يعدّ سوق "الفاتورة" في بلدة "عامودا" من أقدم وأهم الأسواق، حيث تتوافر فيه جميع أنواع الألبسة والأقمشة والأحذية، ويحظى بإقبال كبير من أهالي البلدة والريفين القريب والبعيد.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 7 شباط 2018، زارت بلدة "عامودا" التي تبعد 20كم عن مدينة "القامشلي"، وتجوّلت في سوق "الفاتورة" الذي يقع وسط البلدة، وعلى الرغم من تعدد الأسواق فيها، إلا أنه الأهم والأقدم، وعن بعض مزايا السوق، تحدّث أحد كبار السن من البلدة "محمود سيد خلف" بالقول: «أنشئ هذا السوق مع نهاية الثلاثينات، ليكون أول سوق للأقمشة، كان لوالدي محلّ ضمنه، وقد تحدّث دائماً عن أهم ميزة له؛ حيث جمع تجاراً من المسلمين والمسيحيين، حيث كانوا أسرة واحدة وقلباً واحداً، أموالهم وتجارتهم واحدة، وتلك اللوحة الاجتماعية كانت وما زالت. أمّا فيما يخص تسميته بسوق "الفاتورة"، فهي تسمية ولدت مع ولادته، وحافظ على ذلك الاسم حتّى تاريخه، في بداية إنشائه لم يكن هناك أي سوق للعطورات والإكسسوارات، حتى للألبسة الجاهزة، باستثناء سوق "الفاتورة" الذي يضم مختلف أصناف الأقمشة القطنية والنايلون والحرير، وعند حضور الزبون، كان يطلب فاتورة قطنية أو فاتورة حرير، ويعني بذلك قطعة قماش من النايلون أو الحرير، واستمرت تلك التسمية حتّى يومنا هذا».

سمعت من كبار السن عن أجواء اجتماعية رائعة ضمن السوق، منها أن التاجر قديماً عندما كان يريد شراء بضاعة من مدينتي "حلب" أو "دمشق"، كان يقوم بتأمين البضاعة لكل من يرغب، حتّى من لم يكن يملك المبالغ المالية، كان جاره في السوق يساعده على ذلك، وبعض التجار تحديداً من الجيل القديم، يزور السوق يومياً، ليس للبيع والتجارة، فقط للجلوس وإعادة الذكريات، هناك من يأتي أيام الجمعة والعطل الرسمية أيضاً. أمّا بالنسبة لحضورنا الدائم إلى السوق، فهو لتأمين احتياجات المنزل والأسرة من كافة النواحي، لأنه يضم مختلف المواد التي نحتاج إليها، إلى جانب وجود عدد كبير من أصحاب المهن، كتصليح الأدوات الكهربائية والنجارة والأحذية، والأسعار منافسة، وتناسب كافة الشرائح

يضيف "محمود نصر الدين عمر" عن جوانب أخرى عن السوق، بالقول: «مع مرور بعض السنوات، تمت تسميته في الدوائر الرسمية بسوق "الوحدة"، علماً أنه مع بداية تأسيسه كان هناك 30 محلاً فقط، وكانت جميعها مبنية من الطين، وأكثر من 20 محلاً لبيع الأقمشة، وعدد قليل من المحال لبيع العطور والإكسسوارات. وقبل عدّة سنوات ازداد عدد المحال ليصل إلى 65 محلاً، تنوعت فيها مختلف البضائع والمواد، بما في ذلك المواد المنزلية.

محل خشبي قديم

ولا بدّ من الإشارة إلى أن أغلب المحال حولت تصميم بنائها من الطين إلى الإسمنت، باستثناء عدد قليل حافظ على الطين والباب الخشبي، لأنّ كبار السن يعدّون ذلك من الذكريات الجميلة، إضافة إلى ذلك، حصل تطور كبير في السوق، هناك من قام بتغيير المهنة من بيع الأقمشة إلى محل للتجارة والزراعة، أو تصليح الأدوات الكهربائية، كل ذلك لأن السوق يشهد إقبالاً كثيفاً، خاصة من أبناء الريف، من الصباح الباكر، لذلك يوفر عناء التجول في عدّة أسواق، فالزائر يقوم بتأمين احتياجاته ضمن سوق "الفاتورة" فقط. ويمكننا القول بأن عدد محال بيع الأقمشة في أيامنا هذه لا يتجاوز سبعة محال، لكن ضمنها رائحة الماضي الجميل».

بدوره "ماجد العلي" من أبناء ريف "عامودا"، تحدّث عن علاقته مع سوق "الفاتورة" بالقول: «سمعت من كبار السن عن أجواء اجتماعية رائعة ضمن السوق، منها أن التاجر قديماً عندما كان يريد شراء بضاعة من مدينتي "حلب" أو "دمشق"، كان يقوم بتأمين البضاعة لكل من يرغب، حتّى من لم يكن يملك المبالغ المالية، كان جاره في السوق يساعده على ذلك، وبعض التجار تحديداً من الجيل القديم، يزور السوق يومياً، ليس للبيع والتجارة، فقط للجلوس وإعادة الذكريات، هناك من يأتي أيام الجمعة والعطل الرسمية أيضاً.

أمّا بالنسبة لحضورنا الدائم إلى السوق، فهو لتأمين احتياجات المنزل والأسرة من كافة النواحي، لأنه يضم مختلف المواد التي نحتاج إليها، إلى جانب وجود عدد كبير من أصحاب المهن، كتصليح الأدوات الكهربائية والنجارة والأحذية، والأسعار منافسة، وتناسب كافة الشرائح».