تعدُّ من الأكلات التراثية القديمة، ولا تتطلب جهداً كبيراً لتجهيزها وتحضيرها، تمتاز بنكهتها ولذتها رغم بساطتها، حيث كانت تقدم للزوّار والضيوف.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 28 كانون الثاني 2020، تحدثت مع عدد من أبناء مدينة "القامشلي" وريفها حول أكلة "شلك"، التي تختص النساء بصناعتها، حيث قالت "حليمة دهام علي" من أهالي ريف منطقة "المالكية": «بالنسبة لمنطقتنا هذه الوجبة كانت تعد في مناسبات خاصة، فكل الأسر تجهزها في يوم معين، ولها مكانة خاصة اجتماعياً، تختلف تسميتها من منطقة لأخرى، والاسم الأبرز "شلك"، وفي مناطق اخرى يسمونها "شلكي"، وهناك من يعرفها باسم "هفريشك"، لكن كل العناصر والمواد وطريقة التحضير واحدة، وقديماً أغلبنا كان يعتمد على هذه الأكلات، لأنها لا تحتاج إلى تكلفة مادية كبيرة، ولا تأخذ وقتاً وجهداً، فهي عبارة عن تأمين الحطب من البرية، لتشغيل التنور، وصناعة خبز التنور، لأنه أحد العناصر الأساسية لها؛ حيث يقطع وهو ساخن إلى قطع صغيرة، ويخلط مع السكر، أو الملح، والسمن العربي أو الزبدة العربية، حسب رغبة الأهل، وهناك من يضيف قطعاً من الثوم، وبعضهم يضيف قليلاً من الماء، والآخر يستغني عن الثوم والماء، وتصبح الأكلة جاهزة وشهية وطيبة».

كنت أزور قريتي الريفية، لأتناولها من يدي والدتي، زيارتي وأبنائي كان جزءٌ منها يخصص من أجل تلك الأكلة، حيث نتناولها بطريقة أبناء قريتنا، خبز تنور ساخن وإضافة السكر والسمن العربي فقط، وتخلط جيداً، ويتم تناولها باليد، وكثير من المرات رافقني إلى القرية -من أجل تلك الأكلة- أصدقاء من المدينة، أو يطلبونها لكي يتناولونها في منازلهم بـ"القامشلي"، لكن لذتها المضاعفة تكون مع سخونة خبز التنور، وهناك من يرغب أن يضيف إليها خبز الصاج شرط أن يكون ساخناً. لكن مع الأسف قليل من الناس من بقي يصنعها

من جهتها "خولة عبد العزيز الخلف" من سكان بلدة "اليعربية"، تحدّثت عن تفاصيل أخرى تتعلق بتلك الأكلة قائلة: «لأنها أكلة خفيفة على المعدة وسهلة الهضم، فإنها وجبة تقدم للنساء اللواتي أنجبن حديثاً ولأكثر من يوم، وتعدُّ أكلةً ضروريةً ورئيسيةً لهن، وهذه الأكلة كانت مرافقة للأشخاص والأسر الذين يتنقلون من مكان إلى آخر في مناطقنا، فالعناصر الخاصة بالأكلة تتوفر عندهم.

يسخن الخبز ليضاف إلى الأكلة

كثيراً ما جهزتها وصنعتها لضيوف وزوّار من خارج القرية، وتعد وليمة وذات قيمة واعتبارية، ويمكن تناولها في الوجبات الثلاث، وكثيراً ما كنّا نأكلها صباحاً ومساء، وتكون وجبة الغداء الرئيسية، لكن مع تغير الزمان لم يبق منها إلا الذكريات وأحاديث من عاصرها وعاشها، في ذلك الزمن، فقد كانت أرخص وجبة، لكن اليوم وبسبب السعر المرتفع للسمن العربي، تعد من الأكلات مرتفعة الثمن، بالإضافة إلى تخلي الناس عن خبز التنور، حتى أبناء الريف باتوا يعتمدون على خبز الأفران الحديثة».

بدوره المعمر "محمود سليمان الدهام" قال عن تلك الأكلة التي تناولها لسنين طويلة: «كنت أزور قريتي الريفية، لأتناولها من يدي والدتي، زيارتي وأبنائي كان جزءٌ منها يخصص من أجل تلك الأكلة، حيث نتناولها بطريقة أبناء قريتنا، خبز تنور ساخن وإضافة السكر والسمن العربي فقط، وتخلط جيداً، ويتم تناولها باليد، وكثير من المرات رافقني إلى القرية -من أجل تلك الأكلة- أصدقاء من المدينة، أو يطلبونها لكي يتناولونها في منازلهم بـ"القامشلي"، لكن لذتها المضاعفة تكون مع سخونة خبز التنور، وهناك من يرغب أن يضيف إليها خبز الصاج شرط أن يكون ساخناً. لكن مع الأسف قليل من الناس من بقي يصنعها».

تجهيز خبز التنور