سفر ولده جعله يقوم بتصوير المعالم الجميلة والأماكن الخالدة، وأحوال الناس في "حماة"، لكي يشعره بأنّه ما زال يعيش معهم، فتحولت هذه الهواية إلى مصدر للإرشيف والتوثيق بعد أن اعتمدتها العديد من الصفحات والجرائد المحلية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 14 أيلول 2019 التقت "عبد العزيز شمالي" ليتحدث عن بداياته، فقال: «بدأت بالتصوير، وتوثيق الأماكن التي كنا نقوم بزيارتها منذ عام 2013 بعد أن طال غياب ولدي عن مدينته لكي يعيش لحظاتنا، وكأنه بيننا، أصبحت الصفحات الحموية على مواقع التواصل الاجتماعي تطلب الإذن مني لنشر صوري على صفحاتهم، ولكي لا ينشر أي شيء ليس من تصويري بدأت بكتابة اسم "أبو عمر شمالي"، حيث شجعني هذا الأمر أكثر من خلال التعليقات التي كانت تأتي على الصور، وخصوصاً من أبناء المدينة المغتربين».

بدأت بالتصوير، وتوثيق الأماكن التي كنا نقوم بزيارتها منذ عام 2013 بعد أن طال غياب ولدي عن مدينته لكي يعيش لحظاتنا، وكأنه بيننا، أصبحت الصفحات الحموية على مواقع التواصل الاجتماعي تطلب الإذن مني لنشر صوري على صفحاتهم، ولكي لا ينشر أي شيء ليس من تصويري بدأت بكتابة اسم "أبو عمر شمالي"، حيث شجعني هذا الأمر أكثر من خلال التعليقات التي كانت تأتي على الصور، وخصوصاً من أبناء المدينة المغتربين

ويتابع عن الأماكن التي يوثقها، ومراحل التوثيق، قال: «أصور الأحياء القديمة، والأسواق بالصور والفيديو مرافقة لموسيقا تتناسب مع أجواء الحمامات التراثية، والحدائق وغيرها، بالإضافة للشخصيات التي لها أثر في نفوس الناس، وتعدُّ من أعلام المدينة، أعتمد عدم تكرار الصورة إلا عند تغيير الطقس، لأن "حماة" بكل طقس لها ميزة وجمالية تختلف عن غيرها، وكنت أحتفظ بالصور في ذاكرة الهاتف، وجميع الصور محفوظة عند الكثير من المهتمين بالتراث، ومنها صفحة "حماة جيوغرافيك"، فعدد الفيديوهات والصور منذ عام 2013 تجاوز 2500 صورة، التوثيق لا يحتاج مني الوقت الكبير لأنني أختار الوقت المناسب عن دراسة الزاوية والإضاءة، فبعض الصور تحتاج مني الصعود على المرتفعات أو النواعير أو الجدران لكي يكتمل المشهد الذي أرغب بتصويره».

من حارات حماه

وعن العقبات التي واجهته يقول: «رغم امتلاكي عدداً كبيراً من الصور، والتي تقوم باعتمادها معظم الصفحات، وأنشرها في جريدة "الفداء" المحلية، إلا أنني لم أحصل على بطاقة مصور تخولني التصوير بشكل رسمي، وأطمح بعد حصولي على البطاقة بتصوير وتوثيق جميع المدن السورية وأريافها لكي نعيش كأسرة واحدة عبر صفحات التواصل الاجتماعي وأوراق الجرائد والمجلات.

على الرغم من أنني هاوٍ، لكن لدي رؤية وملكة للتصوير لم أتمكن من إظهارها بالشكل الذي أرغب به حتى الآن».

منزل حموي تقليدي

يقول "محمد مخلص حمشو" الأديب والعميد المتقاعد: «"عبد العزيز شمالي" شخصية حموية، وفنان جميل، فهو ينقل لنا -في صورة عن المكان من حارات "حماة" ودروبها العتيقة- إلهاماً يعبر عن تاريخنا الشخصي بما يبسطه من علاقات كانت لنا في هذه الأمكنة، فالمكان والصورة في عبقرية التصوير لديه ليس تجسيداً للمكان بل للهوية، يرى المرء في هذه الصور سحر الطبيعة بفن الخالق، وبشيء يشرح الصدر وترتاح له العين، جسدها في لوحات فنية لأنه رأى ترجمة صادقة عن نشوة الحياة وعفوية التكوين، والشيء المميز أنّ "عبد العزيز" يعدُّ بين أصدقائه الحبيب الأثير لقلوبهم، فلا تحلو الجلسات دون وجهه المبتسم وحديثه الأثير، وعبقرية صوره التي تشبه قصائد شعر يترنم بها كل من ينظرها».

يذكر أنّ "عبد العزيز شمالي" من مواليد مدينة "حماة" 1967 خريج معهد الاتصالات السلكية واللاسلكية.

من تصويره