«أخت السهل نامت على كتف الجبل، عشقت ولما تم الزواج ولدت لرأس العين». هذا أحد مقاطع الشعر الذي قيل بقرية "مريمين" التي تبعد حوالي/30/ كم الى الغرب من "حمص" وكانت تتبع لمحافظة "حماة" وتبعد عنها حوالي /50/كم لكن منتصف عام /2008/ أصبحت ضمن الحدود الإدراية لمحافظة "حمص" وتقع على طريق "مصياف".

وتعتبر "مريمين" من أقدم القرى السورية يدل على ذلك آثارها الحجرية التي يعود عهد بنائها إلى أواسط الألف السابع قبل الميلاد حسب الباحث الأثري "رينيه دوسو"، الذي قدر بأن عهد بنائها يعود إلى ألفي سنة قبل الميلاد كما اعتبر المؤرخ "الخوري عيسى أسعد" في كتابه "تاريخ حمص" أن بناء الحمصيين القدماء لـ"مريمين" في موقعها المعروف يدل على حسن تخطيطهم لأنها من خير المعاقل لرد الغزاة من الغرب.

قريتنا جميلة جدا ومناخها وأرضها وناسها رائعون لكن لدينا بعض المشكلات منها مصبات المياه الآسنة والصرف الصحي ونقترح ربطها بشبكة إقليمية مع قرية "كفرلاها" المجاورة، وكذلك لدينا مشكلة المواصلات فمعظم الموظفين في القرية دوامهم في "حمص" وغالباً ما يتأخرون عن وظائفهم صباحا بسبب انتظار السائق لكي تمتلئ سيارته وكذلك المشكلة بالعودة من "حمص" إلى القرية. نقترح أن يخصص باص نقل عام صباحا ومساء لنقل الموظفين من "مريمين" وإليها إضافة لتحسين واقع الطرقات في القرية وتحسين الجسر الواصل بين قريتنا وقرية "قصرايا" كما لدينا مشكلة الدوامين في المدارس الابتدائية نتمنى حلها عن طريق بناء مدارس إضافية

ولكن عند زيارة مدونة وطن eSyria لهذه القرية تعرفنا على بعض المشكلات التي تعاني منها وقد التقينا في البداية أحد سكانها السيد "عيسى وسوف" ليحدثنا بشكل عام عن واقع الخدمات في القرية فقال: «قريتنا جميلة جدا ومناخها وأرضها وناسها رائعون لكن لدينا بعض المشكلات منها مصبات المياه الآسنة والصرف الصحي ونقترح ربطها بشبكة إقليمية مع قرية "كفرلاها" المجاورة، وكذلك لدينا مشكلة المواصلات فمعظم الموظفين في القرية دوامهم في "حمص" وغالباً ما يتأخرون عن وظائفهم صباحا بسبب انتظار السائق لكي تمتلئ سيارته وكذلك المشكلة بالعودة من "حمص" إلى القرية.

نابيع مريمين العذبة

نقترح أن يخصص باص نقل عام صباحا ومساء لنقل الموظفين من "مريمين" وإليها إضافة لتحسين واقع الطرقات في القرية وتحسين الجسر الواصل بين قريتنا وقرية "قصرايا" كما لدينا مشكلة الدوامين في المدارس الابتدائية نتمنى حلها عن طريق بناء مدارس إضافية».

كما التقينا المهندس "محسن زعنون" رئيس بلدية "مريمين" الذي تحدث قائلا عن "مريمين": «يقطن مريمين حوالي /7/ آلاف نسمة يعمل قسم كبير منهم بزراعة الزيتون والكرمة واللوزيات وفيها معمل بلاستيك وتشتهر "مريمين" بخضرة أراضيها وتنوع أزهارها، بشكل عام الخدمات في القرية جيدة من ناحية الماء والكهرباء والصحة، فيوجد في القرية مركز صحي جيد المستوى وبشأن مياه الصرف الصحي أنجز حوالي (85%) من الشبكة وسيتم إنجاز ما تبقى منها لاحقا ولكن مازلنا نعاني من مشكلة تبعيّة بعض الأمور لمحافظة "حماة" مثل الهاتف والقيود الشخصية لأهل القرية، وقد رفعنا بذلك عدداً من الكتب تخاطب الجهات المعنية كما رفعنا كتاباً لمديرية الثقافة بـ"حمص" لبناء مركز ثقافي في "مريمين" ما يشجع على إقامة الفعاليات الثقافية من ندوات فكرية وأمسيات شعرية وفنية ولكي تستطيع "مريمين" استضافة بعض من فعاليات مهرجان "القلعة والوادي" الذي نحاول أن نكون أحد المشاركين به».

من مدرسة مريمين الابتدائية

تشتهر "مريمين" بمياهها العذبة التي تتدفق من عدة ينابيع مثل (نبع الفوار وعين زعرورة وعين السمر) وأول ما يلفت انتباه الزائر لها هو روعة أراضيها وتنوع الورود والأزهار في بساتينها، ومن الناحية الأثرية والتاريخية عثُر في "مريمين" على بقايا كنائس والعديد من الأعمدة التي تحتوي على كتابات يونانية وعدد آخر من الُلقى الأثرية لعل أبرزها على الإطلاق لوحة الفسيفساء المعروضة في متحف "حماة" الوطني هذه اللوحة المُكتشفة في "مريمين" مطلع الستينيات من القرن الماضي والتي تعتبر من اللوحات النادرة، ذات الأبعاد ( 4.25× 5.37 م)، تمثل مشهداً موسيقياً والمشهد عبارة عن نساء من العصر اليوناني يعزفن على آلات موسيقية تعود لتلك الفترة.

وقد اقترح المهندس "زعنون" إنشاء متحف خاص لها في القرية لوضعها به إضافة للقى الأثرية الأخرى ما يجذب السياح ويعطي للقرية طابعها التاريخي كما اقترح وضع لوحة رمزية مماثلة لها في مدخل القرية تدل على "مريمين" وإرسال بعثات تنقيب للقرية لاكتشاف المزيد من الآثار التي يُعتقد وجود الكثير منها في القرية.

المهندس محسن زعنون