أثبت مشغل "المرأة العاملة" على الرغم من ولادته الجديدة، تميّزاً كبيراً وجودة عالية في المواد التي أنتجتها اليد العاملة من النساء، ودخلت أسواق محافظة "الحسكة" بقوة الإرادة، وخلقت لوحة اجتماعية جميلة بين العاملات.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 28 تشرين الثاني 2018، زارت مشغل "المرأة العاملة" في مدينة "القامشلي"، للتعرّف إلى تفاصيله وأجوائه، خاصة أن المشغل يتميز بصفات استثنائيّة، تحدّثت عن بعضها "فاطمة محمد" من ريف "القامشلي"، حيث قالت: «هذا المشغل هو السبيل الوحيد لإكمال مشوار دراستي الجامعيّة، التي لا تستطيع أسرتي الإنفاق عليها، لذلك مع افتتاح هذا المشغل، تواصلتُ مع إدارته، وبدأت الحصول على المواد اللازمة لإنجاز أي قطعة من الصوف، واتجهت إلى منزلي بريف المدينة للعمل، وبعد إنجاز المواد، يتم إيصالها إلى المشغل، مقابل تعويضي بمستحقات ماليّة، تكون كفيلة بمتطلبات الدراسة الجامعيّة، إضافة إلى ذلك، فإن كوادر المشغل من النساء، وربطتنا علاقات اجتماعية رائعة، حتى بين أسرنا، فوالدتي أيضاً باتت على علاقة بالجميع، حيث نجتمع في المناسبات والأفراح، وتقديم ما يلزم لواجباتنا الاجتماعية. إلى جانب ذلك، هناك خبيرات جداً في عمل الخياطة والصوف، وأي معلومة نحتاج إليها، تقدّم لنا مهما تطلّب ذلك من الوقت والجهد، لذلك ازدادت خبرتي كثيراً في هذا المجال، وبدأت أنقلها إلى من تريد من بنات قريتي».

نكون في غاية السعادة عندما نرى النساء ينجزن هذه الأعمال، وينفذن مشاريع مثمرة، حتّى لو كانت صغيرة، ومن واجبنا الدعم والتشجيع. البضاعة الموجودة بنوعية جيدة وأسعار منافسة، إلى جانب تنوعها ولمختلف الأعمار، الأهم من كل ذلك، هناك العديد من الأسر تعتمد على مصروفها اليومي من هذا المكان

"جميلة صالح الهلّو" كانت وجهتها نحو المشغل لتأمين ما يلزم من ملابس أطفالها، حيث قالت: «نكون في غاية السعادة عندما نرى النساء ينجزن هذه الأعمال، وينفذن مشاريع مثمرة، حتّى لو كانت صغيرة، ومن واجبنا الدعم والتشجيع. البضاعة الموجودة بنوعية جيدة وأسعار منافسة، إلى جانب تنوعها ولمختلف الأعمار، الأهم من كل ذلك، هناك العديد من الأسر تعتمد على مصروفها اليومي من هذا المكان».

مختلف أنواع الملابس المنجزة

بدورها "نزيهة محمود سرديني" المشرفة على المشروع، تحدّثت عن تفاصيل العمل والمشروع بوجه عام، وقالت: «منذ 15 سنة وفكرة هذا المشروع تراودني، خاصة أنني أعمل في الخياطة والصوف بمنزلي، لكوني عاشقة جداً لهذه المهنة، ومُؤخراً وبسبب توافد الأسر النازحة من مناطق مختلفة إلى المدينة، بدأت النساء يتواصلن معي من أجل إنتاج تلك الأعمال، ومهمتي تصريفها وبيعها، حيث توسع العمل كثيراً، وازداد عدد النساء الراغبات بالعمل، فكان قرار افتتاح هذا المشغل من مدة، من خلال تنسيق العمل الإداري مع عدد من الصديقات، وانطلقنا بالمشروع بخمس عشرة امرأة، ومع مرور الأيام وصلنا اليوم إلى 30 امرأة، من محافظات: "الحسكة"، "دير الزور"، و"حلب"، وهناك فتاة من أسرة عراقية حاجتها إلى هذا العمل كبيرة، لتقوم بإعالة أسرتها المريضة.

لدينا عدّة أهداف من هذا المشروع، أهمها وأولها دعم المرأة والفتاة خاصة لتساعد نفسها في تأمين مصاريفها بمهنة جيدة، إلى جانب ذلك كل الأسر العاملة في المشروع وافدة أو نازحة أو تفتقد إلى المعيل والرجل».

نساء يعشقن العمل

وتتابع الحديث عن المشروع: «هناك مكان متواضع في السوق اتخذناه مقراً للمشروع، ليكون رابطاً بيننا وبين المرأة التي تحصل على المواد منه، فالكثيرات منهن يعملن في منازلهن، ونحنُ نسوّق البضاعة، وبعض النساء يعملن في المشروع لتزداد خبرتهنّ، خاصة أنّ بعضهن يعملن على ماكينة الخياطة فقط، وقد قمنا بتأمين أربع ماكينات لتأمين رغبة من تريد العمل، حرصنا كبير على الجودة والتميّز في الإنتاج، وخلال مدة وجيزة وصلت البضاعة إلى أغلب أسواق المحافظة، إضافة إلى وجود تواصل مع "دمشق" لتكون البضاعة في أسواقها أيضاً. كل العاملات في المشروع أسرة واحدة، والهدف الذي يجمعنا أن تعيش أي أسرة بكرامتها مهما كانت ظروفها المعيشية صعبة».

إنتاج يومي