لم تستطع الصخور الكأداء أن تثنيه عن أحلامه، بل زادته عزيمة وصلابة، اختار أن يحمي الوطن بمنظور إعلامي حقيقي، وينقل الحقيقة من قلب الحدث، وعلى الرغم من أن المنايا حامت حوله وتركت ندوباً في جسمه، إلا أنه عدّها أوسمة تبشر بالنصر.

مدونة وطن "eSyria" زارت الإعلامي "فاضل حماد" مدير المركز الإذاعي والتلفزيوني في "الحسكة"، بتاريخ 25 تموز 2018، ليحدثنا عن تجربته في الإعلام وخصوصاً خلال الأزمة، فقال: «بداية درست الهندسة الكهربائية في جامعة "حلب" وتخرجت فيها بتفوق، وكنت من أوائل دفعتي، تابعت دراسة الماجستير في ذات الجامعة، ثم تم تعييني في وزارة الإعلام مديراً لمحطة إرسال "المالكية"، ثم تمّ تكليفي في المركز الإذاعي والتلفزيوني في "الحسكة" كمشرف هندسي، وفي عام 2010 تم إيفادي إلى "ألمانيا" و"النمسا" لاتباع عدد من الدورات، وأجريت دورات تدريبية في اتحاد الإذاعات العربية في "دمشق"، وحزت المرتبة الأولى بدرجة امتياز خلال الدورة، وأكملت كامل دوراتي التدريبية وحصلت على لقب مذيع في التلفزيون العربي السوري. وفي عام 2012، تم تكليفي مديراً للمركز الإذاعي والتلفزيوني في "الحسكة" بداية الأزمة في "سورية"، قبل ذلك تعرضت لعدة طعنات بالسكاكين أثناء قيامي بمهمة إعلامية في مدينة "القامشلي"، ومنذ ذلك الوقت وأنا أتعرض إلى ضغوط شتى سواء بالترهيب أو الترغيب لترك العمل والسفر خارج القطر، أو ترك العمل مع تلفزيون الوطن والعمل مع تلفزيون آخر، لكني كنت متخذاً قراري بأن الوطن أولاً وأخيراً وهو الأبقى، لم أكن وحدي من تعرض للضغط زملائي الذين أفخر بهم؛ ومنهم من تعرض للخطف، ثم اخترت أن أكون مراسلاً حربياً في الحرب على سورية، وخاصةً في "الحسكة"، و"دير الزور"، وخلال عملي هذا تعرضت للإصابة والخطف ونجوت من الموت بأعجوبة».

يتعامل معنا بكل أريحية وبحوار متمدن وبنّاء قبل إنجاز أي عمل أو برنامج نقوم بتحضيره، ويترك لنا مسافة لإبداء الرأي والعمل بكل راحة، قناعة منه بأن الجو المناسب يجب أن يعمّ في المركز كي نحصل على نتائج جيدة، يتمتع بروح الشباب ولا يحمل أي ضغينة تجاه الآخر

يضيف "الحماد": «التحدي الحقيقي الذي جابهته على الصعيد المهني في ظل وجود سبع عشرة إذاعة خاصة، وست قنوات فضائية، وخمسين صحيفة وكلها غير مرخصة من وزارة الإعلام وبرامجها تحمل الطابع الانفصالي، قمنا في ظل الإمكانات الضعيفة والحصار المفروض على محافظة "الحسكة"، وبجهود شخصية ودعم من وزارة الإعلام وزملائي في المركز بإطلاق إذاعة خاصة بنا تحمل الطابع "الحسكي" وتذيع نشرات الأخبار باللغة العربية والكردية والسريانية وبرامج تحمل الطابع الوطني وتنشر تراث المنطقة وحضارتها، وتزيد من اللحمة الشعبية وتقوي أواصر النسيج الجزراوي المتين أصلاً، وسمّيت هذه الإذاعة باسم "سنابل إف إم"، وكان لها دور ريادي، واستطاعت منذ انطلاقتها عام 2015 أن تساهم في تعزيز الفكر الوطني وتمتين المواطنة وجمع أهل المحافظة باختلاف مشاربهم تحت سقف الوطن.

المذيعة حنان خلف

سأبقى وفياً لرسالتي الإعلامية أنا وزملائي رفاق الدرب في المركز، وكلنا أمل بأن وطننا سيكون كما عهدناه حراً وسيداَ لقراره السياسي والاقتصادي والإعلامي».

يقول عنه "محمد موسى الخالد" مشرف التنسيق في إذاعة "سنابل إف إم": «هو يتعامل مع الجميع في المركز على مسافة واحدة ويشعرنا بأننا أسرة واحدة، كان له الفضل في تدريب كافة العاملين على كل الاختصاصات، كان جريئاً ويخوض مع المقاتلين في الصفوف الأولى كأي مقاتل لنقل الحقيقة والخبر، وكان له دور وبصمة واضحة في إنجاز مشروع قناة "سنابل إف إم" لأنه إعلامي ومهندس ناجح استطاع أن يتجاوز كل الصعوبات».

من إحدى الندوات التي شارك فيها

أما المذيعة "حنان خلف" مذيعة النشرة الكردية في إذاعة "سنابل إف إم"، فقالت عن "حماد": «يتعامل معنا بكل أريحية وبحوار متمدن وبنّاء قبل إنجاز أي عمل أو برنامج نقوم بتحضيره، ويترك لنا مسافة لإبداء الرأي والعمل بكل راحة، قناعة منه بأن الجو المناسب يجب أن يعمّ في المركز كي نحصل على نتائج جيدة، يتمتع بروح الشباب ولا يحمل أي ضغينة تجاه الآخر».

يذكر أن "فاضل حماد" من مواليد "القامشلي" عام 1985، يحمل شهادة في الهندسة الكهربائية من جامعة "حلب".

جولات إعلامية