بدايته الشعرية كانت بدايةً بسيطةً إلا أنه لم يبدأها بالشعر فقط حيث كان لديه ولعٌ شديدٌ بالأدب العربيّ بكل نواحيه, فكان يقرأ الكثير من الروايات العالمية، كما بدأ يطور نفسه مع الوقت بقراءة الشعر الجاهلي.

إنه الشاعر "وسام المجذوب" الذي التقته مدونة وطن eSyria بتاريخ 15/5/2013 فتحدث عن أهم مراحل مسيرته الأدبية, وبدأ بالقول: « اشتريت كتاب "المعلقات" منذ كنت صغيرا وكنت أقرؤه بعد الانتهاء من دروسي, وفي الرابعة عشرة من عمري بدأت محاولاتي الأدبية بكتابة قصص قصيرة من وحي مخيلتي أو من الواقع الذي عشت فيه، وكنت أنال حينها الكثير من التشجيع عبر الأهل والأصدقاء ومن تسنَّى لي لقاؤهم من أساتذة اللغة العربية في "حمص", ثم مضت سنين الطفولة التي أمضيتها بالقراءة والاطلاع والمثابرة حتى وجدت نفسي قادراً على كتابة القصائد النثرية التي كانت معبراً لي دخلت عبره ميادين الشعر الموزون الذي تعلمته من خلال الممارسة، إلى أن أصبحت أصوغ الأوزان الشعرية سماعياً دون أي حاجةٍ للاستفادة من كتب بحور الشعر».

استطاع "وسام" أن يثبت نفسه بجدارة منذ الأمسية الأولى التي شارك فيها حتى أصبح بعدها وجهاً معروفاً بين طلاب "جامعة البعث" بل صار قلماً نفتخر بوجوده بين الطلبة

يرى "المجذوب" أن لمشاركة أي شاعرٍ في الأمسيات الشعرية التي يعرض عبرها إيداعاته أمام جمهور الشعر أهميةً كبيرةً في تنمية موهبته وتطويرها فتحدث عن مشاركاته قائلاً: «مهما نمت تجربة الشاعر فإنه يظل بحاجة إلى من يربت له على كتف قلمه، وهذا ما جعلني حريصاً على تسجيل حضوري في أمسيات "جامعة البعث" الأدبية، التي شكلت الحافز الأكبر لي للاستمرار في كتابة الشعر وهذا ما جعلني حريصاً على تسجيل حضوري في مختلف الأمسيات الشعرية منذ المرحلة الثانوية في مسرح ثانوية "خالد ابن الوليد", التي درست فيها ومثلتها على مستوى مدينتي "حمص" في المهرجانات الأدبية».

الشاعر "وسام المجذوب" في إحدى أمسياته

وأضاف: «أقمت وشاركت في عدد لا بأس به من الأمسيات الشعرية الجامعية, وكان لمنتدى "آرتين" الطلابي الفضل الكبير في إتاحة الفرصة لي لكي يتعرف الناس على كتاباتي عبر أمسياته الكثيرة التي أقامها في مدرجات "جامعة البعث" وجميعها كانت بإعداد زميلي الأستاذ "ثائر الطحلي", ثم شاركت في أمسيات أقامها المركز الثقافي في "حمص" أبرزها أمسيةٌ أقمتها مع عدد من الشعراء والموسيقيين».

يعتبر "وسام" من أبرز مؤسسي فرقة "وشاء الهوى" الإبداعية التي أقامت العديد من المهرجانات الفنية الأدبية في مدينة "حمص" وعن هذه التجربة قال: «تعتبر تجربة تشكيل الفرقة من أهم تجارب حياتي الأدبية حيث قمت ومجموعة من الزملاء والأصدقاء من خيرة الشعراء والموسيقيين الشباب, بالاتحاد معاً لإقامة مجموعةٍ من الفعاليات التي تجمع بين طابعي الأدب والفن, وعلى رأسهم الشاعر "أغيد الشواف" والصديق "عدنان حاج برهان" فلاقت أمسياتنا ونشاطاتنا المختلفة نجاحات باهرة بشهادة جميع المتابعين كما تمت استضافتنا على إثر أمسياتنا التي أقمناها في "جامعة البعث" والمركز الثقافي بعدد من وسائل الإعلام مثل إذاعة "البيضاء" الحمصية».

الشاعر "وسام المجذوب"

يرى "وسام المجذوب" أنه لا يصحُّ لأي شاعرٍ أن يكون مقلِّداً أو مصطنعاً لأفكار غيره من الشعراء كما أن التأثر بالشعراء يجب أن يبقى ضمن حدِّه الطبيعي, وهذا ما لا يعتبر عيباً كما يقول، لكن "المجذوب" لا ينكر وجود شعراء يقتدي بهم ويعتبرهم مثله الأعلى شعرياً وعن ذلك قال: «كان لكثير من الشعراء أثر في نفسي وفي شعري أيضاً, فمن المعاصرين لا أجد أجمل وأروع من إبداع الشاعر "محمود درويش"، فمكنونات شعره لا يمكن وصفها بسهولة, وكذلك هو الرائع "تميم البرغوثي" و"سعاد الصباح" و"حسن بعيتي" وغيرهم من عمالقة الشعر. ومن الشعراء القدامى "امرؤ القيس والفرزدق وابن الفارض وبشار بن برد، وهم ثلاثي أعشق قراءة أشعارهم ولهم فضل كبير في تلقيح بذار شعري».

تعتبر القوة الإلقائية التي يتمتع بها "وسام" من أهم ميزاته التي جعلته يحقق لنفسه محبين ومتابعين كثر لأشعاره, فعن هذا تكلم: «إنها موهبة حباني الله إياها لتضفي على شعري رونقاً وحيوية, فأنا وبكل صراحة لا أعتبر شعري بتلك القوة الكافية إلا أن ما ينقص شعري من قوة مطلوبة أستعيض عنه بقوة إلقائي ورخامة صوتي, وكثيرٌ ممن أعرفهم شدهم صوتي وأسلوب إلقائي قبل كلمات شعري, ولا شك أن ذلك كله ساعدني على تكوين شخصية مميزة لنفسي أمام الآخرين».

الشاعر "وسام المجوب"

وأضاف: «دراستي للغة الإنكليزية أضافت لي ميزة إبداعيةَّ تجلّت في تأسيسي لتجربة شعرية أخرى عبر الكتابة باللغة الإنكليزية حيث كانت لي معها عدة محاولات شعرية ناجحة, كما أن دراستي للغة الانكليزية أضفت على شعري الذي أكتبه بالعربية أفكاراً غربية كنت قد حصلت عليها خلال دراستي للروايات الأجنبية وتشربي لأفكار الحضارات الأخرى».

لـ"وسام" طقوسه الخاصة في كتابة الشعر إذ تعوَّد على تأليف الشعر في الجوِّ المتقلب، الذي اعتبره أبرز السمات التي جعلته يعشق "حمص"، حيث تحدث عن علاقته بها قائلا: «لا أتوقع أنه يوجد شاعر في العالم لا يرغب في اختبار جو هذه المدينة وكتابة بعض القصائد فيها, فجوها المتغير الذي يكرهه أو لا يفضله بعض الناس يساعدني على كتابة النوع الذي أميل إليه من القصائد».

ربط "المجذوب" بين شعره الذي يغلب عليه الطابع الوطني وبين معشوقته "حمص": «أحب وأميل إلى كتابة الشعر الوطني والقومي, وأجد في جوِّ حمص تقلبات ثائرة وغريبة تحرك ما بداخلي من مشاعر وتفتح لي آفاقاً تكون مغلقة في معظم الأحيان, أستمد من شوارعها أفكاراً طريفة وجميلة لا أجدها في بلدان الأرض قاطبةً».

أكد "وسام" وجود شعراء شباب في "حمص" يملكون مواهب كبيرة لا تحتاج إلا لمزيد من الدعم والاهتمام إذ عبر عن ذلك بقوله: «هنالك كثير من النجوم الشبابية التي تستحق منا الفخر بما تملكه من ذائقة أدبية مميزة كالصديق "أغيد الشواف" صاحب الطلة البهية والكلمة المؤثرة والظل الخفيف, وكذلك أيضا "إهاب السيد عمر" الشاعر الموهوب صاحب القلم البليغ والمعاني الجبارة و"سليمان الحسن" صاحب الأفكار الغريبة والممتعة والمبدع "عمر سليمان"».

الأستاذ "ثائر الطحلي" معد ومخرج أمسيات شعرية كان قد شارك "المجذوب" ببعضها قال عنه: «وسام شاعر يتميز بقدرته المبهرة في الإلقاء وجذب انتباه الحضور إليه بحيث يدفعهم للاستماع لكلماته بشغف مع معرفة كل معنى مزروع بين حروفه، كنت أحرص دائماً في الترتيب الإخراجي لظهور الشعراء على أن يكون "وسام" الأول كي يكون مركز ثقلٍ للأمسية, فهو المتميز بالقصائد الوطنية كتابة, ودمه الفلسطيني يتجسد على الورق بأروع القصائد الإنشائية».

وأضاف: «استطاع "وسام" أن يثبت نفسه بجدارة منذ الأمسية الأولى التي شارك فيها حتى أصبح بعدها وجهاً معروفاً بين طلاب "جامعة البعث" بل صار قلماً نفتخر بوجوده بين الطلبة».

الجدير بالذكر أن "وسام المجذوب" من مواليد حمص عام 1988م, ويحضر حالياً لرسالة الماجستير في الأدب الإنكليزي بجامعة البعث.