كانت مسيرته في ملاعب كرة القدم حافلة وطيّبة، تنقّل بين عدة أندية محلية وخارجيّة، أسّس نادياً رياضياً واجتماعياً، ليجمع شمل السوريين في "ألمانيا"، يتواصل مع أهله في الداخل بوجه دائم لتقديم المساعدة لمن يحتاج إليها.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 31 كانون الثاني 2019، تواصلت مع "بهاء الدين إبراهيم نعمة" المقيم في "ألمانيا" للحديث عن مشواره الرياضي والاجتماعي، فقال عن البداية ومدى عشقه لملاعب كرة القدم: «اهتمامي بكرة القدم بدأ في المرحلة الابتدائيّة، تمّت دعوتي للانضمام إلى فريق المدرسة، الذي توّج بطلاً على مستوى المدينة، ولعبت مع منتخب المحافظة بالمرحلتين الابتدائيّة والإعداديّة كأصغر لاعب، بعدها مباشرة تمت دعوتي للانضمام إلى ناشئي نادي "الجهاد"، كانت مدة قصيرة جداً، لتكون الوجهة نحو فريق "اليرموك" الشعبي، كنت أصغر لاعب في تلك الفئة، عام 1982 ارتديتُ قميص شباب "عمال الرميلان"، وقد لُقّب بـ "الفريق الذهبي" حينئذٍ، لوجود نخبة من أبرز الأسماء، منهم: "مروان طاهر، سليمان فاسكو، سعود قاسم، يوسف عامودي"، وترفّعتُ إلى فريق الرجال، وعمري من مواليد الشباب، بعد موسم واحد، توجّهتُ إلى مدينة "دمشق"، فتلقيت عدّة عروض من أنديتها، لكن لظروف خاصة اعتذرت، حتّى عام 1987 والعودة إلى رجال "الجهاد"، بموسم واحد بجانب أبرز الأسماء الكروية على مستوى المنطقة والقطر، أمثال: "غسان دريعي، زانا حاجو، غاندي اسكندر، رياض نعوم"».

ساهم بالوقوف مادياً مع عدد من الأسر التي تحتاج إلى الدعم المادي في مدينته، ويتواصل مع الكثيرين يومياً في سبيل معرفة من يبحث عن المساعدة لتقديمها، لا يسأل عن دينه أو عرقه، فهو يقول: (يكفي أنه من الوطن)، إضافة إلى استمرار دعمه لنادي "الجهاد" وتسخيره جهداً كبيراً له، وسمعنا عن قصصه الجميلة في بلاد الاغتراب، فهو يجمع نجوم الماضي والحاضر من الرياضيين في منزله، ويقدمهم في مناسبات رياضية كتكريم لهم، بات اسمه على لسان أغلب الرياضيين داخل وخارج الوطن

عن رحلة الاغتراب، تابع حديثه: «عام 1989 غادرتُ إلى "بيروت"، وفيها تلقيت عدّة عروض كروية، ففضّلتُ نادي "الصباح" من الدرجة الثانية، ولأوّل مرة، وصل إلى الدور 16 من مسابقة الكأس، فتناولتُ الصحف اللبنانية ذلك الإنجاز، مع الإشادة بموهبتي، ثم كانت لي تجربة ولموسم واحد مع نادي "التضامن"، رجعتُ مجدداً إلى "الصباح"، حتّى عام 1994، ولم أهجر كرة القدم لحظة واحدة، ولو على مستوى تمرين فردي. أمّا عام 1997، فكانت الوجهة نحو "ألمانيا"، لعبتُ في نادٍ من الدرجة الرابعة لموسم واحد، بعدها كان فراق الملاعب كلاعب، والتفرغ لها كمتابع، حتى عام 2011 عندما أعلنتُ الحرب على بلدنا، وهاجر الكثيرون منها إلى دول "أوروبا"، خاصة "ألمانيا"، قررتُ العمل مع بعض المحبين، لإنقاذ أبناء الوطن من الضياع والتشتت في بقاعها الواسعة، خاصة السلبية منها، فكان قرار تأسيس نادٍ رياضي يجمع كافة الأعمار، مع التركيز على الفئات العمرية الصغيرة، لأنها الأكثر حاجة إلى العناية والاهتمام، بعد إجراءات الموافقات المطلوبة، كانت مشاركتنا العام الماضي في دوري "كراس C" بفئة الرجال، في مرحلة الذهاب حققنا 15 فوزاً من 15 مباراة، وهي نتيجة مثالية وغير مسبوقة، ونسعى إلى ذات الإنجاز في مرحلة الإياب».

يجمع الرياضيين السوريين في كرنفال رياضي

يضيف عن البيت الرياضي الذي أسّسه: «أسميته "عائلة سورية في المهجر"، انطلقت بمساعدة ستة أشخاص، مع تكليفي برئاسة النادي، وتخصيص منزلي للاجتماعات لعدم وجود مقرّ، وإقامة ولائم واجتماعات واحتفالات فيه، لتمتين العلاقات الاجتماعية، وهي اجتماعات عائلية، وجميعنا ملزمون بذلك، إضافة إلى ذلك أشارك في جميع الكرنفالات والمناسبات الرياضية بمختلف الألعاب بالعديد من المقاطعات الألمانية، وساهمت بتنظيم عدة مناسبات رياضية، منها كرنفال لنادي "الجهاد" الذي عشتُ معه أجمل أيامي الكروية، تم حضور عدد كبير من رياضيي الوطن من أغلب الدول الأوروبية، إلى جانب تنظيم حفلات خاصة لجمع التبرعات النقدية وإرسالها إلى إدارة النادي في "القامشلي"، أسرتنا الرياضية في المهجر قلب واحد، وهدفنا المحبة والسعادة، أول قرار وُجّه إلى الجميع عدم تناول الحديث في السياسة، كلنا سوريون ومن أجل وطننا سنعمل هنا على تقديم أفضل صورة عنه، هناك يومياً زيارات اجتماعية لأبناء الوطن، ونتواصل باستمرار مع الداخل في سبيل تقديم يد العون للأسر المحتاجة، لأنه واجب أخلاقي، إضافة إلى مساعدة كل محتاج هنا، خاصة من يتوافد حديثاً إلى هذه الدولة، للزوجة "أم آري" فضل كبير في مساعدتي بخدمة أبناء وطني، وتقديم واجب الضيافة الذي تربينا عليه في وطننا».

"رضوان حسين" من أهالي مدينة "القامشلي" تحدّث عن مواقف "بهاء" قائلاً: «ساهم بالوقوف مادياً مع عدد من الأسر التي تحتاج إلى الدعم المادي في مدينته، ويتواصل مع الكثيرين يومياً في سبيل معرفة من يبحث عن المساعدة لتقديمها، لا يسأل عن دينه أو عرقه، فهو يقول: (يكفي أنه من الوطن)، إضافة إلى استمرار دعمه لنادي "الجهاد" وتسخيره جهداً كبيراً له، وسمعنا عن قصصه الجميلة في بلاد الاغتراب، فهو يجمع نجوم الماضي والحاضر من الرياضيين في منزله، ويقدمهم في مناسبات رياضية كتكريم لهم، بات اسمه على لسان أغلب الرياضيين داخل وخارج الوطن».

مع طفل من دمشق في مستشفى ألماني

يذكر، أن "بهاء نعمة" من مواليد "القامشلي"، عام 1966.