه في كتاباتي، كتبت عن الوطن وجراحه، دعوت إلى السلام في قصائدي، بكت حروفي "الشام" كيمامة هربت من المطر، سافرت وكتبت عن الاغتراب ووجع الفراق.

وطبعت في "سورية" أول ديوان "نصف امرأة"، وفي "مصر" طبعت ديوانين، وهما: "صهيل الجراح"، و"أنا لن أحبك"».

وبالنسبة للمشاركات في المهرجانات والأمسيات المحلية والخارجية، قالت: «شاركت في مهرجان "حماة" الأول دورة "وجيه البارودي" ومهرجان "سلمية" عام 2018، وعلى صعيد الدول العربية شاركت بمهرجان "حب مصر" في "المنصورة"، ومهرجان "السلام من أجل اليمن" في السفارة اليمنية في "القاهرة"، ومهرجان "سلاماً يا عراق" في "بغداد" وخمس محافظات عراقية، وشاركت بالكثير من الأمسيات في دار الأوبرا المصرية وصالونات أدبيه عديدة في "القاهرة" و"الإسكندرية"».

وتابعت قائلة: «أنا عضوة اتحاد كتاب "سورية" و"مصر"، وعضوة "رابطة الأدب الحديث" في "مصر"، وعضوة نادي "أدب القاهرة"، وعضوة "المجلس الاستشاري" بوزارة الثقافة، حصلت على شهادات كثيرة من اتحادات كتاب دول عربية كـ"مصر" و"العراق"، وحصلت على درع المهرجان في "مصر"، ودرع مهرجان "سلاماً يا عراق" في "بغداد"».

في الختام قالت: «حالياً أجهز المجموعة الرابعة للطباعة، وبدأت كتابة رواية عسى أن يوفقني الله لأكملها، وأتمنى أن يكون لي صالوني الأدبي الخاص وأنتقي رواده من خيرة الشعراء والشاعرات».

جاء في ديوان "أنا لن أحبك":

«ينام الحب في أحداق عيني

وأنت تنام بينهم وبيني

ولو قطع الفراق لنا سبيلا

يراك القلب تبعد خطوتين

ونبضك لم يزل في الصدر حتى

لأحسب صار نبضي دقتين».

الشاعرة "ماجدة الكيلاني" تحدثت عن "شبيب" قائلة: «تفردت الشاعرة "ناهد شبيب" بقصائدها؛ لأنها كانت الأكثر جرأة على الذات والبوح والاعتراف، ويكاد لا يجاريها في هذا المضمار إلا قلة من الشعراء، وهي كغيرها من الشاعرات اللواتي ناضلن للوصول إلى منبر التميز، وقد تمكنت من ذلك، وهذا التميز لم يأتِ من فراغ؛ فهي موهوبة عملت بجدّ كنحلة لا تعرف إلا صنع العسل، وهي إنسانة منفتحة مطلعة يغلي فيها بركان من الشعر عندما تغضب ونراها تثمل طرباً وتدندن على أوتار قلوبنا عندما تكتب القصائد الغزلية الرقيقة، قصائدها عذرية، لا ترضى بأنصاف الأشياء، وترفض أن تكون نصف امرأة؛ فصهيل حروفها يملأ جسد القصيدة حركة وصوتاً وحياة، عشق الوطن يجري في عروقها؛ لأنها خبأته داخلها، ومنه انطلقت، وكلما ابتعدت وحلقت مبتعدة أعادها ذلك العشق على أجنحة السحاب، لقد حملت "ناهد" على عاتقها رسالة الشعر في جيلنا المعاصر، أثبتت جدارتها في "سورية" وخارجها وإن لها أمداً بعيداً ستنطلق نحوه، تمنياتي لسفيرة الكلمة بالنجاح والتوفيق».

الجدير بالذكر، أن الشاعرة "ناهد شبيب" من مواليد مدينة "حماة"، عام 1962.