تماشياً مع الحداثة والتطور التكنولوجي في مجال التعليم، وتعدد وتنوع طرق تقديم المعلومات للطلاب، ونظراً لأهمية التعليم عن بعد وضرورة استغلال شبكة الإنترنت لتحقيق الفائدة، أُنشئت "المدرسة السورية الإلكترونية" كمنصة تعليمية تقدم المعلومات للطلاب بشكل مجاني وسهل.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 15 تموز 2020 مع "هادي مجر" مؤسس المنصة، واستفسرت منه عن فكرة وآلية عمل المنصة، والفائدة التعليمية التي تقدمها، حيث قال: «بحكم متابعتي للصفحات التعليمية على موقع "فيس بوك" واطّلاعي على آلية عملها ومحتواها وكيفية تقديمها للمعلومات، رغبت في أن أطوّر فكرة تقديم المعلومات عن بعد، لأزيد من مدى الفائدة التي أحققها من الإنترنت، وأحاول تقديم الفائدة للطلاب بشكل عام وأقدم نموذجاً جديداً ومحتوى مغايراً وأكثر حداثة، وقمت بإنشاء صفحة على موقع "فيس بوك" وأسميتها "المدرسة السورية الإلكترونية" وبدأت العمل بشكل فردي وذلك في عام 2013، وبعد ذلك انضم لي أخي ليشاركني في العمل على إدارة الصفحة ومساعدتي في ترويجها والتواصل مع الطاقم التدريسي الذي سيقدم المحتوى التعليمي للطلاب، ومن ثم قمنا بتأمين كادر تدريسي في مختلف المجالات بعد أن نوهنا على أن عمل الصفحة والمحتوى الذي تقدمه طوعيّ ومتاح للجميع، وكانت الفكرة موضع ترحيب من قبل جميع المدرسين الذين تواصلوا معنا وأبدوا استعدادهم للتعاون ومباشرة العمل، وبالفعل بدأنا بنشر المحتوى التعليمي في شتى المجالات ولكافة الصفوف والمراحل غير الجامعية، والصفحة اليوم تحتوي على حوالي 230 ألف مشترك بين طلاب ومدرسين وكافة فئات المجتمع التي تحصل على الفائدة بشكل سهل ومجاني،

بعد تعليق الدراسة وإغلاق المعاهد تم التوجه إلى التعلم عن بعد، ربما كان ذلك مفاجئاً في البداية للطلبة وحتى للمعلمين أنفسهم، ولكن مع مرور الوقت بدأ استيعاب الوضع والأسلوب الجديد، وتكاتف الجميع لإنجاحه ولولا ذلك لكان قد حرم الكثير من الطلاب من استكمال تحصيلهم الدراسي ولكان تراكم الفاقد التعليمي بشكل كبير، ولكن بكل ما يمتلكه التعليم عن بعد من موارد سمعية وبصرية ورسوم توضيحية وصور متحركة، تحول أسلوب التلقين إلى أسلوب تفاعلي مصحوب بما ذكرته من الموارد والمؤثرات المساعدة، والتي تجعل من العملية التعليمية الجامدة أكثر جذباً، وهذا كان توجه "المدرسة السورية الإلكترونية"، وأنا كمدرس لمادة الرياضيات بشكل أساسي أقدم كل ما يحتاجه الطلاب ضمن اختصاصي وأجيب على كل ما يردني من أسئلة

.

صفحة المنصة الرئيسية على موقع فيسبوك

أما أهداف المنصة فهي متعددة؛ أولها تقديم المعلومات مجاناً للطلاب غير القادرين على الاستعانة بمدرس خصوصي أو معهد لإيصال المعلومات لهم أو لزيادة كفاءتهم في مقرر أو مادة معينة، وثانياً محاولة تجميع أكبر عدد من المدرسين من جميع أرجاء القطر لمناقشة الأفكار والمقترحات التي يقدمها كل منهم بما يرفع سوية وجودة المحتوى التعليمي بشكل عام، أما الهدف الثالث فقد جاء من أهمية التعليم عن بعد وأهمية الواقع الافتراضي في أيامنا هذه، وكيفية التماشي مع الحداثة والتطوير وتحقيق أكبر فائدة علمية من هذه التقانة بحكم أن محتوى الإنترنت التعليمي يصل بسهولة وسرعة للمتلقي».

ويكمل "مجر" الحديث عن آلية تقديم المحتوى التعليمي في المنصة، وفي هذا الصدد قال: «المنصة تعمل وتقدم المعلومات بشكل يومي من قبل كادر اختصاصي من المستوى الرفيع، حيث كان يقتصر النشر في البداية على صور تحوي معلومات من إعداد المدرسين الموجودين في الصفحة، ومن ثم بدأ العمل على نشر فيديوهات هامة، وفي بعض الأحيان وحسب الضرورة كنا نقوم ببث مباشر على الصفحة بحيث يتم فيه شرح نقاط ومعلومات قد تصعب على المتلقي وتحتاج للشرح المباشر، كذلك نعتمد على نموذج إدراج منشور في الصفحة متاح للطلاب لكتابة أسئلتهم واستفساراتهم في التعليقات، ويجيب على كل سؤال المدرس الاختصاصي المناسب، أما مؤخراً قمنا بإنشاء قناة على تطبيق "تيلغرام" لتكون رديفة للمنصة ومخصصة بشكل أكبر لطلاب الثالث الثانوي وحاولنا تقديم المساعدة والمعلومات لهم عبر الكادر الذي يعمل في المنصة، وفي بعض الأحيان من خلال التعاون والتشارك مع عدة صفحات تعليمية أخرى بعد تصفية وتنقيح هذه المعلومات من قبل مختصين ليتم بعد ذلك تقديمها للطلاب».

شرح إحدى التجارب الفيزيائية

يتابع "هادي" تعريفنا بكادر عمل المنصة وعدد المدرسين، والنتائج المتحققة: «تضم الصفحة كادراً يحوي على مجموعة من المدرسين النخبة الذين يبلغ عددهم 20 مدرساً، والذين رحبوا منذ البداية بفكرة تقديم المعلومات عن بعد وبشكل طوعي، بالإضافة إلى مجموعة من المصممين في حال كنا بحاجة لأي عمل إعلاني أو تصميم يحتوي معلومات لنشره في الصفحة، وعن النتائج المتحققة فأثر الشيء الذي نقدمه واضح بشكل جلي عبر الكم الكبير من المتابعين وعبر تعليقاتهم ورسائلهم التي نتابعها ونقرؤها باستمرار، والتي تظهر رضى المتابعين من الطلاب ورضى المدرسين من غير الكادر والذين يقدمون لنا الدعم للاستمرار، والشكر على المجهود، وهذا هو جلّ ما نعمل لأجله وهو خدمة الطلاب وتقديم يد العون لهم مقابل سعينا لتحقيق هدفنا وهو نجاحهم وتفوقهم، وسنستمر في تطوير آلية عملنا وتقديم ما نستطيع للطلاب في سبيل تحقيق غايتنا» .

"صهيب الأسود" مدرس مادة الرياضيات، وأحد كوادر المنصة، قال: «بعد تعليق الدراسة وإغلاق المعاهد تم التوجه إلى التعلم عن بعد، ربما كان ذلك مفاجئاً في البداية للطلبة وحتى للمعلمين أنفسهم، ولكن مع مرور الوقت بدأ استيعاب الوضع والأسلوب الجديد، وتكاتف الجميع لإنجاحه ولولا ذلك لكان قد حرم الكثير من الطلاب من استكمال تحصيلهم الدراسي ولكان تراكم الفاقد التعليمي بشكل كبير، ولكن بكل ما يمتلكه التعليم عن بعد من موارد سمعية وبصرية ورسوم توضيحية وصور متحركة، تحول أسلوب التلقين إلى أسلوب تفاعلي مصحوب بما ذكرته من الموارد والمؤثرات المساعدة، والتي تجعل من العملية التعليمية الجامدة أكثر جذباً، وهذا كان توجه "المدرسة السورية الإلكترونية"، وأنا كمدرس لمادة الرياضيات بشكل أساسي أقدم كل ما يحتاجه الطلاب ضمن اختصاصي وأجيب على كل ما يردني من أسئلة».

الأستاذ صهيب الأسود

"علي العلي" طالب شهادة ثانوية، وأحد المستفيدين من المنصة، قال: «سمعت بالمنصة عن طريق الصدفة، وكوني طالب شهادة ثانوية أحببت فكرتها وانضممت إليها، وفوجئت بطريقة تقديمها للمعلومات وآلية تعاونها مع الطلاب، حيث تقدم إلى جانب المعلومة رسوماً توضيحية وفيديوهات تعليمية تجعل من العملية التعليمية أسلس وأجمل، وقد كان لها دور إيجابي جداً في دراستي، وأسلوب التعلم عن بعد بحد ذاته يعتبر طريقة حضارية وجميلة في إيصال المعلومات وخاصةً في ظل الظروف التي نعيشها حالياً، فضلاً عن أنها تعوض ما يقارب 70% من المعلومات التي يحتاج الطالب إلى دروس خصوصية للحصول عليها، بالإضافة إلى أن هذا الأسلوب في تقديم المعلومات يكسر الحاجز بين المعلم والمتلقي وهي ظاهرة يعاني منها الكثير من الطلبة، أنا شخصياً ومن خلال متابعتي للمنصة ساهمت في دعمي وتقويتي بالإجابة على كل الأسئلة التي طرحتها» .

يذكر أنّ "هادي مجر" من مواليد "السلمية" عام 2001.