درست الثانوية الزراعية، وكانت من الأوائل؛ فأكملت دراسة الهندسة، لكن طموحها منذ الصغر أحد فروع التربية وعلم النفس شجعها على المتابعة وتحقيق الحلم.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 أيار 2019، التقت المرشدة النفسية "غزوة محفوض" لتتحدث عن بداياتها: «لم يسمح لي بدخول الصف العاشر العام وتحقيق حلمي بسبب فرق درجة واحدة، حيث دخلت الثانوية الزراعية، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية بعلامات عالية، قررت أن أحقق حلمي، ودرست الثانوية الأدبية في منزلي، وحصلت على علامات مميزة تؤهلني لدخول الفرع الذي أحلم به، وهو التربية وعلم النفس.

قرّرت افتتاح روضة للأطفال على الرغم من كل التحديات المادية وتحديات المجتمع عام 2015، وكان الهدف منها أن يكون لي دور بالإرشاد التربوي وتهيئة جيل صحيح لأن مرحلة رياض الأطفال من أهم المراحل التي تحتاج إلى تنشئة نفسية وتربوية صحيحة

دخلت جامعة "دمشق" بتحدٍّ كبير، وقد تخرّجت من دون الرسوب في أي سنة من سنوات الدراسة، وكنت من الأوائل في الفرع، وقد اختصيت بطرائق تدريس وتقنيات التعليم وتخرّجت عام 2008، بعدها حصلت على دبلوم التأهيل التربوي».

في الروضة

عن سنوات الدراسة والتطبيق العملي قبل وبعد التخرّج تتابع: «أثناء حياتي الجامعية كنت أتفرّغ بعض الوقت للعمل بهذا المجال، حيث عملت في منظمة "آمال" ومركز للتوحد، حيث حصلت خلالها على عدة شهادات في التدريب، منها: شهادة (صعوبات التعلّم) كنت خلالها أعمل مدّرسة في مدارس مدينتي "السلمية".

شاهدت الكثير من الضعف لدى الطلاب في طريقة الحفظ والتلقين، فقرّرت افتتاح مركز خاص لصعوبات التعلّم، وتعديل السلوك وتشجيع الطلاب على التعلّم بعيد عن أسلوب التلقين والحفظ البصم، وكان لدينا أكثر من خمسة اختصاصيين تربويين.

كان لنا أثر إيجابي في هذا الحقل، حاولت نشر فهم معنى صعوبات التعلّم، وتعديل السلوك عن طريق محاضرات بجمعية "أصدقاء سلمية" وجمعية "العاديات".

عملت كثيراً في مجال الطفولة المبكرة وجمعية رعاية الأيتام في "دمشق"، ومع انطلاق المركز في "السلمية" بدأت أفكر بتوسيع المشروع».

عن مشروعها الذي احتضنته تكمل: «قرّرت افتتاح روضة للأطفال على الرغم من كل التحديات المادية وتحديات المجتمع عام 2015، وكان الهدف منها أن يكون لي دور بالإرشاد التربوي وتهيئة جيل صحيح لأن مرحلة رياض الأطفال من أهم المراحل التي تحتاج إلى تنشئة نفسية وتربوية صحيحة».

تتابع عن الأعمال والشهادات التي حصلت عليها: «عملت في مجال الدعم النفسي للأطفال مع منظمات دولية وقمت بتدريب كادر في مجال صعوبات النطق والآن لديهم مراكز خاصة، وكنت أول من أعطى محاضرة حول كيفية الردّ على أسئلة الأطفال الجنسية المحرجة.

حاصلة على شهادة "مونتيسوري"، وشهادة للصحة النفسية للطفل وشهادة اختصاص لمعالجة النطق».

"لميس الحموي" مدرّسة وأم طفل له وضع خاص في الروضة قالت: «طفلي "يمان" لديه وضع خاص لم تستقبله أي روضة من دون مرافق له يساعده ويبقى معه كل الوقت؛ لأنه يرتدي جهازاً من الحديد ليساعده على المشي. تكلمت مع المرشدة "غزوة محفوض" فرحبت به وقالت لي: "يعامل مثل زملائه كأي طفل طبيعي". أصبح عمره ثماني سنوات ولم يدخل أي روضة أو مدرسة، الآن له ما يقارب عشرة أشهر أصبح يقرأ جملة كاملة ويقوم بعمليات الجمع والطرح، والأهم من ذلك كله لا يقبل الغياب عن الروضة مهما كانت الظروف؛ وهذا دليل على أنه يشعر بأن هذا المكان بيته الثاني».

يذكر، أن "غزوة محفوض" من مواليد مدينة "السلمية" عام 1984، تتابع الدراسات العليا ضمن اختصاصها، وعضو الجمعية السورية للعلوم النفسية.