تتميز قرية "شرم الشيخ" بكثرة الينابيع وكثافة الأشجار، وجمال الطبيعة، التي ساهمت بجذب الزوّار والسيّاح إلى ربوعها، والاصطياف في أحضانها. وقد تجاوز عمرها القرن، لكن آثارها العديدة ترجع إلى مئات السنين.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 12 شباط 2018، وخلال زيارتها لقرية "شرم الشيخ" في منطقة "المالكية"، التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 100كم، رصدت الكثير من علامات التميز والجمال لتلك القرية، أهمها أن في ذاكرتها قصصاً تاريخية عديدة، تحدّث عن بعضها المعمّر "بلال حاجي"، الذي يعدّ أحد أقدم سكان القرية، حيث قال: «هي قديمة جداً، وعمرها قرن، فقد وصلت إليها، وعمري 18 عاماً مع أسرتي، والآن عمري 118 عاماً. قبل أن نصل إليها كانت هناك آثار تدل على وجود منازل قبلنا، ودلالات تشير إلى وجود الدير والكنيسة، وهي إشارة إلى أن القرية كانت للسريان، خاصة أن اسم القرية الأصلي "شكر خاج"، وتعني "الصليب الحلو". ولاحقاً تمّ تسميتها "شرم الشيخ" في الدوائر الرسمية ومجلس البلدية؛ بسبب كثرة الينابيع، وجمالها الأخاذ، ولتكون قريبة من اسمها القديم. يوجد في القرية حالياً مئة منزل، وما يقارب الألف نسمة، حيث يعملون في مختلف مجالات الحياة، ويبقى الاهتمام بالدرجة الأولى بالزراعة وتربية الأنعام، معظم المحاصيل الزراعية الصيفية والشتوية تزرع، وهي ناجحة لوجود التربة المثالية والأجواء الطبيعية المتميزة، وتركز بدرجة كبيرة على زراعة: القمح، الشعير، العدس، الكمون، القطن، الكزبرة، إضافة إلى زراعة الخضار، والاعتماد عليها في البيع والشراء، وهي مورد رزق لكثير من الأسر».

منذ ولادة القرية، تم افتتاح مدرسة للحلقة الأولى فيها، ولاحقاً تمّ افتتاح مدرسة للحلقة الإعدادية، وطلبة المرحلة الثانوية يتابعون دراستهم في مدينة "المالكية" التي تبعد 20كم عن القرية، وفي كل عام هناك طلبة يتابعون دراستهم الجامعية، وهناك العشرات من الشهادات الجامعية المتنوعة بين الإناث والذكور. أمّا فيما يخص الخدمات الأخرى، فالطرق من "المالكية" إلى القرية معبدة، وترمم دائماً، لكنها تحتاج إلى الصرف الصحي والاتصالات، ووسائل النقل الكثيرة بين القرية والمناطق الأخرى توفر كل ما تحتاج إليه القرية

ويتابع المعمّر الحديث عما يميز قريته بالقول: «تتميز القرية برموز سياحية مهمة، منها: الجسر القديم الذي يقع على أطراف القرية من الجهة الشمالية، ويعبر من خلاله روافد عدد من الينابيع التي تضفي على القرية جمالاً كبيراً، تمثل علامة جذب سياحية، خاصة في فصل الربيع، حيث الاستجمام وقضاء الرحلات الترفيهية، إضافة إلى أن القرية تضم مئات الأشجار المتنوعة والضخمة، خاصة على أطرافها، حيث شبهت منطقة الأشجار بالغابات من كثافتها. وهي تقع بين مجموعة من القرى، أهمها "خان الجبل"، وجميعها تابعة لمنطقة "المالكية". يسود هنا روح جميلة في التعاون والمحبة بين الأهالي، وتحمل القرية منذ ولادتها قصص كثيرة عن الإخاء والتكاتف في المحن والأفراح».

قرية تحمل مزايا كثيرة

المدرّس المتقاعد "محمد أمين طاهر" تحدّث عن جوانب أخرى ضمن قريته، بالقول: «منذ ولادة القرية، تم افتتاح مدرسة للحلقة الأولى فيها، ولاحقاً تمّ افتتاح مدرسة للحلقة الإعدادية، وطلبة المرحلة الثانوية يتابعون دراستهم في مدينة "المالكية" التي تبعد 20كم عن القرية، وفي كل عام هناك طلبة يتابعون دراستهم الجامعية، وهناك العشرات من الشهادات الجامعية المتنوعة بين الإناث والذكور. أمّا فيما يخص الخدمات الأخرى، فالطرق من "المالكية" إلى القرية معبدة، وترمم دائماً، لكنها تحتاج إلى الصرف الصحي والاتصالات، ووسائل النقل الكثيرة بين القرية والمناطق الأخرى توفر كل ما تحتاج إليه القرية».

الطالبة الجامعيّة "نوال محمّد" تحدّثت عن مزايا قريتها الجميلة والسياحية، بالقول: «كثرة الينابيع والأشجار والطبيعة الخلابة، وقدم القرية تاريخياً، ووجود وديان وهضاب وجبال، كلها علامات لجذب السياح والزوّار من مختلف المناطق والبلدات، فقريتنا نقطة اصطياف لعشرات الأسر، والكثيرون من زملاء الدراسة يرافقون أهلهم لزيارة قريتنا وقضاء أوقات جميلة في أحضانها، حتّى إن الساحات الخضراء الجميلة هي محطات للترفيه والتنزه اليومي لنا، وجميع الطلبة يجعلون من تلك الساحات محطات للقراءة. أمّا كبار السن، فهم أيضاً لا يقبلون بشرب الشاي يومياً إلا مع هدير الينابيع، وتحت ظلال الأشجار الكثيفة، فهي محطة للجمال والمحبة».

شرم الشيخ عند النقطة الحمراء عبر غوغل إيرث