لم تستطع أن تفاضل بين الطب والعمل بالإغاثة والعمل الإنساني، فهما لديها صنوان، وكل منهما يخفف المعاناة والألم، ساعدها في ذلك اختصاصها بالطب، فكانت العون واللمسة الدافئة لكل محتاج.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 حزيران 2018، التقت الدكتورة "هالة الهيبة" لتحدثنا عن تجربتها بالعمل الإنساني والإغاثة، فقالت: «تخرّجت في كلية الطب جامعة "حلب"، وأكملت الاختصاص بالصحة العامة، وكان أحد مجالات هذا الاختصاص الصحة النفسية والصحة المجتمعية بوجه عام، وجاءت الفرصة للعمل في المنظمات الدولية التي تعنى بالعمل الإغاثي والإنساني، ثم استقريت بالعمل أخيراً بمشروع الدعم الإنساني في "الهلال الأحمر العربي السوري"، وعلى مدار العشرين عاماً المنصرمة بات العمل الإنساني أكثر تعقيداً وأكثر تخصصاً، وأدى هذا الاتجاه إلى اعتماد أدوات جديدة على المستويين التكنولوجي والإداري، وبات الشغف اختصار الزمن للوصول إلى الفئات الأشد ضعفاً لمساعدتها، وإن منظومة العمل الإنساني التي أعمل في رحابها أصبح همها وديدنها مساعدة الفئات الأشد ضعفاً وإعادة تأهيلها وعودتها إلى المجتمع سليمة معافاة لتكون فاعلة في بناء الوطن، كما أن مفهوم العمل الإنساني يجب أن يتعدى تقديم الحاجات الأساسية إلى مفهوم العمل الإنساني بوجه عام، ونتمنى أن يكون العمل الإنساني مغروساً بالمجتمع السوري إلى درجة ربط الواجب الوطني بالعمل الإنساني».

أعدّ نفسي ممن حالفهم الحظ بأن يعرف الدكتورة "هالة" عن قرب، فهي إنسانة بكل ما للكلمة من معنى، ومع أن العمل الإنساني لا يحتاج إلى اختصاص علمي معين ولا يدرّس، إلا أن الدكتورة "هالة" بصفاتها هي المقياس المناسب لهذا العمل، سعادة الآخرين كانت دائماً غايتها، وهي مثل لنا جمعياً، عطاؤها اللامحدود وإحساسها بمن حولها ميزها وأعطاها مكانة خاصة في قلوب من يتعاطى معها، ولدينا ثقة بإنسانيتها، وهي قادرة على تغيير حال من يقصدها بكل صدق وشفافية

وتتابع: «يجب أن يعرف المستفيد أن هناك من يشعر به ويعمل على تخفيف معاناته، وأن ظروف الأزمة والحياة الصعبة كانت وراء ما وصل إليه، ونحن نتعامل مع ظروف الشخص لا مع الشخص نفسه، ولنجاح أي عمل إنساني يجب أن يتميز مقدم الخدمة بالأخلاق ويسمو عن كل شائبة أو إغراء، للوصول إلى الهدف النهائي للعمل الإنساني، وتقديم الخدمة الإنسانية والعينية والنفسية والصحية للمواطن السوري الذي تحمّل ما تحمّل في هذه الأزمة، وأمام جبروت هذا السوري، نشعر بأن كل ما قدمناه وسنقدمه قليل، ولأنها أزمة، فهي ستمضي وتعود "سورية" بلد العزة والكرامة والجمال والإنسانية، وليتنا نستطيع أن نقدم الخدمة لكل من يأتي إلينا أو نصل إليه، لكننا نلتزم بمعايير دولية، ونعلم أن هناك من هو بحاجة، لكنها المعايير والظروف، ومازلت أثق بالشعب السوري وبأنه سيخرج من هذه الأزمة قوياً معافى كما كان».

مع فريق العمل

تقول عنها صديقتها "رانيا رياض الأطرش" مديرة شركة في دولة "الإمارات العربية المتحدة": «أعدّ نفسي ممن حالفهم الحظ بأن يعرف الدكتورة "هالة" عن قرب، فهي إنسانة بكل ما للكلمة من معنى، ومع أن العمل الإنساني لا يحتاج إلى اختصاص علمي معين ولا يدرّس، إلا أن الدكتورة "هالة" بصفاتها هي المقياس المناسب لهذا العمل، سعادة الآخرين كانت دائماً غايتها، وهي مثل لنا جمعياً، عطاؤها اللامحدود وإحساسها بمن حولها ميزها وأعطاها مكانة خاصة في قلوب من يتعاطى معها، ولدينا ثقة بإنسانيتها، وهي قادرة على تغيير حال من يقصدها بكل صدق وشفافية».

يذكر أن الدكتورة "هالة" من مواليد "مصياف" عام 1973، تقيم وتعمل في "الحسكة"، متزوجة من الدكتور "خالد الخالد" مدير مكتب منظمة "الصحة العالمية" في المنطقة الشرقية.

رانيا الأطرش