هي بلدة من بلدات "حمص" المنسية التي بدأت فيها منذ سنين قليلة المشاريع الاستثمارية، ولكن مازالت تحتاج لدعم كبير حتى تنهض من سباتها أسوة بباقي قرى "حمص" السياحية، إنها بلدة "خربة التين نور" التي تقع إلى جانب "طريق حمص- طرطوس" والتي تعبق بتاريخ طويل منسي قد يصل إلى أكثر من /1500/ سنة.

موقع eHoms زار البلدة وتجول في أغلب طرقاتها وكان لقاؤنا الأول مع أحد أبنائها "فادي أبو ثلجة" الذي حدثنا عن مصدر اسم البلدة وعن قسمها القديم فقال: «سميت البلدة باسم "خربة التين نور" لأنه كان في القسم القديم للبلدة تجمع كبير لأشجار التين ثم بنيت حولها البيوت الحجرية والطينية، وتتميز البلدة القديمة بالعدد الكبير من أشجار التين ولكن هذه الأشجار اقتلعت وبقي منها عدد من الشجيرات في أماكن متفرقة».

سميت البلدة باسم "خربة التين نور" لأنه كان في القسم القديم للبلدة تجمع كبير لأشجار التين ثم بنيت حولها البيوت الحجرية والطينية، وتتميز البلدة القديمة بالعدد الكبير من أشجار التين ولكن هذه الأشجار اقتلعت وبقي منها عدد من الشجيرات في أماكن متفرقة

وعن البلدة القديمة قال: «القسم القديم من البلدة يقع شمال القسم الحديث وهذا القسم هو القرية القديمة التي توسعت جنوباً لتشكل البلدة الجديدة وهو عبارة عن عدد من البيوت القديمة ذات الأحجار السوداء البازلتية ذات منشأ بركاني، ويقال كانت هناك "قلعة" تعود للعصر البيزنطي ولكن هذه القلعة أزيلت بشكل كامل وتاريخ إزالتها غير معروف وبقي من هذه القلعة عدد من الأحجار المنقوشة بأحرف ورموز يونانية وربما هناك آثار ما زالت مطمورة تحت التراب تنتظر من ينقب عنها.

رئيسة البلدية الآنسة "غادة عبد الكريم القاسم"

والشيء الثاني الذي يميز القسم القديم من البلدة هو "قصر الأفندي" وهو عبارة عن بيت كبير لم يتبق منه سوى الأطلال وهو معلم مهم من معالم بلدة "خربة التين نور" ولكن لا أحد يعرفه وهو منسي بشكل تام. ومن المعروف أن "طريق حمص- طرطوس" القديم كان يمر ببلدة "خربة التين نور" وكان عبارة عن طريق مرصوف بأحجار بازلتية يصل بين "حمص" و"طرطوس" ولكن هذا الطريق أزيل وبقي منه بعض الأمتار وخاصة بعد إنشاء الأتوستراد الحالي».

رئيسة البلدية الآنسة "غادة عبد الكريم القاسم" حدثتنا عن بلدتها فقالت: «بلدة "خربة التين نور" من بلدات "محافظة حمص" وتقع إلى الجهة الغربية، وتبعد عنها حوالي /17/ كم وتقع على يمين "طريق حمص- طرطوس" وهي لم تحظ بمشاريع استثمارية سياحية سابقاً رغم قدمها تاريخياً، فلقد كانت منذ أكثر من /100/ عام مركزاً للقرى المجاورة أيام الاحتلالين العثماني والفرنسي، ويبلغ عدد سكانها /4626/ نسمة لغاية عام /2010/، ومعظم سكانها يعملون في وظائف حكومية في "حمص" وتبلغ مساحة مخططها التنظيمي /163/ هكتارا..».

السيد "فادي أبو ثلجة"

وعن مرافقها قالت: «تقسم بلدة "خربة التين نور" إلى قسمين الأول قديم ويسمى البلدة القديمة، وقسم حديث نشأ بعد التوسع العمراني الذي بدأ منذ أكثر من /20/ عاماً، وفيها حالياً ثلاث مدارس ابتدائية إعدادية وثانوية وهناك مشروع لإقامة مدرسة خاصة، كما يوجد فيها مركز صحي يستفيد منه أهالي البلدة والقرى المجاورة، كما تضم مركزاً للهاتف ومبنى للبلدية ويوجد فيها مخفر أثري بني أيام الاحتلال الفرنسي وهو ذو طابع خاص يشبه القلعة الصغيرة».

وعن المشاريع الحديثة التي بدأت في بلدة "خربة التين نور" قالت: «في السابق كان عمل معظم الأهالي في الزراعة البعلية وكانت هي المورد الأساسي لهم إضافة إلى تربية المواشي كالأبقار والأغنام، ولكن تراجعت الزراعة كثيراً نظراً لقلة المياه وعدم صلاحية الأرض وكثرة الصخور البازلتية في الأراضي، لذلك اتجه معظم الأهالي إلى العمل في "مدينة حمص" ولكن خلال السنوات القليلة الماضية بدأت في البلدة عدة مشاريع استثمارية لعبت دوراً في تحسين واقع البلدة بشكل نسبي، ومن هذه المشاريع إنشاء معمل لتعبئة وتغليف المحارم كما أقيم مركز للطاقة الشمسية، والآن هناك مشاريع لإنشاء روضات للأطفال ومدارس خاصة، وهذا ما أدى إلى توجه العديد من سكان "مدينة حمص" لشراء الأراضي في بلدة "خربة التين نور" ومنهم من قرر العيش هنا نظراً لرخص الأراضي مقارنة بالمدينة ولقرب البلدة من المدينة.. وأظن أن قرية "خربة التين نور" ستكون بعد سنوات قليلة إحدى ضواحي "مدينة حمص"».

من طرقات "خربة التين نور"