بعد خروجها المرّ من محافظة "إدلب" بدأت بالإشراف المباشر على مراكز الإيواء التي يقطن فيها المهجرون في محافظة "حماة"، والوقوف على احتياجاتهم، وحملت همومهم ومسيرة علم أطفالهم دون أن تشعر مرة واحدة بالعجز والاستسلام.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 10 كانون الأول 2019 التقت المهندسة "عبير أبو حجر" لتتحدث عن عملها السابق، فقالت: «في مدينة "إدلب" وقبل تهجيرنا كنا نعمل على أتمتة عمل مديرية الشؤون الاجتماعية، واستكمال المبنى الإداري الذي بلغت نسبة الإنجاز فيه 82%، والذي كان سيمكننا من تقديم العديد من الخدمات الإنسانية، حيث بلغ عدد الجمعيات في المحافظة في ذلك الوقت خمساً وأربعين جمعية منتشرة في عدة مناطق.

منذ تهجيرنا من منازلنا قابلتنا المهندسة "عبير" في مراكز الإيواء، وقدمت لنا كل ما نحتاجه من مساعدات، بالإضافة إلى تفقد أحوالنا كل يوم مع الجمعيات الأهلية وبتقديم الدعم الغذائي والصحي والتعليمي، وما زالت حتى اليوم تقدم الدعم لنا وتقوم بمساعدتنا بكل ما نحتاجه

بعد تهجيرنا من مدينتنا تم افتتاح العديد من مراكز الإقامة المؤقتة، وتم تخديمها والاستجابة لطلباتنا من قبل الهلال الأحمر السوري وبعض الجمعيات العاملة في المحافظة».

مع أحد الأطفال

وتتابع عن عملها، والصعوبات التي واجهتها: «بدأنا بصعوبات كثيرة كان أهمها فقدان جميع مستندات الموظفين، وفقدان جميع المستندات والوثائق التي تخص المعاقين، بعد إقلاعنا في العمل اعتمدنا على التعاون مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في "حماة" من خلال الجمعيات الأهلية بتحويل الحالات الإنسانية التي تستدعي التدخل مثل: تأمين مساعدات حركية وكراسي إعاقة، ألبسة صيفية وشتوية، أدوية وعمليات جراحية وغيرها.

بعد تحرير "سنجار"، و"أبو الضهور"؛ تمت الاستجابة بالمواد الإغاثية اللازمة للأهالي، حيث تم توزيع المواد الغذائية للأسر العائدة لمنازلها باليد، كما قمت بإجراء مسح ميداني كامل للواقع الاجتماعي، وتم تسجيل وتسوية أوضاع كثيرين ممن لم يقوموا بتثبيت زواج أو تسجيل أطفال، ووجود تأخر في وضع التعليم وتقديم العديد من الخدمات الصحية».

وتتابع عن الأعمال التي قدمتها كمؤسسة بالتعاون مع جمعيات أهلية: «تابعت مع فريق الدعم القانوني الإنساني في الهلال الأحمر فرع "حماة" إصدار وثائق تثبيت الزواج وتسجيل الأطفال، والتنسيق مع مديرية تربية "إدلب" باستصدار الأوراق اللازمة، وافتتاح أكثر من مئة صف محو أمية على امتداد الريف المحرر لـ"إدلب"، بالإضافة لاستقبال الأهالي عند فتح معبر "صوران"، كما تم تشكيل مسجل المعوقين الفرعي لـ"إدلب" للوقوف على احتياجات ذوي الإعاقة والمشاركة بحملة "لقمتنا سوا" التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على مدار أربعة أعوام.

وكان الحصول على مشروع غذاء من منظمة الصحة العالمية، واستقبال طلاب الشهادتين التعليم الأساسي والثانوي، واستصدار البطاقات الشخصية ومنح إعانات الشلل الدماغي شغلي الشاغل مع فريق عمل مجتهد ومتفاني للخدمة العامة.

لن أنسى رسم اللوحة الجدارية البانورامية في مركز إيواء "إبراهيم حمود" بطول خمسة وعشرين متراً بمشاركة الأطفال المقيمين في المركز، وهي أكبر الهدايا التي تمنح جرعة كبيرة من الأمل لمستقبل أكثر نضارة» .

وتكمل عن التكريمات التي حصلت عليها: «لم أسعَ يوماً لذلك فأنا أقوم بواجبي، ولكن الذي يعمل يجد في النهاية من يقدر تعبه، حيث تم تكريمي من قبل وزير الثقافة لافتتاح أكثر من مئة صف محو أمية، وتكريم وزير التربية للاستقبال والاهتمام بطلاب "إدلب" الوافدين، وشهادة تقدير ووسام العمل الإنساني من مركز المصالحة الروسي، بالإضافة للتكريم من قبل محافظ "إدلب"».

تحدث الإعلامي "حبيب كروم" عن معرفته بها، حيث قال: «"عبير" الصديقة الوفية لأبناء محافظة "إدلب" قبل وبعد التهجير، حيث وصلت الليل بالنهار لخدمتهم وتأمين احتياجاتهم، وكانت معهم خطوة بخطوة، فحزنت لحزنهم، وفرحت لفرحهم، وتألمت لألمهم. ولن أنسى وقفتها مع ذوي الإعاقة لدمجهم في المجتمع ومنع استغلالهم وتعزيز حقوقهم، وبالنهاية هي إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معاني بشهادة كل الذين عرفوها».

وتضيف "خديجة البر" إحدى الوافدات من مدينة "إدلب": «منذ تهجيرنا من منازلنا قابلتنا المهندسة "عبير" في مراكز الإيواء، وقدمت لنا كل ما نحتاجه من مساعدات، بالإضافة إلى تفقد أحوالنا كل يوم مع الجمعيات الأهلية وبتقديم الدعم الغذائي والصحي والتعليمي، وما زالت حتى اليوم تقدم الدعم لنا وتقوم بمساعدتنا بكل ما نحتاجه».

ويضيف "حازم تيناوي" أحد طلاب التعليم في الشهادة الثانوية: «عند استقبالنا لتقديم الامتحان كانت المهندسة "عبير" بالتعاون مع الجمعيات الأهلية تقوم بمساعدتنا حتى لا يفوتنا الامتحان، حيث كانت ترافقنا منذ اليوم الأول وحتى انتهاء الامتحان، فهي الأم الثانية التي احتضنتنا، ولم تتركنا نواجه أي طارئ، بالإضافة لتقديم الدعم النفسي والمعنوي لنا قبل وبعد كل مادة امتحانية».

يذكر أنّ "عبير أبو حجر" هي مديرة الشؤون الاجتماعية، وناشطة في عدد من الجمعيات الأهلية، من مواليد "معرة النعمان" العام 1971 حاصلة على إجازة في الهندسة من جامعة "دمشق".