ألهمته البيئة الصحراوية التي نشأ وترعرع فيها في قلب البادية السورية وحرضته على الإبداع فحمل معه إلى بلاد الاغتراب أجمل الذكريات عن تلك البيئة الجميلة لينعكس ذلك على لوحاته الفنية التي أنجزها بأسلوب فني تشكيلي تجريدي بسيط، مستخدماً خطاً انسيابياً واضحاً وألواناً ترابية مميزة.

إنه الفنان التشكيلي المغترب "ميخائيل مطانس الراهب" المعروف بالأستاذ "ميشيل" والمقيم حالياً في كندا، التقيناه في موقع eHoms فكان الحوار التالي:

أنا من مواليد مدينة "حمص" وبحكم عمل الوالد في الشركة السورية لنقل النفط "المحطة الثالثة T3" الواقعة شرقي مدينة "تدمر" انتقلنا مع الأسرة للعيش هناك وكنت حينها طفلاً صغيراً، أستطيع القول إنني عشت أجمل ذكرياتي في طبيعة صحراوية رائعة هادئة، كان لها الأثر البالغ على فني وعلى ألوان لوحاتي فيما بعد

  • أستاذ "ميشيل" كيف كانت نشأتك الأولى وما مدى تأثير البيئة التي نشأت فيها على حياتك الفنية فيما بعد؟
  • إحدى لوحات الفنان "الراهب" بعنوان "موسيقا الصباح"

    ** «أنا من مواليد مدينة "حمص" وبحكم عمل الوالد في الشركة السورية لنقل النفط "المحطة الثالثة T3" الواقعة شرقي مدينة "تدمر" انتقلنا مع الأسرة للعيش هناك وكنت حينها طفلاً صغيراً، أستطيع القول إنني عشت أجمل ذكرياتي في طبيعة صحراوية رائعة هادئة، كان لها الأثر البالغ على فني وعلى ألوان لوحاتي فيما بعد».

  • متى نشأت وتبلورت لديك الموهبة الفنية التشكيلية، ومن كان له الدور الأكبر في تشجيعك للسير في هذا الطريق؟
  • من لوحاته

    ** «اكتشفت أو بالأحرى اكتشف أساتذتي في المدرسة هذه الموهبة منذ صغري، ربما في الثامنة من عمري، وحين جاء إلينا فنانون مرموقون لتدريس مادة الرسم أمثال الفنان المعروف "فيصل عجمي" والفنان "عبد الظاهر مراد" كان ذلك بالنسبة لي دافع إضافي لتنميه هذه الموهبة الفنية، حيث إنك تتعلم من هؤلاء الفنانين الكثير والكثير، وهم أصلاً جديرون بتعليم الرسم وتقييم المواهب».

  • ما قصة اغترابك عن سورية وما أبرز الأسباب التي دعتك إلى الهجرة؟
  • إحدى لوحاته بعنوان "حفلة"

    ** الاغتراب تم منذ زمن حيث سافرت إلى المملكة العربية السعودية للعمل، وكان هذا العمل لا يبتعد كثيراً عن مجال الفن، لكونه في مجال الإعلان والتصميم، كما أنني أجيد بفضل الله بعض أنواع الخط العربي، إضافة إلى العمل هناك في مجال الفن والديكور.

  • كيف انتقلت إلى كندا وتابعت عملك الفني التشكيلي، وما أبرز الأنشطة والمعارض التي شاركت فيها؟
  • ** «بعد فترة إقامة لا بأس بها في السعودية سافرت مع أسرتي إلى كندا حيث أقيم فيها إلى اليوم، وتفرغت للعمل الفني بشكل أكبر، حيث أصبح لدي مرسمي الخاص، وكان لي معارض كثيرة منها فردي ومنها جماعي والحمد لله كلها كانت ناجحة.

    وأصبح لدي اسم في المدينة التي أقيم فيها في كندا وهي مدينة "لندن" في مقاطعة "أونتاريو"، وعرضت عدداً من لوحاتي في متحف المدينة ومازالت إلى اليوم، أما مشاركاتي في المعارض الجماعية والفردية خارج مقاطعه "أونتاريو" كانت في مدينة "مونتريال" الكندية، وفي ولاية "ميشيغن" في الولايات المتحدة الأميركية.

    وكان لي لقاءات متعددة مع التلفزيون والصحف والراديو في كندا، كما أصبح لدي زبائن خاصين يقتنون لوحاتي بشكل سنوي ومستمر تقريباً، وهذا يسعدني ويسعد كل فنان بأن يرى من يقتني أعماله بحب وبحس فني، وأقول "زبائن خاصين" لأن أسلوبي الفني قد لا يروق للكثيرين، وبرأيي أسلوب أي فنان أيضا ليس بالضرورة لكل الناس، بل دائماً هناك من يستسيغه وهناك من لا يروق له».

  • ما الأسلوب الذي يميز أعمالك الفنية والخط الفني الذي تسير عليه؟
  • ** «أسلوبي كما يقولون يعتمد على التجريد البسيط والخط الواضح الانسيابي والألوان التي دائماً يقولون لي عنها بأنها ترابية صحراوية.

    وهذا يسعدني لأنني بالفعل أحمل أجمل الذكريات عن المنطقة التي ترعرعت فيها في سورية الحبيبة، والتي لطالما تحدثت عنها لكل زملائي الفنانين، منهم الكنديون والهولنديون والإسبانيون وغيرهم.

    أضف إلى أن امتلاكي بعض الخبرة المتواضعة في مجال الحاسب والإنترنت جعلني أقوم بتصميم وإنشاء موقعي الخاص على شبكة الإنترنت وعنوانه: (www.artraheb.com) نشرت فيه الكثير من المعلومات عن عروضي ونشاطاتي الفنية، بالإضافة إلى عرض أعمالي الفنية».

  • كيف تتواصل مع وطنك الأم سورية، وكيف ترى تطور المستوى الفني فيها؟
  • ** «التواصل مع وطني سورية لم ينقطع، فسورية ليست في القلب بل هي القلب، والتواصل قد يكون من طرف واحد حالياً من خلال متابعتي للقناة الفضائية السورية، والمواقع السورية الإلكترونية مثل موقعكم المتميز، حيث نتابع أخبار الوطن، والنشاطات الفنية والثقافية التي تقام فيه.

    وبالمناسبة لدينا في سورية فنانون مرموقون وهم يستحقون العالمية، وفي هذا المجال شاهدنا في الفترة الأخيرة ظاهرة تبشر بالخير من خلال الخروج إلى أسواق الخليج العربي وبعض دول العالم، لكن برأيي مازال الفنان السوري مبدعاً في صومعته، وهو بحاجه أكثر للدعم في تنظيم المعارض والدعاية والإعلان».

  • ماذا عن الأفكار والمشاريع المقبلة، وأبرز الطموحات والأحلام التي تسعى إلى تحقيقها؟
  • ** «أفكر حالياً بإقامة معرض لبعض لوحاتي في وطني سورية، لكن لا أدري متى؟ وسيأتي هذا اليوم بتوفيق من الله، وأفضله في "حمص" مدينتي الرائعه التي هي في القلب دائماً.

    وهناك فكرة مازالت قيد الدراسة لإقامة معرض في دوله قطر، أو المشاركة في معرض هناك. ويبقى طموحي مثل طموح أي فنان يتمنى أن ينشر فنه في بلده أولاً ثم في كل العالم».