تميّز في أبحاثه العلمية الزراعية، وشارك في عدد من اللجان والمؤتمرات المحليّة والدولية، نقل تلك المعارف إلى بلده، وله بصمات ثقافية واجتماعية كثيرة، يروي عنها أبناء المنطقة بمحبة واحترام.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 26 شباط 2019، تواصلت مع الباحث "عمر إسماعيل" في مكان إقامته في "ألمانيا" للحديث عن مسيرة الراحل "محمد سيد عبد الله" في مجال البحوث الزراعية بالدرجة الأولى، والتطرق إلى تميزه في الجوانب الثقافية والاجتماعيّة أيضاً، عن بداياته تحدّث: «يعدّ من أبرز الشخصيات على مستوى منطقة "المالكية" خاصة، كما أنه تميّز بصفات جميلة منحته التفوق في مجالات عدّة، فقد كان متزناً وهادئاً ومتواضعاً، إضافة إلى الحكمة في التصرف والمبادرات، هذه الصفات وغيرها منحته إحدى أهم الشهادات العلمية؛ وهي ماجستير في أمراض النبات من جامعة "القاهرة" بدرجة امتياز، درس المراحل الأولى في مدارس "المالكية" وريفها، كان من المتفوقين، وأشادت بتميّزه الكوادر الإدارية والتدريسية التي أشرفت على تدريسه، أمّا شهادة متوسطة زراعية، فنالها عام 1959 من مدينة "ديرالزور"، والثانوية الزراعية حصل عليها عام 1962 من "دمشق" ونال المركز الأول، بعدها بكالوريوس في العلوم الزراعية عام 1966 جامعة "حلب"، بالإضافة إلى شهادة رقم (1) من معهد الحكومة الدنماركية لأمراض البذور للدول النامية، ومنذ عام 1973 وحتى عام 1996 تسلم عدة مناصب إدارية تابعة للبحوث العلمية الزراعية في مدينة "حلب"، إلى جانب المشاركة في عدّة مؤتمرات في مجال اختصاصه، كما كان محاضراً في العديد من الدورات التدريبية المنفذة من قبل المؤسسة العامة لإكثار البذار في "حلب"».

في نهاية السبعينات تم إيفاده إلى "الدنمارك" للمشاركة في مؤتمر علمي زراعي، له عدّة مؤلفات وكتب باللغتين العربية والكردية، أغلبها كانت تخص مجال عمله الزراعي، إلى جانب مبادراته في خدمة مجتمعه بمجالات عدّة، شجع على العلم والزراعة، وساهم بنشر المحبة بين أبناء قريته والقرى المجاورة، غاب عن الدنيا، لكن أفعاله ومبادراته وقيمه الجميلة باقية في الأذهان

يتابع الباحث عن مسيرة "عبد الله" الزراعية: «ألقى الكثير من المحاضرات برعاية وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في "دمشق"، ومديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في "حلب"، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة بمواضيع متنوعة، منها: أمراض البطاطا البكتيرية، وزراعة البطاطا في "سورية"، الأمراض المحمولة بالبذور، واختبار الرطوبة والنقاوة، كما شارك في اللجان التي تقوم بفحص بذار البطاطا المستوردة في كل من "هولندا، بريطانيا، ألمانيا، قبرص"، استقال من الوظيفة لأسباب صحيّة، لكنه استمر في عمله الزراعي، من شدة تعلقه ومحبته لذلك التخصص، وشارك كخبير زراعي مرات كثيرة لمصلحة المحاكم في مدينة "المالكية"، علماً أنه درس مادتي الفيزياء والكيمياء في مدارس منطقته، ليزيد معرفته في مجال تخصصه الزراعي، وقدم إضافات مهمة من تلك الدراسة.

شهادة تقدير من رئاسة الجمهورية

عام 1962 تم تكريمه من رئاسة الجمهورية العربية السورية، من قبل الرئيس الراحل "ناظم القدسي" لنيله المرتبة الأولى على مستوى الجمهورية في شهادة البكالوريا الزراعية، وحصل على كتاب تقدير وقلم حبر مذهب على جهوده».

جوانب أخرى في مسيرة "محمد عبد الله"، قال عنها الباحث "عمر إسماعيل": «في نهاية السبعينات تم إيفاده إلى "الدنمارك" للمشاركة في مؤتمر علمي زراعي، له عدّة مؤلفات وكتب باللغتين العربية والكردية، أغلبها كانت تخص مجال عمله الزراعي، إلى جانب مبادراته في خدمة مجتمعه بمجالات عدّة، شجع على العلم والزراعة، وساهم بنشر المحبة بين أبناء قريته والقرى المجاورة، غاب عن الدنيا، لكن أفعاله ومبادراته وقيمه الجميلة باقية في الأذهان».

تكريمه من قبل رئيس الجمهورية

الدكتور "عمران يوسف" مدير البحوث العلمية الزراعية السابق، تحدّث عن زميل المهنة قائلاً: «قدم "محمد سيد عبد الله" الكثير في مجال تخصصه لمنطقته ووطنه، كلّ اهتمامه توجه لكسب معارف مهمة وكثيرة في مجال البحوث الزراعية، ونال ذلك بجهده وطموحه وحرصه على تحقيق أفضل النتائج. له مسيرة طيبة عندما تقلد مناصب العمل الإداري، وقدم خبرته ومعرفته، خاصة أنه من الأوائل على مستوى منطقته، وكان حريصاً على بقاء أبناء منطقته بمحبة وسلام وتطور زراعي ومعرفي».

يذكر، أن الراحل "محمد سيد عبد الله" ولد عام 1942 في قرية "مزري" في ريف "المالكية"، وتوفى عام 2013.

مع زملاء الدراسة في الدنمارك