لم تحبطه الصعوبات أثناء التحضير لأبحاثه وجمع بياناته، ولم تحدّ من عزيمته، بل زادته إصراراً ليكمل مشروعه ويعمل بنظرة المؤرخ الذي يقف خارج الحدث، ولا تهمّه النتائج إلا بوصفها مقدمات لنتائج أخرى.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 كانون الأول 2018، التقت الباحث "جاسم الهويدي" ليتحدث عن تجربته وأبحاثه، فقال: «ولدت في مدينة "الميادين"، ومنذ الصغر وأنظاري تتجه إلى رحبة "مالك بن طوق" أحاول استكشاف ماهية تلك القلعة المسماة "الرحبة"، أسئلة كثيرة تدور في خلدي لم أجد لها أجوبة؛ لذلك قررت العودة إلى التاريخ والبحث في أمّات الكتب كي أصل إلى كينونة تلك "الرحبة"، فقرأت كتب "المسعودي"، و"ابن الأثير"، و"الطبري"، ومن خلالها عشقت التاريخ والتأريخ، وأحببت البحث والأبحاث التاريخية وعلم الأنساب. وتابعت دراستي وحصلت على أهلية التعليم الابتدائي، وأكملت في الجامعة دراسة اللغة العربية، ثم تمّ إيفادي إلى "اليمن" للتدريس، ومنها حصلت على وثائق مهمة في التاريخ والأنساب، وزاد شغفي به، لذلك قررت نشر ما أملك من معلومات ووثائق حصلت عليها من "اليمن" و"العراق" ووطني "سورية"».

هو باحث ومؤرخ ينتمي إلى حضارة عظيمة، وقد تصدى وأرّخ لفعاليات اجتماعية في منطقة "الفرات" و"الجزيرة" التي ينتمي إليها، فأجاد وأخلص، وننتظر إنجاز كتبه الجديدة، ومنها: "الطريق إلى العافية"، و"القامشلي عروس الجزيرة"

وعن أول أعماله، يقول: «باكورة أعمالي خرج إلى العالم عام 2008، وهو كتاب "العكيدات عيال الأبرز"، وهو يهتم بالتعريف بعشيرة "العكيدات" التي تسكن ضفاف نهر "الفرات" في "سورية"، واستغرق تأليفه نحو أربع سنوات، ثم عدت إلى شغفي الأول رحبة "مالك بن طوق"، وظهر كتابي الثاني عام 2012، وهو بعنوان: "رحبة الميادين تاريخ قلعة ومدينة"، وفيه وضعت عصارة ما أملك من وثائق وصور وأبحاث بينت للعالم التاريخ الحقيقي للقلعة التي بناها "نينوس بن بلوسا" في عهد "النمرود بن كوش" قبل 4000 عام، ثم تم تجديدها في عهد "هارون الرشيد" على يد "مالك بن طوق"، وبات اسمها "رحبة مالك بن طوق". أما الكتاب الثالث ويتكلم عن الآثار والتراث، فهو بعنوان: "القرعان بين الدالية والطيانة" الذي صدر عام 2014، ومع أنني على أعتاب السبعين، ما زال هاجسي البحث والتأريخ، ولدي كتب تحت الطباعة وقيد التأليف، فأنا ابن أمة اشتهرت بالعلم والأدب والتاريخ، أنهل منها ولا أرتوي، وهي متحف كبير يمتد بمساحة 185 ألف كيلومتر مربع، وأنا كلي قناعة بأن بناء المستقبل الجيد يعتمد فهم التاريخ ومعرفته، فما بالك بتاريخ "سورية" العتيد والتليد؟»

كتابه الوثائقي "العكيدات"

يقول عنه "ياسر شوحان" مدير الآثار بـ"دير الزور": «عندما نتحدث عن "جاسم الهويدي"، فإننا نتحدث عن باحث يتحرى الدقة في كتاباته، متخذاً الموضوعية والحياد منهاجاً في التأريخ والتدقيق والتحقيق، وأسلوباً في الوصف والتوثيق. لقد اندمج في قلعة "الرحبة"، فكان له فيها الطفولة واليفاع وسار على طرق "بني تغلب" شاباً، فأثرى المكتبة العربية في كتاب ليس الأول، لكنه قد يكون الأفضل في الكتب التي تناولت هذه الآبدة. إن ما يقدمه "الهويدي" في أبحاثه عن العشائر والأنساب، وكل ما يتعلق بالفلكلور وتقاليد "وادي الفرات" لهو جهد عظيم، يستحق عليه التكريم».

أما "محمد غناش" مدير المركز الثقافي بـ"الميادين" سابقاً، فيقول عنه: «هو باحث ومؤرخ ينتمي إلى حضارة عظيمة، وقد تصدى وأرّخ لفعاليات اجتماعية في منطقة "الفرات" و"الجزيرة" التي ينتمي إليها، فأجاد وأخلص، وننتظر إنجاز كتبه الجديدة، ومنها: "الطريق إلى العافية"، و"القامشلي عروس الجزيرة"».

كتاب "القرعان"

يذكر، أن "الهويدي" من مواليد "الميادين" عام 1950، متزوج ولديه اثنا عشر ولداً، وله عدة مقالات في صحيفتي "منارة الفرات" و"الفرات"، ومجلتي "طبيبك" و"هنا دمشق".