ظهرت موهبته الكروية عندما كان برعماً صغيراً يُداعبُ ملاعب قريته الريفيّة، ولما اشتد عوده انطلق إلى حضن نادي "الجهاد" الرياضي، ومنه إلى عالم نادي "الوحدة" الكروي ليفتح أمامه بوابة الشهرة والطموح.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 18 آذار 2018، زارت اللاعب "محمد أحمد العلي" في ربوع قريته "ذبانة"، التي تبعد عن مدينة "القامشلي" مسافة 12كم، الذي لم يكترث لبعد المسافة بينه وبين قريته، متحدياً سنوات عمره القصيرة في الحياة، ومتجهاً يومياً إلى نادي "الجهاد" ولسنوات عدّة، تحدث عن ذلك وعن باقي مراحل مسيرته الكروية، وقال: «وجدت في قريتي وحولي أسرة عاشقة للملاعب، ولكرة القدم بوجه خاص، اتجهت في الصف الأول إلى ملاعب قريتي، مع تميز واضح في ملاعب مدرستي، حسب ما بيّنه مدرس مادة التربية الرياضية مراراً، وعندما وجد المقربون مني تميزي الكروي، وهم من الكوادر الرياضية، شجعوني على التوجه إلى نادي "الجهاد"، لم أتردد لحظة واحدة، مع متاعب يومية؛ فكثيراً ما كنت أقطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام للوصول إلى ملعب النادي، لأن التوجه كان بعد نهاية الدوام في المدرسة، والعودة إلى المنزل مع لحظات غروب الشمس. بعد مدة قصيرة مع نادي "الجهاد"، وصلتني دعوات لتمثيل فرق شعبية بمدينة "القامشلي" وريفها في المسابقات المحلية، وبعضهم استدعاني لتمثيل فئة الرجال وأنا في سن مبكرة».

يثبت يوماً بعد يوم في ملاعب "دمشق" مع ناديه الجديد أنه موهبة رائعة، وسطر اسمه بين المتميزين مع "الوحدة"؛ وهو ما أكده المشرفون على النادي وفئته العمرية خاصة. والده منذ الصغر رياضي، ومثّل نادينا لاعباً وعضواً في مجلس الإدارة، كذلك عمّه. يمتلك "محمد" مزايا نادرة، أهمها أنه يجيد اللعب في أكثر من مركز، ويصنع الأهداف ويحرزها، في خط الدفاع صلب ومتين، يستخدم القدمين والرأس بأسلوب مبهر. أمّا من ناحية الانضباط والالتزام، فهو اللاعب الذي لم يحصل على أي تنبيه طوال مسيرته مع نادي "الجهاد"، والمتوقع أن يبقى كما هو في نادي "الوحدة"

ويتابع عن مشواره في الملاعب: «بدأتُ الرحلة باكراً مع النادي، البداية في مدرستها الكروية، مع الإشادة الكبيرة من الفنيين بالمستوى الفني، الذين وجهوا مجلس الإدارة على الفور ليكون الانضمام إلى فئة الأشبال، التزمت بالكامل بالتمارين اليومية والجدية وإطاعة تامة للمدربين، وتنفيذ تعليماتهم. وعلى الرغم من بعد المسافة بين القرية وملاعب النادي، وضمن جميع الظروف الجوية، كان هناك مواظبة على الحضور للتمارين والمباريات، وكثيرة هي اللقاءات التي منحتني أفضل لاعب في المنافسات. وبذات النهج وصلت إلى فئة الناشئين، مع دعوتي لتمثيل منتخب مدارس مدينة "القامشلي"، وبعد الاختبارات، تمثيل منتخب المحافظة.

قادني التميز إلى نادي "الوحدة" في احتراف مبكّر، والانضمام إلى فئة شبابه، وتمثيل البرتقالة الدمشقية في فئاته العمرية، بوابة الوصول إلى أعلى درجات التميز، وهو طريق الشهرة والنجومية، وهذا النادي كان أحد أهم أهدافي الكروية منذ الصغر، هنا تتحقق البطولات والإنجازات، وارتداء قميص أحد أعرق أندية القطر يقربني من ارتداء قميص المنتخب الوطني، لأنه الهدف الأغلى، وبدت بوادره تظهر، الحلم لن يكون بعيداً. وتقديري الكبير لدعم والدي وتشجيعه المثالي لمسيرتي الكروية والدراسيّة، الذي أفنى وقته من أجل الحفاظ على التميز الكروي والتفوق الدراسي، ومع شقيقيّ، فهما أيضاً يمثلان أندية محلية، ويتابعان دراستهما الجامعية في "دمشق"».

الكابتن "مصطفى الأحمد" من المدربين الذين أشرفوا على تدريب "محمّد" في وقت مبكر، عند الانضمام إلى نادي "الجهاد"، بيّن بعض مزاياه بالقول: «يثبت يوماً بعد يوم في ملاعب "دمشق" مع ناديه الجديد أنه موهبة رائعة، وسطر اسمه بين المتميزين مع "الوحدة"؛ وهو ما أكده المشرفون على النادي وفئته العمرية خاصة. والده منذ الصغر رياضي، ومثّل نادينا لاعباً وعضواً في مجلس الإدارة، كذلك عمّه. يمتلك "محمد" مزايا نادرة، أهمها أنه يجيد اللعب في أكثر من مركز، ويصنع الأهداف ويحرزها، في خط الدفاع صلب ومتين، يستخدم القدمين والرأس بأسلوب مبهر. أمّا من ناحية الانضباط والالتزام، فهو اللاعب الذي لم يحصل على أي تنبيه طوال مسيرته مع نادي "الجهاد"، والمتوقع أن يبقى كما هو في نادي "الوحدة"».

يذكر أن "محمد العلي" من مواليد قرية "ذبانة"، عام 2000.