لم تستسلم لإعاقتها المكتسبة، بل على العكس حوَّلتها إلى أنموذجٍ حيٍّ للانتصارات في مجال الرياضة وبألعابٍ متنوعة، لتثبت أنَّ الإرادة القوية ومعها العزيمة قادرتان على صنع المستحيل.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 آذار 2019، "هيفاء منصور" البطلة الرياضية السورية، وبدايةً كان الحديث عن نشأتها، فقالت: «ولادتي كانت ضمن أسرة عادية الحال، ودراستي حتى سن التاسعة كانت في مدينتي "حماة"، وشاء القدر أن أتعرض لحادثٍ أدى إلى توقفي عن الدراسة لمدة خمسة أعوام بسبب خضوعي للعلاج حينئذٍ، وانتقلت للسكن في مدينة "دمشق" من أجل إكماله، ولأنَّ حلم الجامعة كان يراودني منذ الصغر؛ فقد صممت على متابعة دراستي (حرّة)، ومرحلة التحصيل العلمي كانت مرحلةً من مراحل التحدي لإعاقتي الحركية، لكنني كنت أسعى وراء ذلك الهدف حتى تخرجت في الجامعة باختصاص علم اجتماع، عام 2011».

ولادتي كانت ضمن أسرة عادية الحال، ودراستي حتى سن التاسعة كانت في مدينتي "حماة"، وشاء القدر أن أتعرض لحادثٍ أدى إلى توقفي عن الدراسة لمدة خمسة أعوام بسبب خضوعي للعلاج حينئذٍ، وانتقلت للسكن في مدينة "دمشق" من أجل إكماله، ولأنَّ حلم الجامعة كان يراودني منذ الصغر؛ فقد صممت على متابعة دراستي (حرّة)، ومرحلة التحصيل العلمي كانت مرحلةً من مراحل التحدي لإعاقتي الحركية، لكنني كنت أسعى وراء ذلك الهدف حتى تخرجت في الجامعة باختصاص علم اجتماع، عام 2011

وعن دخولها عالم الرياضة تتابع "هيفاء منصور" كلامها قائلةً: «الرياضة هي أساس الحياة بوجهٍ عام، بعد أن أصبحت الإعاقة الحركية واقعاً بالنسبة لي، كانت وصية الأطباء لي أن أمارس الرياضة لتقوية عضلات جسدي، ولكي أتمكن من الاعتماد على نفسي في جميع مفاصل حياتي، ورويداً رويداً وجدت نفسي قد بدأت أستهويها، وقد تعززت معها ثقتي بنفسي أكثر، وتولَّدت لديَّ الرغبة في احترافها بما يتناسب مع كرسيّ المتحرك الذي أصبح ملازماً لحركتي، وفعلاً بدأت ممارسة لعبة القوة البدنية عام 2004 ضمن صفوف نادي "الأمل" الرياضي، وبعد عامٍ واحد من التدريب حصلت على بطولة الجمهورية في التصنيف الذي لعبت فيه، ثمَّ اتجهت نحو لعبة كرة الطاولة، وأحرزت بطولة الجمهورية فيها أيضاً في عام 2005، وبعد إقرار لعبة الريشة الطائرة ضمن لوائح اتحاد الرياضات الخاصة في "سورية" وذلك عام 2014، أعجبت بها ووجدتها الأنسب لوضعي، وفيها من الحركة والتميز ما جعلني أستمر كبطلةٍ للجمهورية منذ عام 2015 لمدة أربعة أعوام متتالية».

الميداليات التي توجت بها في بطولة دبي iwas

وفي إجابتها عن تفاصيل البطولة الدولية الأخيرة التي شاركت فيها والميداليات التي أحرزتها، تقول "هيفاء منصور": «تمّت دعوتنا للمشاركة في بطولة "دبي" الدولية IWAS للإعاقة الحركية والبتر، وشارك بها لاعبون من عدة دول؛ وهي أول مشاركة للاعب أو لاعبة من "سورية" فيها، لكنَّ المفاجأة كانت باللعب مع لاعبين ذكور، وذلك بحسب قوانين البطولة وتصنيفاتها من حيث إعاقة اللاعب، وبالفعل بدأتُ مشواري بها وكانت الميدالية الذهبية الأولى لي ضمن تصنيف فردي السيدات، أمَّا الميدالية الذهبية الثانية، فكانت في مسابقة الزوجي المختلط مع لاعب إماراتي، والميدالية الثالثة والفضيَّة كانت في زوجي السيدات مع لاعبة لبنانية، وللأمانة فقد وصلت إلى البطولة من دون مدرِّبٍ مرافق لي، لكن إيماني بوجوب تحقيقٍ شيءٍ ما لوطني ولي شخصياً، كان الدافع الأكبر من أجل الوصول إلى نتائج مشرِّفة».

"سامر توفيق حمزة" المدرب الدولي المحترف في لعبة الريشة الطائرة، بعد التواصل معه وفي ردِّه على سؤالنا عن رأيه باللاعبة "هيفاء منصور"، يقول: «هي من اللاعبات القلائل اللواتي يتميزن بالمستوى الثابت في أدائهن، إضافةً إلى عزيمتها الكبيرة والإرادة الفولاذية التي تتحلى بها، والتي تدفعها إلى التحدِّي أكثر من أجل تحقيق هدفها في الفوز أمام منافسيها، ومشاركتها الأخيرة في دورة "دبي" جاءت تكريساً لكل ذلك الإصرار الذي أظهرته من أجل حصد الذهب، ورفع علم الوطن على منصات التتويج، حيث كانت اللاعبة الوحيدة من دون مدرِّب مرافق، والجميع تعلّموا منها ما تفعله الإرادة والتصميم أمام العقبات، وكيف تتحول إلى إنجاز وفوز، وأنا سعيد بما تقدمه من مستوى متميز، وأتمنى الاستمرار لها في حصد البطولات دائماً».

المدرب سامر توفيق حمزة

مدرب منتخب "دمشق" للريشة الطائرة "أحمد عطايا" ومدرِّبها الشخصي، عنها قال: «"هيفاء منصور" لاعبة مجدَّة ومثابرة، ولديها من الذكاء وحب التحدي ما يجعلها تتغلب على كل الصعاب التي تواجهها، وقد عملت على تطوير ذاتها باستمرار، وكانت تنفذ ما يطلب منها بكلِّ تميزٍ وإرادةٍ قوية، وقد بدأت تدريبها عام 2014 ومنذ ذلك الحين وهي تثبت جدارتها من خلال حصولها على المركز الأول في بطولات الجمهورية بصورةٍ متعاقبة، إن كان في لعبة الريشة الطائرة أو قبلها في كرة الطاولة، وهي مع باقي زملائها ممن درّبتهم قد أثبتوا علوَّ كعبهم وتميزهم، وقدَّموا دليلاً على الأثر الذي تفعله قوة الإرادة في تحقيق المستحيل».

يذكر، أنَّ "هيفاء منصور" من مواليد "حماة" عام 1982، وتعمل كباحثة اجتماعية لدى وزارة الصحة، ومقيمة في مدينة "دمشق" حالياً.

المدرب أحمد عطايا