يعدّ من أهم وأكبر الجسور في مدينة "القامشلي"، ويمثل علامة تميّز للمدينة لكونه نقطة عبور رئيسة لجميع القادمين سيراً وبالمركبات إلى السوق المركزي.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 6 كانون الثاني 2015، زارت الجسر الكبير في مدينة "القامشلي"؛ الذي يتوسط المدينة، ويحظى بالكثير من المزايا والعناوين المهمّة، وقد تحدّث عن تلك الخصائص والمزايا أهل الخبرة وكبار السن، وكانت البداية مع الحاج "نور الدين علي" الذي جادت ذاكرته: «عند نشوئه كان جسراً خشبياً ونادراً في المدينة، ومنذ ذلك الوقت وهو يحظى بالتميّز والفاعلية، لأنه ممر حيوي منذ الأزل وحتّى اليوم، والأهم من ذلك أنه نقطة اقتصادية في مدينة "القامشلي" فعلى جنباته الكثير من المحال التجارية للبيع والشراء في مختلف المواد والبضائع، ومنهم من يفضّل أن يجعل الجسر محطة انتظار أو استراحة، فمساحته الشاسعة منحه تلك الخصوصية، ولأنه حيوي فهو يضمّ مركزي انطلاق للحافلات الصغيرة، أمّا العلامة الأخرى التي نالها الجسر فهي إطلالته على مجرى نهر "الجغجغ"، ولذلك نجد العشرات دائماً يستندون على "سندة" الجسر الحديدية وهم يتأملون السوق ويراقبون النهر، ويجدون عنده السكينة والهدوء، ونحن ككبار السن فذاكرتنا تحتفظ بالكثير من الذكريات الجميلة، منها أننا وقبل سنوات عدّة كنا نرتاد الجسر يومياً وقبيل غروب الشمس وخاصة في فصل الصيف، ونسرد القصص تزامناً مع الألعاب الشعبية البسيطة، ونتناول العديد من القضايا الاجتماعية وغيرها، ولذلك هي لوحة جميلة للمدينة ككل، فالجسر بالنسبة لأبناء المدينة تاريخ جميل يحفظ الكثير ويدون العديد من اللحظات المهمة والمفيدة».

في الثلاثينيات كان الجسر الخشبي لمرور الأشخاص فقط، لأنه لم يكن يتحمل مرور العجلات مهما كان نوعها وحجمها، وبعد عشر سنوات تقريباً تم تطوير الجسر نوعاً ما، وكان يسمح بمرور سيارة واحدة باتجاه واحد، وكان هناك موظفان من البلدية عند بداية ونهاية الجسر، ومهمتهما تنظيم السير حيث تذهب سيارة وعندما تنتهي من الجسر يسمح بواحدة أخرى للعبور، وظل هذا الحال حتّى الخمسينيات، وحينها تحول الجسر إلى جسر حديدي ضخم وكبير يستوعب ويتحمل أطناناً هائلة، والجسر وبما أنه تحول إلى أكبر وأهم الجسور الحديدية فإنه يحظى بالعناية والصيانة الدائمة، ويقع في قلب السوق المركزي، ويعد ممراً لجميع الجهات ومدخلاً لكل سيارة أو مواطن راجل إلى السوق، ويحظى على جانبيه بالإنارة المثالية، ورصيف مناسب لجسر ضخم على الطرفين، ومن مزاياه أنه يقع على مجرى نهر "الجغجغ"، وبات نقطة تواصل والتقاء للعشرات يومياً، وهناك من يقضي ساعات من وقته بالجلوس على جنباته

أمّا السيّد "أنيس حنّا مديوايه" أحد أقدم كتّاب مدينة "القامشلي"، فله حديث عن حكاية الجسر الكبير، لخصها بقوله: «بني وابتدأ العمل بهذا الجسر في الثلاثينيات تقريباً، ولأن أهل الزمن البعيد كانوا يعتمدون في مشاريعهم وإنجاز ما يحتاجونه من بنى وخدمات على الخشب، فبني أهم جسر حينها من الخشب، وتمّ ربطه بعضه ببعض بطريقة فنيّة، حيث يستطيع الجسر تخديم المواصلات والمارة معاً، ولكن ضمن أسس وضوابط معيّنة وضعتها وأشرفت عليها بلدية المدينة، حتّى إن عمالاً من مجلس البلدية كانوا ودائماً متواجدين عند الجسر الذي حظي باهتمام كبير وتم تحديد ذلك المكان لبناء جسر لأهمية تلك المنطقة تحديداً، فقط كانت تتواجد فيها الفنادق والمستشفى والمحال المتنوعة في البضائع على الرغم من قلتها في الماضي البعيد، وتبقى أهمية مكانه لأنه بني على مجرى نهر "الجغجغ" الذي كان غزيراً للغاية وخاصة في فصل الشتاء، باختلاف واقعه في الوقت الحالي والسنوات القليلة الماضية، ولسنوات عدّة لم يكن في المدينة سوى هذا الجسر الذي تطور مع تطور المدينة، وبقيت منطقة الجسر حتّى اليوم من أهم المناطق في المدينة، وهي منطقة كثيفة جداً للمارة ولمرور السيارات، والجسر يستطيع ضبط الحركة بطريقة مثالية».

عندما كان يجهز من الخشب

الباحث التاريخي "جوزيف آنطي" له كلمة تاريخيّة عن الجسر الكبير، وذلك من خلال حديثه الآتي: «في الثلاثينيات كان الجسر الخشبي لمرور الأشخاص فقط، لأنه لم يكن يتحمل مرور العجلات مهما كان نوعها وحجمها، وبعد عشر سنوات تقريباً تم تطوير الجسر نوعاً ما، وكان يسمح بمرور سيارة واحدة باتجاه واحد، وكان هناك موظفان من البلدية عند بداية ونهاية الجسر، ومهمتهما تنظيم السير حيث تذهب سيارة وعندما تنتهي من الجسر يسمح بواحدة أخرى للعبور، وظل هذا الحال حتّى الخمسينيات، وحينها تحول الجسر إلى جسر حديدي ضخم وكبير يستوعب ويتحمل أطناناً هائلة، والجسر وبما أنه تحول إلى أكبر وأهم الجسور الحديدية فإنه يحظى بالعناية والصيانة الدائمة، ويقع في قلب السوق المركزي، ويعد ممراً لجميع الجهات ومدخلاً لكل سيارة أو مواطن راجل إلى السوق، ويحظى على جانبيه بالإنارة المثالية، ورصيف مناسب لجسر ضخم على الطرفين، ومن مزاياه أنه يقع على مجرى نهر "الجغجغ"، وبات نقطة تواصل والتقاء للعشرات يومياً، وهناك من يقضي ساعات من وقته بالجلوس على جنباته».

الباحث جوزيف آنطي