استطاعت "ياسمين حسين" بطموحها وشغفها في الكتابة وبأسلوبها الخاص وكتاباتها الرقيقة جذب قلوب متابعيها، وكانت قادرةً على إقناع الكثير بأنها تستحق لقب كاتبة رغم صغر سنها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 24 شباط 2020، مع الكاتبة "ياسمين حسين" لتتحدث عن بداياتها قائلة: «أنا من "الجولان" السوري، أقمت في "ريف دمشق" ثم انتقلت إلى "الإمارات العربيّة المتّحدة" وأقمت فيها سنتين حتى أصبح عمري خمس سنوات، وعُدت إلى "سورية" وبدأت تعليمي، وكنت من الطلاب المتفوقين وكان طموحي أن أُكمل دراستي في الجامعة واخترت فرع اللغة العربية في جامعة "دمشق".

كانت تتلخص بردة فعل المحيط لفكرة كوني شاعرة، وكان أمراً غريباً وغير مستحب نوعاً ما، وكان فرض موهبتي الشعريّة أمراً صعباً هوّنه أبي، بالإضافة لمكان إقامتي البعيد عن المراكز الثقافيّة ما منعني من حضور كل الأمسيات والاعتذار عن بعضها

الكتابة الشعريّة والنثريّة رافقتني من الصف العاشر الثانوي، وكانت بسيطة جداً حينها إلّا أنّي طورت موهبتي وقمت بصقلها وشجعني على ذلك أبي وآمن بقدراتي وكان من الداعمين لي وممن جعل معجمي اللفظي غنيّاً، والدكتورة "منيرة فاعور" رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة "دمشق" كان لها فضل في تنمية مواهب الطلاب، أخذت أطوّر مهاراتي الشعريّة من خلال علوم اللغة العربية التي درستها، وشاركت في مسابقة "الشريط المصور" التي أقامتها كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في جامعة "دمشق" عام 2018، بقصيدة عن اللغة العربية، وكنت من الفائزين وكُرمت في اليوم العالمي للغة العربيّة».

خلال إحدى التكريمات

أما عن الصعوبات التي تواجه الكاتبة في مسيرتها فقالت: «كانت تتلخص بردة فعل المحيط لفكرة كوني شاعرة، وكان أمراً غريباً وغير مستحب نوعاً ما، وكان فرض موهبتي الشعريّة أمراً صعباً هوّنه أبي، بالإضافة لمكان إقامتي البعيد عن المراكز الثقافيّة ما منعني من حضور كل الأمسيات والاعتذار عن بعضها».

أمّا بخصوص المشاركات والجوائز والمواضيع التي تطرحها في كتاباتها قالت: «شاركت في مهرجان "دمشق" الثقافي في "مكتبة الأسد" الوطنيّة، عام 2018، والمهرجان الأدبي الرابع عشر للاتحاد "الوطني لطلبة سورية" المُقام في محافظة "حماة" عام 2019، وشاركت في مُلتقى "أيام نيسان للإبداع الشبابي" في فرع "دمشق" لاتحاد الكُتّاب العرب عام 2019 أيضاً، وأمسيات ثقافية عديدة، والمشاركة في مسرحية "أرضي وجذوري" برعاية حزب "البعث العربي الاشتراكي" عام 2019، نلت الكثير من شهادات التقدير في مجال الشعر وجائزة "شاعر المئة الأفضل" من فريق "مئة كاتب وكاتب" في "دمشق" عام 2018، وأجريت مُقابلة تلفزيونية على قناة "فلسطين اليوم"، وحوار إذاعي في "إذاعة دمشق"، وتغطيات إعلامية في بعض المناسبات، المواضيع التي أطرحها في شعري تتناول الوطني، الوجداني، الواقعي، الغزل، وليس لدي مطبوعات شعرية وما زال الوقت مبكراً لإصدار ديوان شعريّ».

الكاتب جود الدمشقي

من كتاباتها أخترنا لكم مقطع من قصيدة "المنفيّة":

«أحتاجُ أرضاً كي تكونَ الموطنا إنّي سئمتُ العيشَ في المَنفى هُنا.

وسئمتُ من نَظرٍ يُعانقُ شُرفَتي يَعلو لِيسقطَ خائباً دونَ المُنى.

فنجانُ شِعرٍ للبنفسجِ في يدي في الشايِ مُنعكَسٌ لأرضي ها هُنا.

أحتاجُ أمّاً لو تفارقنا بَكت ما ضرَّ لو كانت رؤوماً أو قنا.

قلبي كجنديٍّ يُؤازرهُ الردى بالله ثمّ بأرضهِ قد آمنا».

الكاتب "جود الدمشقي" (مؤسس مبادرة "مئة كاتب وكاتب") تحدث عنها قائلاً: «"ياسمين حسين" اسم لمع بفضاء الشعر الموزون، فكان بحراً جديداً أضيف للبحور الخليلية، بدأت مسيرة "ياسمين" انطلاقاً من فريق "مئة كاتب وكاتب"، حيث شاركت بعدد من الأمسيات الثقافية التي استطاعت من خلاها إثبات شخصيتها الثقافية واستطاعت بقوة شخصيتها أن تكسب إعجاب أغلب الشخصيات الشعرية الكبيرة، ولا بدّ من ذكر فوزها بالمركز الثاني بمسابقة "شاعر المئة الأفضل"».

الشاعر "علي حسين" عنها يقول: «"ياسمين" من محبي اللغة العربية منذ الصغر وبدأت تكتب الشعر والنثر في المرحلة الثانوية، وكنت مشرفاً على نصوصها ومشجعاً لها وعملت على تقوية لغتها وطرح الأسئلة عليها في مجال الإعراب والشعر ورأيت فيها مشروع شاعرة، وكنت أملي عليها أساسيات الإلقاء الصحيح والتلوين في طبقات الصوت، ياسمين طموحة ومثابرة، وطوّرت موهبتها في وقت قصير وسأشجعها دائماً لأنها تستحق التشجيع».

يذكر أن "ياسمين حسين" من مواليد "القنيطرة" عام 1999.