رافق "علي صالح العلي السلطان" وجهاء وشيوخ العشائر في مرحلة مبكرة من عمره، وهو ما منحه خصالهم الحميدة وقيادتهم الحكيمة للعشيرة، فتصدى لنشر الخير والصلح والسلام، ودوّن اسمه بالحب والاحترام بين كل أطياف المنطقة.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 21 آب 2018، فتحت صفحة "علي صالح العلي السلطان" أحد أبرز شيوخ منطقة الجزيرة السورية، الذي قدم خلال مسيرته مواقف مشرقة وطيبة تجاه منطقته وأبنائها، لذلك عند رحليه اهتزت مشاعرهم حزناً، فتحدث عن بعض الجوانب المهمة في حياته شقيقه "دحّام السلطان"، الذي قال: «ولد "علي السلطان" في منطقة همها الإخاء ومساعدة الناس، وانتمى إلى كنف أسرة قبليّة ترأّست قومها من عهد جدها "ملحم" وورثت السيادة ورئاسة القبيلة من الجد إلى الابن، خاصة أنه رافق والده الشيخ "صالح العلي السلطان" وجدّه في مرحلة مبكرة من عمره ولسنوات طويلة، فأخذ عنهما خصال وصفات شيخ القبيلة، وسار على ذلك النهج. ترعرع بين قامات وطنية وعشائرية، وكان أول برلماني من الجزيرة جده الشيخ "حماد بك"، فكل ذلك كان كفيلاً ليكون علامة مشرقة بين تلك العلامات الطيبة لعشيرة "الجبور" العربية، عندما تسلّم زمام الأمور بعد الوالد، نذر وقته وحياته لخدمة الناس، وخدم جميع أطياف المنطقة على طول امتداد "الجزيرة" السورية. لم يكن يستطيع النوم إذا سمع بخصام أو خلاف بين الأسرة الواحدة، أو أكثر من أسرة، يتصدى لإنجاز السلام والإخاء والمحبة بين الأهالي، يقطع المسافات الطويلة، ويتحمل التعب والمشاق في سبيل تلك الرسالة، إضافة إلى ذلك (ربعته) لم تكن تهدأ من زيارات المحبين وأهل الحاجة، ولم يرد أي شخص خائباً، لذلك عندما فارق الحياة في شهر حزيران عام 2018، توافدت الناس من كل ألوان "الجزيرة" السورية إلى تشييع جثمانه والمشاركة في عزائه، الذي لم ينته حتى اليوم. ولا بدّ من الإشارة إلى أنه من المشجعين والمساهمين في دعم الزراعة في المنطقة».

من يزور (ربعته) مهما كانت صفته، لن يخرج منها إلا بوليمة تليق بزيارة الشيوخ، كان الجميع عنده سواسية، وكل زواره بمنزلة الوجهاء، كان يتحمل المتاعب المادية والجسدية في سبيل لغة السلام التي يعشقها، يُسجل له أنه حافظ على سيرة أسرة عريقة، وعند رحيله قال عنه الشعراء أجمل القصائد، منهم شاعر مغترب في "ألمانيا"، وهذا يعني أن مناقبه حملها السوريون إلى بلاد الاغتراب

بدوره "كوركيس حنا" من أهالي مدينة "القامشلي" تحدّث عن الشيخ "علي السلطان" بالقول: «شخص متواضع جداً، كان كريماً إلى درجة كبيرة، يجالس الصغار والكبار، يسمع هموم الجميع، ويساعد كل الطبقات والفئات والألوان، وهمه الوحيد أن تكون لغة المحبة هي سائدة، وهو من الشخصيات القليلة التي استطاعت أن تجمع قلوب جميع أطياف منطقتنا، لم يبقَ منزل في هذه المنطقة إلا وزاره، يؤدي واجباً اجتماعياً، أو يشارك في مناسبة وطنية، واستطاع خلال سنواته في الحياة أن يبني اسمه بكل ود في القلوب، ولم يندثر حتى بعد رحيله».

علي السلطان مع شيوخ ووجهاء من قبيلته

"صالح الحاج المحمود" من عشيرة "العباسيين"، تحدّث عن جوانب أخرى في حياة الشيخ "علي"، فقال: «من يزور (ربعته) مهما كانت صفته، لن يخرج منها إلا بوليمة تليق بزيارة الشيوخ، كان الجميع عنده سواسية، وكل زواره بمنزلة الوجهاء، كان يتحمل المتاعب المادية والجسدية في سبيل لغة السلام التي يعشقها، يُسجل له أنه حافظ على سيرة أسرة عريقة، وعند رحيله قال عنه الشعراء أجمل القصائد، منهم شاعر مغترب في "ألمانيا"، وهذا يعني أن مناقبه حملها السوريون إلى بلاد الاغتراب».

يذكر أن الراحل "علي السلطان" ولد في قرية "رجم فرحان" في بلدة "تل براك" بمحافظة "الحسكة" عام 1967، وتوفى عام 2018.