هو أحد شوارع مدينة "حمص" الذي ما زال محفراً بشكل كامل منذ عامين تقريباً وقد كثرت الأقاويل حوله وأصبح سكان المنازل المجاورة له والسائقين الذين كانوا يعبرونه يحلمون أن تنتهي أعمال إصلاحه ليعود كما كان عليه..إنه "شارع الوحدة" الملاصق لجامعة البعث والذي يربط عدة مناطق كبيرة في "حمص" مع "طريق حمص دمشق".

السيد "أحمد الكردي" أحد سكان "شارع الوحدة" حدثنا عن حالة الشارع خلال الفترة الماضية فقال: «شارعنا الآن عبارة عن ورشة كبيرة وهو مليء بالعمال والآليات المتنوعة وهو واقف عن الخدمة منذ شهر تموز العام /2009/ والحقيقة نحن مستغربون جداً لبقاء وضع الشارع على حاله لأنه كان من المتوقع إنهاء الأعمال في الأشهر الماضية ولكن كل شيء بقي على حاله الغبار في كل مكان ونحن نعاني من هذا الواقع الذي أصبح مشكلة لكل سكان الشارع فنحن نجد صعوبة في المجيء إلى البيت والخروج منه إضافة للضجة المستمرة التي تحدثها الآليات، نأمل أن تنتهي هذه الأشغال بنجاح ليعود الوضع كما كان عليه سابقاً..».

خلال توقف عملية تأهيل "شارع الوحدة" تساءل العديد من المواطنين عن أسباب التأخير واعتقدوا أننا تكبدنا خسائر جمة، ولكن حجم الخسائر الفعلي لا يتعدى المليون ليرة سورية، و كان هدف كل هذه التعديلات هو الوصول إلى سوية فنية مطابقة لأحدث المعايير الدولية

المهندس "حيدر النقري" مدير الأشغال في "مجلس مدينة حمص" حدثنا أولاً عن واقع الشارع الحالي بالقول: «"شارع الوحدة" هو من الشوارع البالغة الأهمية في "حمص" البالغ طوله /760/ متراً وهو يربط عدة مناطق حيوية ذات ضغط مروري بطريق حمص دمشق، وأعمال الإصلاح ما تزال قائمة منذ شهر تموز من عام /2009/ فهو شارع قديم لم تجر فيه أية إصلاحات منذ /40/ عاماً.

المهندس "حيدر النقري"

وقد بدأ "مجلس مدينة حمص" بإنشاء "نفق شارع الوحدة" بالتعاون مع "جامعة البعث" في شهر تموز /2009 وبعد الانتهاء منه في الموعد المحدد قرر "مجلس مدينة حمص" البدء بتأهيل العقدة الطرقية على دوار "شارع البرازيل" بكلفة /68/ مليون ليرة سورية فكان لابد من تأهيل "شارع الوحدة" حتى ينسجم مع التغييرات الجديدة التي طرأت على العقدة الطرقية..».

وعن الأعمال التي بدأت في "شارع الوحدة" قال: «بعد إجراء الدراسة على "شارع الوحدة" التي وضعها "مجلس مدينة حمص" ودققها مهندسون في "جامعة البعث" في حزيران من عام /2010/ بدأ العمل بتأهيل الشارع في بداية تموز /2010/ بكلفة /30/مليون ليرة سورية، لأن "شارع الوحدة" لم يكن مستوفياً للشروط المرورية والفنية الحديثة، والدراسة الحالية أخذت بعين الاعتبار كافة النواحي المرورية والفنية الحديثة ذات النظام العالمي، وأثناء تنفيذ الدراسة تبين وجود بعض المشاكل الفنية التي لم نكتشفها أثناء وضع الدراسة.

الأعمال في "شارع الوحدة"

أهم هذه المشاكل عدم مطابقة سماكة طبقة تأسيس الشارع للمواصفات الهندسية المتبعة حالياً، لأن هذه الطبقة التأسيسية أنشئت منذ أكثر من /40/ عاماً وفق المواصفات الفرنسية القديمة التي كانت تنفذ في كافة شوارع "حمص".

وقد وجدنا عند قيامنا بأعمال الحفر أن هذه الطبقة مؤلفة من أحجار بازلتية مرصوفة وفوقها طبقة من الحجارة لا تتجاوز سماكتها /30/ سم والمواصفات الحديثة تتطلب وجود طبقة تأسيسية تبلغ سماكتها قرابة /90/ سم وهذه المواصفات الحديثة لم تكن مدرجة بالعقد الذي تمت بموجبه أعمال تأهيل "شارع الوحدة" مما استدعى تشكيل لجنة لتقييم وضع الشارع من قبل "مجلس مدينة حمص" وتعديل العقد مما سبب توقف الأعمال لفترة قصيرة من الزمن وهذا لم يكن متوقعاً..وبعد تعديل العقد وتعديل خطة الإصلاح عادت الأعمال حسب المواصفات الجديدة ومن المتوقع أن يصبح "شارع الوحدة" جاهزاً في 1/1/2011».

إعادة تأهيل العقدة الطرقية

وأضاف: «خلال توقف عملية تأهيل "شارع الوحدة" تساءل العديد من المواطنين عن أسباب التأخير واعتقدوا أننا تكبدنا خسائر جمة، ولكن حجم الخسائر الفعلي لا يتعدى المليون ليرة سورية، و كان هدف كل هذه التعديلات هو الوصول إلى سوية فنية مطابقة لأحدث المعايير الدولية».

وعن "شارع الوحدة" الحديث قال: «"شارع الوحدة" سيكون بعد تأهيله من أحدث شوارع "حمص" فهو يحوي نفقاً لعبور المشاة إضافة إلى ممرات للمشاة وللمشاة ذوي الاحتياجات الخاصة وممرات للدراجات النارية، كما سيقام فيه عدد من الحدائق والأحواض الصغيرة إضافة إلى وجود نظام كهربائي للإنارة، وسيكون الشارع خالياً من الإشارات الضوئية لعدم تقاطعه مع شوارع أخرى».

وعن العقدة الطرقية و ربطها مع "شارع الوحدة" قال: «سيتزامن الانتهاء من الأعمال في "شارع الوحدة" مع الانتهاء من الأعمال في العقدة الطرقية التي ستربط "شارع البرازيل" و"طريق بابا عمرو" و"حي المحطة" وشوارع أخرى بدوار السيد الرئيس المؤدي إلى "طريق حمص دمشق" إضافة أن العقدة ستؤمن طريقاً جديدة ستؤدي إلى منطقة السكن الشبابي و "ضاحية الإسكان" مروراً بالشارع الذي يقع غرب "جامعة البعث" وهذا سيؤدي إلى حل العديد من المشاكل المرورية وسيسهم في تخفيف الضغط المروري على دوار السيد الرئيس».

وعن الأعمال المستقبلية التي سيقوم بها "مجلس مدينة حمص" قال: «يوجد في "حمص" العديد من الشوارع والطرقات القديمة التي تحتاج للإعادة تأهيل وإصلاح ونحن سنبدأ خلال عام /2011/ بتأهيل معظمها بحسب المواصفات الفنية المرورية الجديدة، وأهم هذه الطرقات المتحلقات والطرقات المؤدية إلى مركز المدينة وبعض أجزاء "شارع الكورنيش الشرقي" و "شارع دير بعلبة" و "ساحة باب هود" وهذه الأعمال ستتم بحسب الأولوية والأهمية.

فكل شارع أو طريق يعاد تأهيله بعد انتهاء عمره الافتراضي ونسبة استخدامه، وبحسب الدراسات الفنية الهندسية والإنشائية الجديدة لهذه الطرق يجب أن تشمل الإصلاحات أربعة جوانب:مرورية حدائقية مدنية وكهربائية بالإضافة إلى تأمين البنى التحتية الأخرى الضرورية لأي طريق أو شارع».