هو النجم اللامع باللغة اللاتينية، والسوري بالإغريقية، ومعلم الفلاسفة أسلوب التفكير والمنطق، ونبع العلم الثرّ الذي لا يعرفه الكثيرون، وحاول الغرب إغفال ذكره رغم ما قدمه لهم من النفائس، إنه "سيروس" السوري المعلم والفيلسوف الكبير.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 10 أيلول 2020 وفي إطار عملها في الكشف عن النفيس والثمين من الجواهر السورية، التقت الباحث "عبد الرحمن السيد" مدير الثقافة في "الحسكة" ليحدثنا عن سيرة حياة "سيروس" السوري، فقال: «الحضارة الغربية مدينة لنا بالكثير، وهي لا تريد أن تعترف بأن نبع الحضارة انبثق من هنا، لكننا نحن من أهمل التاريخ وتركنا للآخرين تزييفه.

قصة وصول "سيروس" إلى "روما " تقول فيها كتب التاريخ أنه وصلها عبداً أسيراً، لكن بفطنته وحكمته استطاع الحصول على حريته والخلاص من العبودية والعمل في إطار الفكر والفلسفة، حتى أنه نال وساماً من قيصر "روما" لإنجازاته الفكرية والثقافية

"بوبليليوس سيروس" أحد فلاسفتنا ومفكرينا العظام الذي تعمد الغرب إغفال ذكرهم رغم إمكاناتهم ومكانتهم العلمية والفكرية العالية ووصولهم لمراتب عالية في العلم والتعليم، فهو الفيلسوف والشاعر والكاتب والمسرحي والواعظ، ولد في قضاء "نصيبين" في "سورية" عام 85 قبل الميلاد، لكنه عاش وبزغ نجمه في "روما" سنة 46 قبل الميلاد، وتهافت عليه العلماء والمفكرين من كل حدب وصوب ليأخذوا من علمه وفكره الكثير، فكان يدرّس الفلسفة لطلابه بمنهج جديد امتاز بالمنطق الممنهج، وبترتيب مبدع، مما جعلهم يختارونه أسلوباً في التفكير للفلسفة، وكان من أشهر طلابه "سقراط" الذي تأثر به كثيراً، وجعله يشد رحاله إلى المشرق ليستكشف بنفسه هذه الحضارة وطريقة التفكير والتعليم».

سقراط

ويضيف "السيد": «رغم طمس كل إبداعات "سيروس" المقصودة، وتأثيره الواضح علمياً وفكرياً وثقافياً على الحضارة الغربية، لكن ما وصل إلينا من نتاجه القليل، وكانت شذرات من الحكم والوعظ كتب لها الخلود رغم أنف الغرب، حتى أنها كتبت في شوارع "روما" مثل: يكون الشعب قوياً عندما تكون للقوانين قوة - الجبان يزعم أنه حذر، والبخيل يزعم أنه مقتصد - حتى مع العدو ينبغي على المرء أن يفي بوعده - الكريم يحس نفسه غنياً دائماً - الجريء ينتصر على الخطر قبل أن يراه - الإرادة لا الجسد هي التي تصنع الفساد - أَحِبَّ أَبَاكَ إذا كان منصفاً، وإذا لم يكن كذلك فتحمله - من لديه شفقة يتذكر نفسه - يسمى شريراً كل من لا يعمل إلا لمصلحته الذاتية - الحياة قصيرة، لكن المصائب تجعلها طويلة - الشك داء لكنه قد يعلم الحكمة - جراح الضمير لا تلتئم أبداً - قد يتقبل الكثيرون النصح، لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه - ليت وعود الأحباب تنطوي على عقاب - من يتردد في إنزال العقاب يضاعف عدد الأشرار - السرور المؤخر عذاب حلو.

ويذكر التاريخ إن "سيروس" كان له عدة مسرحيات ألفها في "روما"، وكان ممثلاً في بعضها، وله بعض الأطروحات النقدية أدبية كانت أو فكرية، ونقد لبعض النظريات الفلسفية.

عبد الرحمن السيد

أما عن حياته الشخصية فلم يصل إلينا عنها شيئاً، ولم نعرف هل تزوج أو كان لديه أولاد، وتاريخ وفاته لم يحدد بشكل دقيق؛ لكن قيل إنه توفي قبل الميلاد بقليل».

أما الباحث "أيهم حمدوش" فيقول عنه: «قصة وصول "سيروس" إلى "روما " تقول فيها كتب التاريخ أنه وصلها عبداً أسيراً، لكن بفطنته وحكمته استطاع الحصول على حريته والخلاص من العبودية والعمل في إطار الفكر والفلسفة، حتى أنه نال وساماً من قيصر "روما" لإنجازاته الفكرية والثقافية».