يُعدّ أحد أهم وأقدم الأسواق المتجوّلة في بلدة "عامودا"، حيث يضم مختلف البضائع والمواد، التي تحتاج إليها الأسرة بأسعار مناسبة، إضافة إلى كونه ساحة مهمّة للتعارف الاجتماعي.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 18 أيّار 2019، خلال زيارتها إلى بلدة "عامودا" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 20كم، زارت سوق "السبت" في البلدة، والتقت عدداً من زوّاره، الذين اعتادوا التسوّق منه كل أسبوع، لكونه مصدراً رئيساً ومهماً لبضائعهم وموادهم، وساحة للتعارف بين أهالي البلدة خاصة، والمنطقة عامة، وقبل ذلك، يُصنف السوق بأنه أحد أقدم أسواق البلدة، هذا ما بيّنه أحد سكان بلدة "عامودا" الحاج "محمد حفيظ موسى"، حيث قال: «سوق شعبي مهم وفعّال في بلدتنا، يعود عمره إلى نهاية الثمانينات، حيث كان التجار يجلبون بضائعهم وموادهم المختلفة من عدّة محافظات، أبرزها "دير الزور، الرقة، حلب"، وكان هناك عدد من تجار المنطقة، يتجهون إلى مدينة "دمشق" للحصول على مواد من هناك، وعرضها وبيعها في هذا السوق، لذلك كان سوقاً منوّعاً وبأسعار تناسب دخل الفرد الفقير والغني، ومع مرور الزمن توسع كثيراً، وبات من الأسواق الكبيرة في البلدة، خاصة أن التجار تباعاً قدموا كل أنواع البضائع فيه، هذا ما ميزه عن غيره من الأسواق، فالشخص الذي يدخله يحظى بكل ما يلزمه، وما تحتاج إليه أسرته، وقد وصل إلى مرحلة متقدمة جداً، حتّى بداية الحرب على البلد، ليقتصر السوق بعد ذلك على بضائع تجار المنطقة فقط، وغياب تجار المحافظات الأخرى كما كان في السابق، مع ذلك أغلب المواد تتوفر فيه».

أعمل ببيع المواد المنزلية منذ ست سنوات في الأسواق المتجوّلة المختلفة على مستوى المحافظة، مواظب على وجودي كلّ يوم سبت في بلدة "عامودا"، فوجدت سوقها من أهم الأسواق، وأكثرها إقبالاً من الناس، حيث تتوفر فيه مواد غذائية وتموينية وخضار وفواكه ومختلف أنواع التوابل، بما في ذلك الملابس والأحذية، إلى جانب المنظفات وكافة أنواع الصابون، إضافة إلى بيع المكسرات والموالح، ومختلف الأصناف التي تحتاج إليها الأسرة، والأهم أن الأسعار مناسبة، وجودة البضاعة كما يريدها المواطن، في هذا السوق، نحن الباعة تكونت بيننا علاقة محبة وأخوة، وكانت سبباً لتبادل الزيارات الاجتماعية بيننا على مستوى أسرنا، ويجمعنا تعاون كبير على مختلف الصعد

لا يقتصر زوار السوق على بلدة "عامودا" فقط، بل يقصدونه من الريف القريب والبعيد أيضاً، هذا ما وضحته "عائشة سيد ناصر" من خلال حديثها التالي: «إذا كنا بحاجة إلى زيارة غير طارئة إلى البلدة، فإننا نحددها يوم السبت، حتى نقوم بجولة في السوق، فهو يوفر علينا جهد التنقل بين عدّة أماكن، لأننا نحصل على ما نريد منه فقط، ويكون هناك تنسيق وتعاون بين أسر مختلفة من عدة قرى في سبيل الاعتماد على آلية نقل واحدة، والتوجه إلى سوق "السبت"، وتأمين ما يلزم من مواد، والعودة معاً أيضاً، هذه الرحلة كونت علاقات اجتماعية طيبة، سواء بين نساء القرى، أو بين المجتمعين في السوق، فحالات التعارف كثيرة وبوجه دائم، خاصة أن التعاون يكون في أعلى درجاته، بين كافة زوّاره، حتى من الباعة أيضاً، وهناك الكثيرون ممن يأتون إلى السوق، ليس للتسوق، إنما لقضاء أوقات جميلة بين أناس يتوافدون من شتى المناطق والقرى، وباتت بينهم علاقة اجتماعية، يجددونها بزيارة بعضهم بعضاً كل يوم سبت، وفي قلب السوق».

للأطفال أيضاً بضاعتهم في السوق

"عبد الرحمن طالب" من أهالي مدينة "القامشلي"، يتحدّث عن سبب وجوده في السوق منذ عدة سنوات، قائلاً: «أعمل ببيع المواد المنزلية منذ ست سنوات في الأسواق المتجوّلة المختلفة على مستوى المحافظة، مواظب على وجودي كلّ يوم سبت في بلدة "عامودا"، فوجدت سوقها من أهم الأسواق، وأكثرها إقبالاً من الناس، حيث تتوفر فيه مواد غذائية وتموينية وخضار وفواكه ومختلف أنواع التوابل، بما في ذلك الملابس والأحذية، إلى جانب المنظفات وكافة أنواع الصابون، إضافة إلى بيع المكسرات والموالح، ومختلف الأصناف التي تحتاج إليها الأسرة، والأهم أن الأسعار مناسبة، وجودة البضاعة كما يريدها المواطن، في هذا السوق، نحن الباعة تكونت بيننا علاقة محبة وأخوة، وكانت سبباً لتبادل الزيارات الاجتماعية بيننا على مستوى أسرنا، ويجمعنا تعاون كبير على مختلف الصعد».