حافظ على نهج عائلة "الهويدي"، فسطر معاني سامية في الحياة الاجتماعية والثقافية، اهتم بالزراعة، وعمل على زرع المحبة ونشر الصلح بين الناس.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 9 تشرين الثاني 2017، التقت أحد وجهاء محافظة "الرقة" الشيخ "بوزان علي بشير الهويدي"، وهو يستعد للرحيل مجدداً من مدينة "القامشلي" باتجاه مدينته التي يحب، وقال: «سعادتي كبيرة جداً، لأن سنواتي الثلاث التي ابتعدتُ فيها عن مدينتي بالإكراه، سأعود إليها بعد أيام قليلة جداً، هذه المدينة التي تحمل آلاف الذكريات والقصص الكثيرة، أنجزت الدراسة في المرحلتين الابتدائية والإعداديّة فيها، وتوجّهت بعدها مباشرة إلى "الربعة" وما فيها من محبة وعلاقات اجتماعية، والتعلق بوالدي في تعلم جميع القضايا التي تتعلق بشيخ العشيرة، تنقلتُ في مرحلة مبكرة مع الوالد ما بين مناطق عدة ومحافظات في سبيل تلك المهام والواجبات، حتّى أصبح الحمل على عاتقي، وأولى الخطوات التي تصديتُ لها، تبني مهرجاناً ثقافياً باسم "العجيلي" في المركز الثقافي في "الرقة" عام 2006 برحلته الأولى، وتحمّل كافة تكاليفه، كان مهرجاناً مثالياً، جمع مختلف الشخصيات الأدبية والثقافية داخل وخارج القطر، إضافة إلى رمزية المهرجان، تمّ تعريفهم بالطقوس الاجتماعية من خلال وجودهم في ربعة "الهويدي"، تابعت أغلب المهرجانات الأدبية في القطر، ومهرجان في "مصر"».

أسرته تُوصف بعائلة الأمراء، للمواقف والخصال النبيلة التي تحملها، و"بوزان" رجل شهم وكريم، يحب الخير ويعمل من أجله، الشخص الذي يطرق بابه ويدخل منزله، لا يخرج منه إلا وقد نفذ مطلبه، ومن شدّة عشقه لمدينته "الرقة"، وخلال وجوده في "القامشلي" يزور الأماكن الشبيهة بمنطقته، يجلس ويسير فيها، حتّى إنه في إحدى المرّات وقف مطولاً أمام سيارة تحمل لوحة "الرقة" للتعرف إلى صاحبها، لكونه من عبق محافظته. ما قدّمه في مجال الأدب والثقافة والمجتمع، سيذكر كثيراً وعلى مدار سنوات طويلة

ويتابع عن مسيرته في "الرقة" بالقول: «عند حضور وفود مهرجان "العجيلي" إلى منزلي، تكون الدعوة مفتوحة لكل أبناء "الرقة"، لنرسم أمامهم لوحة اجتماعية، لكونها العنوان الأبرز، إضافة إلى ذلك، كنت متابعاً لجميع القضايا التي تخص المحافظة، التي تتطلب منّا دوراً إيجابياً، كحل الخلافات بين المتخاصمين، ودعم المحتاجين، والمشاركة في كل الفعاليات، خاصة الاجتماعية، مع الحفاظ على دور "الربعة" وما تقدمه من محبة وسلام، ويومياً يزورها المئات ليلاً ونهاراً من شتى المناطق، ومنهم من يزورنا لمرافقته في سبيل حل خلاف ما بين متخاصمين، ولم أتردد لحظة واحدة، حيث كنت أصرف الوقت وغيره في سبيل إنجاز المهمّة، حتّى إنني عندما قمت بدعم المهرجانات الثقافية، شجعت الكثيرين على التوجه إلى المركز الثقافي، وإقامة فعاليات ثقافية على مستوى المحافظة».

ربعة الهويدي خير ومحبة

للشيخ "بوزان" وقفات كثيرة للتكريم والتقدير، حيث قال عن ذلك: «حصلتُ على درع مهرجان "العجيلي" الأول، وشهادة تقدير من السيد وزير الثقافة عام 2006، بسبب دعم المهرجانات واستضافتها، ودرع "من أجلك يا قدس" عام 2006، ونلت إشادات كبيرة من وسائل الإعلام التي كانت تشارك في المهرجان، والإعجاب الكبير بنقل الحدث الأدبي والاجتماعي، هذا إلى جانب العديد من الشهادات التي قدّمت من قيادات المحافظة السياسية والثقافية والاجتماعيّة، حتّى في سنوات وجودي في مدينة "القامشلي"، تابعتُ نهج الآباء والأجداد، وبحثت عن أهل "الرقة"، للوقوف عند مطالبهم، والعمل على رؤية العشرات من الأبناء ووجهاء المنطقة الشرقية يومياً، نتباحث الأحوال العامة بكل محبة، والآن نستعد للعودة لنعيد ماضينا الجميل، وذكرياتنا الطيبة».

بدوره "آزاد محمد خلف" من أهالي مدينة "القامشلي"، تحدّث عن الشيخ "بوزان" بالقول: «أسرته تُوصف بعائلة الأمراء، للمواقف والخصال النبيلة التي تحملها، و"بوزان" رجل شهم وكريم، يحب الخير ويعمل من أجله، الشخص الذي يطرق بابه ويدخل منزله، لا يخرج منه إلا وقد نفذ مطلبه، ومن شدّة عشقه لمدينته "الرقة"، وخلال وجوده في "القامشلي" يزور الأماكن الشبيهة بمنطقته، يجلس ويسير فيها، حتّى إنه في إحدى المرّات وقف مطولاً أمام سيارة تحمل لوحة "الرقة" للتعرف إلى صاحبها، لكونه من عبق محافظته. ما قدّمه في مجال الأدب والثقافة والمجتمع، سيذكر كثيراً وعلى مدار سنوات طويلة».

جانب من ضيوف مهرجان العجيلي

يذكر أن "بوزان الهويدي" من مواليد "الرقة"، عام 1951.