منذ نشأته كانت ميوله واضحة نحو لغة الأرقام الحسابية التي دفعته إلى الاجتهاد والتخصص بها، بعد أن تغلّب على كل الظروف التي واجهته، فنجح بتحقيق أحلامه وأمنياته بالحصول على أعلى الشهادات في اختصاصه.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 23 نيسان 2019، تواصلت مع الدكتور "رياض خضر الحميدو" ليحدثنا عن سيرته الشخصية والعلمية، حيث قال: «بدأت حياتي الدراسية في مدارس حقل "رميلان" النفطي, وحصلت على الشهادة الثانوية في مدرسة "جول جمال" عام 2001, على الرغم من خروجي من فحص مادة العلوم في المتحان النهائي لبعض الظروف الخاصة التي حصلت معي خلال الامتحانات، وحصولي على درجة الصفر، وقد كنت أتوقع الرسوب استناداً إلى التعليمات الامتحانية؛ حيث كنت أهيئ نفسي للإعادة في العام التالي، لكن تمّ تعديل القرار الذي كان يتعلق بالرسوب في ذلك العام، ونجحت بمجموع أهلني لدخول عدد من فروع كليات الهندسة، إلا أنني اخترت التسجيل في قسم الرياضيات نتيجة محبتي الكبيرة لدراسة هذا الاختصاص، حيث تخرجت في جامعة "حلب" عام 2005، وكنت ضمن العشرة الأوائل؛ وهو ما أفسح المجال لمتابعة الدراسات العليا، حيث حصلت على الدبلوم، وكنا الدفعة الأخيرة التي تحصل على هذه المرتبة من التعليم».

تعرفت إليه وتعمقت صداقتنا ومعرفتنا على مقاعد الدراسة، فقد كان منذ نشأته مجداً ومثابراً بخطوات واثقة نحو التفوق الدراسي، والتألق في ميدان العلم. يجوب الفضاء الرحب، ويجني ثمار جده واجتهاده بكل ثقة واقتدار، يضاف إلى ذلك تمتعه بالأخلاق الحميدة والعقل الراجح والحكمة والتأني في اتخاذ قرارته المصيرية. اختار تخصصه في مادة الرياضيات بعناية، لأنه كان يثق بإمكانية التفوق فيه إلى أعلى الدرجات، وعلاوة على ذلك هو رجل مثقف وواعٍ ومخلص لوطنه، ومن الذين صمدوا وضحوا من أجله، ولم يتخلّ عن مواقفه ومبادئه

ويتابع عن رحلته الدراسية: «لم تتوقف طموحاتي العلمية عند هذا الحدّ، فتابعت بعد ذلك دراستي، وحصلت على شهادة الماجستير عام 2010 بتقدير امتياز، ثم تقدمت لمسابقة المعيدين في جامعة "الفرات"، وبعد قبولي تم تكليفي مدرساً في كلية العلوم في الجامعة نفسها اعتباراً من عام 2013. وفي تلك المدة تقدمت بطلب إيفاد لمنحة خارج القطر، فحصلت على الموافقة المبدئية بعد إجراء الاختبارات المطلوبة، إلا أن ذلك الهدف لم يتحقق نتيجة رفض الطلب من قبل وزارة التعليم العالي بحجة توفر اختصاصي داخل القطر، لكن تم الاستعاضة عن ذلك بإيفادي داخلياً عام 2016 إلى جامعة "البعث" لدراسة شهادة الدكتوراه التي حصلت عليها هذا العام بعد أن قمت بنشر 10 مقالات علمية حديثة ومبتكرة، وتم نشر خمسة منها في "الولايات المتحدة الأميركية" في مجلة "Nss" المصنفة (سكوباس)، وهو أعلى تصنيف لمجلة في العالم حسب التصنيفات الدولية، وهي معتمدة في وزارة التعليم العالي في "سورية", و"العراق", و"تركيا", حيث تضمنت رسالتي التي عملت على إعدادها وتجهيزها دراسة مفهوم التبولوجيا بأحدث منطق عالمي؛ هو منطق النتروسوفيك الذي يعني فلسفة الفكر المحايد، والذي تم تعريفه خلال عام 1995».

مع اللجنة المشرفة أثناء حصوله على شهادة الدكتوراه

ويتابع عن هذا العلم الجديد: «توصلت الى دراسة مفاهيم جديدة على مستوى العالم ضمن هذا المنطق، ومنها تعريف الفضاء التبولوجي "النترو سوفيكي" الهش؛ الثنائي والثلاثي, ومنه دراسة مسلمات الفصل النتروسوفيكية الهشة, وتقديراً للأبحاث التي قمت بها حول مفهوم النارو سوفيك حصلت على عدة شهادات من جامعة "نيو مكسيكو" الأميركية، ومن مؤسس هذا المنطق البروفيسور الأميركي "فلورنتن سمار نداكه", وتم تعييني رئيساً لفرع المجمع النترو سوفيكي في "سورية"، حيث يقع مقرّه في جامعة "نيو مكسيكو" الأميركية.

كذلك تم اختياري محرراً في الموقع الرسمي لمجلة "NSs" المتخصصة بالنار سوفيك, وبذلك أكون أول سوري ترشح لهذه المهمة».

شهادة الدكتوراه

"زياد العلي" زميل دراسته، عنه يقول: «تعرفت إليه وتعمقت صداقتنا ومعرفتنا على مقاعد الدراسة، فقد كان منذ نشأته مجداً ومثابراً بخطوات واثقة نحو التفوق الدراسي، والتألق في ميدان العلم.

يجوب الفضاء الرحب، ويجني ثمار جده واجتهاده بكل ثقة واقتدار، يضاف إلى ذلك تمتعه بالأخلاق الحميدة والعقل الراجح والحكمة والتأني في اتخاذ قرارته المصيرية. اختار تخصصه في مادة الرياضيات بعناية، لأنه كان يثق بإمكانية التفوق فيه إلى أعلى الدرجات، وعلاوة على ذلك هو رجل مثقف وواعٍ ومخلص لوطنه، ومن الذين صمدوا وضحوا من أجله، ولم يتخلّ عن مواقفه ومبادئه».

الدكتور في الرياضيات "عبد الهادي كرزون" عنه يقول: «الدكتور "الحميدو" شخص محب للعلم والبحث، نال شهادة الدكتوراه في الرياضيات البحتة من جامعة "البعث" باختصاص "تبولوجيا"، حيث نفذ هذا العمل وفق أحدث منطق عالمي "النتروسوفيك" أو (فلسفة الفكر المحايد). وتعد أطروحته أول عمل علمي في النتروسوفيك في الجامعات السورية بعد أن قام بنشر أبحاثه في عدة دول زيادة على العدد المطلوب منه. وشارك أيضاً بالعديد من المؤتمرات عبر شبكة الإنترنت، وهذا يعدّ عملاً ضخماً وجهداً كبيراً في ظل الظروف التي يعيشها الوطن، وكان من الطلاب النشيطين والمجتهدين، وضمن فريق بحث مشهود له بالكفاءة على مستوى العالم».

يذكر، أن الدكتور "رياض خضر الحميدو" من مواليد عام 1983 قرية "فطومة" التابعة لناحية "اليعربية" في "القامشلي"، ويعمل حالياً معيداً لمادة الرياضيات في كلية العلوم بجامعة "الفرات" في "الحسكة".