لديه مئات الاختراعات والاكتشافات، ويعدّ واحداً من أهم المخترعين في المجال الإلكتروني بالعالم، ولأنّ هاجسه الأول الاستغناء عن الخبرات الأجنبية، بنى بمجهوده الشخصي المجمع الإلكتروني أو الحدائق الإلكترونية المعلقة، ودرّب فيه 2100 متدرب بين مهندس وفني.

مدونةُ وطن "eSyria" التقت المخترع "عمر حمشو" بتاريخ 27 تموز 2019، ليحدثنا عن طفولته ودراسته قائلاً: «كنت مغرماً بالبحث العلمي والإلكتروني، ورحت أفكّك كل جهاز كهربائي وإلكتروني وأعيد تركيبه، فيعمل أفضل مما كان، ومن فضولي، تعلمت سبع لغات وأنا في المرحلة الابتدائية، من خلال كتيبات تعليم اللغات بلا معلم في خمسة أيام، وهي: الفرنسية، والإيطالية، والتركية، والإسبانية، والألمانية، والإنكليزية، والفارسية، وتعلمت السريانية، والكردية من جيران سكنوا في حيّنا، وكم كان يسعدني التحدث إلى السياح بلغاتهم عندما يزورون "حماة"».

كنت مغرماً بالبحث العلمي والإلكتروني، ورحت أفكّك كل جهاز كهربائي وإلكتروني وأعيد تركيبه، فيعمل أفضل مما كان، ومن فضولي، تعلمت سبع لغات وأنا في المرحلة الابتدائية، من خلال كتيبات تعليم اللغات بلا معلم في خمسة أيام، وهي: الفرنسية، والإيطالية، والتركية، والإسبانية، والألمانية، والإنكليزية، والفارسية، وتعلمت السريانية، والكردية من جيران سكنوا في حيّنا، وكم كان يسعدني التحدث إلى السياح بلغاتهم عندما يزورون "حماة"

ويتابع: «في الصف الثامن كنت أتغيّب عن المدرسة من دون علم أهلي، حتى فصلوني ورسبت، وأعادوني أهلي مجبراً، وفي الصف الثاني الثانوي قررت ترك المدرسة نهائياً، وكنت أدعو دائماً: (اللهم دلني على من يدلني عليك)، حتى قدم رجل من "دمشق "، ويدعى "كفتارو"، حيث عرّفني أحدهم عليه ليصبح معلمي، وهو الذي غير مجرى حياتي، فأكملت تعليمي وتخرجت في جامعة "دمشق" كلية الهندسة الكهربائية اختصاص إلكترون عام 1975، توجهت بعدها إلى عدّة دول، مثل: "ألمانيا"، و"النمسا"، و"فرنسا"، وإنكلترا"، و"أميركا"، لاستكمال تخصصاتي في مختلف مناحي العلوم الإلكترونية وخاصة التحكم الإلكتروني».

المخترع عمر حمشو يصنع سريراً إلكترونياً معلقاً

وعن اختراعاته يحدثنا قائلاً: «في الصف الخامس كان الراديو أول اختراعاتي، وفي المرحلة الإعدادية كنت أجري تجارب كيميائية معقدة، وأضطر إلى دفع مبالغ كبيرة لأشتري المواد الكيميائية والأحماض والأسس والأملاح، والأدوات اللازمة للتجارب كـ(البواتق، والسحاحات، والحواجيل)، لكنني توقفت، ففي إحدى التجارب كدت أفقد بصري بسبب انفجار البوتقة بوجهي. أجريت التجارب على الأرانب والدجاج، والماء والهواء لاستخراج الهيدروجين والأوكسجين والكلور والآزوت، وأقطّر بخار الماء، وقمت بتجارب على الحشرات كالجراد والصراصير والنمل، والأشجار، حتى إنّني أجريت تجربة على علاقة حبّ بين شجرة وأخرى، والماعز والغنم، وأجريت تجارب إلكترونية للتحكم بعرض النبضة في وحدات التغذية pwm، وذلك عام 1968، وتعدّ الآن انقلاباً في عالم التغذية، حيث اكتشفها الغرب بعد سنوات طويلة، كما صمّمت أجهزة إلكترونية تقوم على تمييز أصوات الأشخاص وطبقتها على الزائرين، واخترعت جهازاً إلكترونياً لمحاكاة أصوات الحيوانات كالقطط والطيور، وأجريت مقابلة صحفية مع قطة أجابت عن خمسين موضوعاً، وكذلك التحكم بالأمواج فوق الصوتية قبل أن تستخدم عالمياً، وصمّمت الكثير من الأجهزة التي تعدّ الأولى من نوعها مع ثلاثة أنواع من البطاريات والمدخرات النادرة، ومئات الأعمال المهمة الأخرى، لكن هذه الأخيرة اندثرت عام 1982 بسبب الأحداث في "حماة".

كما اخترعت جهازاً إلكترونياً للتحكم برأس حفارة نفط غربية الصنع بعد أن اكتشفت أخطاء كثيرة في تصاميم أجنبية، ونقاط ضعفها، التي كان بعضها بقصد الاحتكار التجاري، حيث كان الجهاز يعمل شهراً ثم يتعطل، وثمنه ملايين الليرات، أو ترسله إلى الشركة الأم للإصلاح بتكلفة عالية، وطلبت المخططات من الشركة، فلم يستجيبوا، فعكفت بإصرار على رسم مخطط جديد لهذا الجهاز أكثر تفصيلاً ووضوحاً من مخططهم؛ وهو ما أصاب الشركة بالدهشة، فأرسلت في طلبي واستقبلتني استقبال العظماء. والآن أعمل على الحدائق الإلكترونية المعلقة، وأنا في المراحل الأخيرة من صناعة سرير إلكتروني معلق، وحجرة نوم معلقة من الناحية الفولاذية، وسيتبعها إنهاء الشبكة المعدنية في كامل غرفة النوم، حيث إن السرير يقع بجوار حجرة النوم، وهي عبارة عن غرفة صغيرة للمطالعة، موجودة ضمن غرفة النوم المعلقة بالكامل على الجدران والسقف، ولها فوائد علمية وصحية كثيرة جداً».

جهاز يحاكي لغة الطيور

ويصف المجمع الإلكتروني بالقول: «هو مشروع نادر بالعالم، مساحته ألف متر مربع، وسطحه ثلاثة آلاف متر مربع، يتألف من أكثر من مئة قفص للتجارب، وأيضاً فيه برج للعلوم، وقد بنيته بجهدي الشخصي، وبعض أجنحته الكثيرة مخصصة للتجارب في حالة انعدام الضوء والتعتيم الكامل للأشعة المرئية وغير المرئية، وجناح للتجارب في حالة انعدام الصوت والسكون التام للأصوات المسموعة وغير المسموعة، وجناح التجارب على انعدام الوزن، مع وضع أبحاث خاصة في برج العلوم، وقفص للتجارب في حالة انعدام التشويش الكهرطيسي مع الحديقة الإلكترونية. وفي المختبر تجهيزات ومخططات إلكترونية تملأ الجدران والسقوف والأرضيات والدرج حتى عمود المغسلة، وفيه أكثر من عشرة آلاف جهاز إلكتروني حديث ومتطور، وصنعت كل الطاولات واللوحات والدروج والحيطان والسقوف الخشبية بيدي؛ فقد تعلمت مهنة النجارة في العطلة الصيفية مذ كنت في الصف الرابع، وعلمت ذلك لجميع المهندسين والفنيين لدي، لذلك لم أستدع أي نجار إلى مخبري، حيث تدرب فيه ٢١٠٠ متدرب ما بين هاو ومهندس، و٧٠٠ متدرب ثابتين، ولكنه متوقف عن العمل منذ ١٠ حزيران العام ٢٠٠٠».

ويحدثنا الأديب "مصطفى الصمودي" عن المهندس "عمر حمشو" قائلاً: «منحته الجامعة العربية "وسام الريادة" على مستوى الوطن العربي، لكنه لا يهتم بالشكليات أو بجمع الأوسمة التي قدمت له في أوقات سابقة أو لاحقة. موهبة نادرة ولغز محير ترتقي عن الاستعراض والعظمة الفارغة، حيث دخل في عزلة طوعية، ليبتكر ويكتشف ما يعطي نفعاً للبشرية. وضعت تحت يديه المغريات، وأن يطلب ما يريد من مرتب وتسهيلات وتجهيزات، وعرضت عليه الجنسية ولعائلته ووالديه، وتكررت هذه العروض كثيراً، لكنه رفضها جملة وتفصيلاً، ليخدم وطنه. ونقل خبرته لأهل بلده، حيث إنه درب سبعمئة عامل، ومنهم المخترع "عيسى عبود" الذي اغتيل عام 2011».

يذكر أنّ المهندس الإلكتروني "عمر حمشو" من مواليد "حماة"، حيّ "الشرقية"، عام 1950.