دخل عالم المسرح بعد أن تأثر بقصص والده الليلية، وسجل حضوره البهي على خشباته متنقلاً بين "القامشلي" و"دمشق"، ليكون واحداً من الرعيل القديم الذي بصم في ألوان الفنون في السينما والدراما و"أبو الفنون" الذي لم يتركه حتى اللحظة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 27 كانون الأول 2018، الفنان "اسكندر عزيز" ليحدثنا عن أهم محطاته الحياتية، فقال: «بدأت حياتي في مدينة "القامشلي"؛ فحول منقل النار أيام الشتاء والبرد القارس، كنت أجلس مع أسرتي، حيث كان أبي يقصّ علينا كل ليلة سبت قصصاً كثيرة، وكانت وسيلة الترفيه الوحيدة، حيث تأثرت بتلك الحكايات وغرقت فيها، ووجدت نفسي فيما بعد أقوم بأعمال لا إرادية أحياناً، وإرادية في أحيان أخرى، من دون أن أعي أنني أسير نحو الفن، ففي المدرسة مثّلت عام 1949 مع زملائي مسرحية "الجيش السوري في الميدان" بدور ابن شهيد، وهذا كان أول عمل تمثيلي لي. وفي عام 1957 شاركت في مسرحية "يسرى والقيود" للممثل الكوميدي الكبير "سليم حانا" عن محاكم "المهداوي" في "العراق". وعندما كنت في الثانوية شاركت بمسرحية "ثمن الحرية" التي كانت تحت إشراف تجمع ثانويات وإعداديات مدينة "القامشلي"، إلى أن كوّنت فرقة "أصدقاء المركز الثقافي"، وقمت بالمشاركة بالتمثيل وإخراج مسرحية "الشهداء" عام 1960، وكانت أول عمل من إخراجي. وفيما بعد انضمت الفرقة إلى المركز الثقافي، وتوالت الأعمال المسرحية بين مشاركة وتأليف وإخراج، مثل مسرحيات: "أرض الميعاد"، و"حفلة زواج"، و"عنترة"، و"الثأر الموروث"، وغيرها».

لقد تم تكريمي أكثر من مرة، وآخرها يوم 20 كانون الأول 2018 عن مجمل ما قدمت في مسيرتي الطويلة من قبل وزارة الثقافة ممثلة بمديرية الثقافة ونقابة الفنانين، وأعدّ التكريم حافزاً مهماً للممثل كي يستمر مهما بلغ من العمر، وهو مهم أيضاً لغيرنا كي يروا ما قدموه وأثره بالناس

وعن انضمامه إلى المسرح القومي السوري قال: «بزيارة خاصة لمدير المسرح القومي "كامل قدسي" القادم من "دمشق" أثناء عرضنا مسرحية "حفلة زواج" في المركز الثقافي، حزنا أعجابه، وطلبت منه الانضمام إلى المسرح القومي، وبعد سنتين استدعيت إلى المسرح القومي للاختبار ونجحت فيه، وأصبحت عضواً فيه، لأشارك بالعديد من المسرحيات في "دمشق"، حيث شاركت في مسرحية "علاء الدين والمصباح السحري"، و"الأميرة والصعلوك" عام 2012، و"أحلام الصعاليك" عام 2016، و"البيت الصاخب"، و"ماكبث"، و"جزيرة الله"، و"الغريب"، وغيرها. وقد عرضت هذه الأعمال في الخارج، حيث سافرنا إلى "الكويت" للمشاركة بمسرحية "عرس الدم"، وكذلك مسرحية "حكاية هذا الحي" في "بغداد" عام 1973، وطرنا إلى "المغرب" و"تونس" و"الأردن" لذات الغاية».

مشهد درامي معاصر

تنوعت أعماله ما بين المسرح والإذاعة والتلفزيون، حيث يقول: «لم أنقطع عن المسرح، وشاركت في مسرحية "البغي الفاضلة"، وقمت بدور البطولة في مسرحية "سلامات"، وكان لي دور رائع وأفتخر به في مسرحية "جحا". وكان لي دور مميز في فيلم "الميلاد" بدور رئيس المخفر، وغيرها من الأعمال التلفزيونية، مثل: "الحيار"، و"حارة نسيها الزمن"، و"سحر الشرق"، وغيرها. وفي "مصر" كان لي الفخر بالمشاركة جانب النجم "عادل إمام" في مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" بدور "زياد"، وكذلك اشتركت بمسلسل "ذهاب وعودة"، وفي "لبنان" شاركت بمسلسل "يا ريت".

وفي الإذاعة شاركت في تمثيليات أسبوعية للفلاحين، ودراما القرن العشرين، وأفتخر بمشاركتي الحالية في "حكم العدالة"؛ فطموح كل ممثل أن يشارك في مثل هذه التمثيليات».

أحد أدواره القديمة

وعن أثر التكريم الذي يناله عن مسيرته الفنية الطويلة، قال: «لقد تم تكريمي أكثر من مرة، وآخرها يوم 20 كانون الأول 2018 عن مجمل ما قدمت في مسيرتي الطويلة من قبل وزارة الثقافة ممثلة بمديرية الثقافة ونقابة الفنانين، وأعدّ التكريم حافزاً مهماً للممثل كي يستمر مهما بلغ من العمر، وهو مهم أيضاً لغيرنا كي يروا ما قدموه وأثره بالناس».

وتحدث المخرج "حسن حناوي" عن معرفته بالفنان "اسكندر عزيز"، فقال: «فنان قدير ومهم، أكد خلال مسيرته الفنية أنه صاحب بصمة، ولكونه عضواً في المسرح القومي منذ زمن، فهذا يؤكد حضوره حتى الآن، وهو يقف على خشبة المسرح ويؤدي الأدوار الصعبة. فنان يمتلك أدواته الحقيقية، ولم يقتصر عمله على المسرح، وإنما كان من فرسان الإذاعة السورية، وقد عمل في كل برامج الإذاعة سواء في "حكم العدالة" أو "ظواهر مدهشة"، أو "شخصيات روائية"، أو "منارات إنسانية"، وغيرها. وأيضاً كان ممثلاً بارعاً في التلفزيون، حيث شارك في أعمال كثيرة، ومازال هذا الفنان قادراً على العطاء، يتميز بمنظومة أخلاق جميلة ومحب لزملائه، فنان يستحق التكريم والتقدير؛ لأنه من المتميزين».

من مسرحية "أميرة الصعاليك"

يُذكر، أن الممثل "اسكندر عزيز" من مواليد "القامشلي"، عام 1937.