علّمتها جدتها حياكة الصوف مذ صغرها، وأتقنت كل مهارات الحرفة والحياكة بكل الأشكال، أنتجت الألبسة المتعددة، ودربت الفتيات مجاناً وأصبحت لهن مرجعاً في هذه الصناعة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 17 آب 2020 التقت الحرفية "لونا أبو قاسم" لتحدثنا عن بداية تعلمها حرفة النسيج قائلةً: «علمتني جدتي حياكة الصوف مذ كنت في العاشرة من عمري، وكانت سناراتي من قضبان عجلة هوائية، لعدم قدرتي على شراء الجديد منها وصنعت أقواساً للرأس وألبسةً للألعاب، ثمّ تعلمت الحياكة بسنارةٍ واحدةٍ من صوف "درالون"، كما صنعت أغطيةً لمقاعد الكراسي الخشبية، وفي السادسة عشرة أنتجت كنزةً صوفيةً رجاليةً لأخي ثمّ أخرى لابن الجيران من الـ"جاكار" وبمنافسة مع بنات الجيران أنهيتها في ليلة واحدة، وتقاضيت أجرتها 250 ليرة، ثم شاعت كنزات الحرير فصنعتها وبإقبال كبير، كنت أبتاع خيوطها المتوفرة من "حماة"، وعلمّت أختي أيضاً، فاشتريت آلة "تريكو"، وبدأت بالتعلم عليها بصعوبة لإنتاج القطع الصوفية، ولم أيأس، وكنت أتقاضى نصف ما يأخذه الآخرون، وذاع صيتي لإتقاني صناعة القطعة وقلّة الأجرة، وأقبل الناس عليّ وأصبحت أعمل بالتناوب مع أختي ليلاً ونهاراً، واضطررت لشراء مكنة "تريكو" أخرى وعلّمت أخي ليساعدني في تلبية طلبات الزبائن وذلك عامي 1999 و2000».

أعرفها منذ 12 سنة، إنسانة تحب عملها صادقة بالتعامل مع الناس، إنتاجها جميل وأنيق، أخلاقها حميدة، وتساعد الآخرين متفانية تجاه أهلها فهي ما تزال عازبة حتى الآن لتساعد ذويها في المعيشة، وأبتاع من عندها القطع الصوفية الشتوية والقطع الصيفية والحرير، وهي مثال المرأة العصامية تقدم خبراتها مجاناً لخدمة النساء والفتيات لتحسين مستواهن المعيشي، لخدمة المجتمع وحباً بالفقراء

وعن نشاطاتها تحدثنا "لونا" قائلة: «في عام 2007 أصبح لدي رأسمال وقدره 35000 ليرة ومع قرض من شبكة "الآغا خان" استطعت افتتاح محل لبيع الصوف الذي ابتعته من "حلب" بعد أن زادت طلبات الزبائن، ولأني أرهقت من العمل عمدت إلى تعليم فتيات ليساعدنني في إنتاج الأعمال وفي عامي 2018 و2019 قمت بتدريب دورتين لنساء أحببن تطوير مهارتهن، أو تعلم حرفة الحياكة، في كل دورة ثلاث متدربات، وفي 2019 شاركت باسم جمعية "قطر الندى" بمعرض لمدة أسبوع في سنتر "سامر"، وحصلت على جائزة "سنابل" لأصحاب المشاريع الصغيرة، في المؤتمر السنوي السابع لها 2010».

أعمال يدوية من صنع لونا أبو قاسم

وتحدثنا المتدربة "مريم جعفر" عن الحرفية "لونا" قائلةً: «في عام 2019 اتبعت دورة حياكة صوف مدتها ثلاثة أشهر، واتبعت الدورة كوسيلة لتحسين معيشتي لكن "لونا" جعلتني أحبها وتعلقت بهذه الحرفة، وشجعتني للتعامل مع آلة الـ"تريكو"، وأشرفت على تعليمي واستعمال السنارة الواحدة والاثنتين وبعد أسبوعين أنتجت أول قطعة، وكانت "لونا" مدربة متميزة ومتمكنة وأختاً كبيرة ذات روح جميلة تنشر الطاقة الإيجابية وما تزال مرجعاً بالنسبة لي وسنداً وعوناً وأنهيت الدورة وتابعت العمل معها لفترة قصيرة».

تضيف المربية "سهى الجرعتلي" عن "لونا" قائلة: «أعرفها منذ 12 سنة، إنسانة تحب عملها صادقة بالتعامل مع الناس، إنتاجها جميل وأنيق، أخلاقها حميدة، وتساعد الآخرين متفانية تجاه أهلها فهي ما تزال عازبة حتى الآن لتساعد ذويها في المعيشة، وأبتاع من عندها القطع الصوفية الشتوية والقطع الصيفية والحرير، وهي مثال المرأة العصامية تقدم خبراتها مجاناً لخدمة النساء والفتيات لتحسين مستواهن المعيشي، لخدمة المجتمع وحباً بالفقراء».

المتدربة مريم جعفر

يذكر أنّ "لونا أبو قاسم" من مواليد "سلمية" عام 1972.

المربية سهى الجرعتلي