تفتقر معظم القرى لوجود منظومة نقل داخلي تساعد وتسهل على المسافرين والركاب التنقل وتخفف الأجور والتكلفة، ولتلك الأسباب بدأ العمل بتنفيذ أول خطوة لإيجاد هذه المنظومة للنقل ضمن قرى "وادي النضارة".

ولمعرفة المزيد عن ذلك التقت مدونة وطن eSyria بتاريخ 11/6/2013 الكاهن "بطرس حزوري" الذي تحدث عن السبب الأساسي وراء الفكرة: «نظراً لارتفاع الأسعار وغياب خدمات النقل العام أصبح العديد من الأشخاص عرضة لمعاناة كبيرة من غلاء الأسعار وعدم قدرتهم على مجاراتها في كثير من الأحيان، إضافة إلى بعد المسافات نوعاً ما بين القرى، ولا سيما تلك التي تمتلك نشاطات وفعاليات كبيرة أو مراكز عامة وطبية وتعليمية معروفة ومراكز رسمية وإدارية مثال على ذلك البعد بين قرية (مرمريتا والحواش)، وهي خط سير دائم بالنسبة للأهالي دفعنا ذلك إلى السعي من خلال "ابرشية عكار- مطرانية الوادي" للروم الأرثوذكس إلى جعل خدمات النقل بين القرى فكرة مطبقة على أرض الواقع».

الإقبال على باص النقل كان كبيراً جداً وذلك منذ اليوم الأول لعمله وهو أمر متوقع نتيجة لضيق الأوضاع المادية وصعوبة النقل بالنسبة للأهالي وإذا ما استمر ذلك فسيتم توسيع الفكرة على أكثر من باص

عدم وجود الأزمة الاقتصادية الخانقة سابقاً وعدم توافر الإمكانيات لتوفير آلية نقل أخرت تنفيذ الفكرة إلى هذا الوقت إضافة إلى الخوف من المغامرة التي أصبحت حقيقية ويضيف: «بدأنا بتشغيل باص واحد فقط مبدئياً وهو خاص بالمطرانية أيضاً وبانتظار تسيير غيره بعد ضمان نجاح الفكرة ينطلق على خط سير عدة قرى أولها وهي مركز الانطلاق قرية "المزينة" تليها "الحواش، عين العجوز، الناصرة، كفرا، مرمريتا، حب نمرة، أي على مسافة تتراوح بين 1 كم إلى 20 كم يعمل على مدار ثلاثة أيام في الأسبوع (الاثنين– الأربعاء- الجمعة) من التاسعة صباحاً من مركز انطلاقه ماراً بمواعيد ثابتة حسب مراكزه التي أصبحت معروفة بالنسبة للركاب ليصل في نهاية الجولة إلى ساحة الكنيسة في "حب نمرة" في العاشرة إلا ربع ثم يعود وينطلق الساعة العاشرة ماراً بنفس المحطات وصولاً إلى ساحة الكنيسة في الساعة الحادية عشرة، أما الفترة الثانية فتبدأ في الساعة الواحدة وتنتهي في الساعة الثالثة إلا ثلث».

الكاهن بطرس حزوري

يعمل باص النقل على توفير فرصة لأهالي المنطقة للوصول إلى مراكز الخدمات في ساعات الدوام الرسمية ويؤمن عودتهم كذلك وكل ما سبق بتعرفة رمزية جداً قيمتها خمس وعشرون ليرة سورية للذهاب وأخرى للإياب وهذا يوفر عليهم أضعاف هذا المبلغ وعن ذلك تحدثت السيدة "نهى دبوره" إحدى السيدات المتزوجات في قرية "المزينة": «بالنسبة للأهالي فإن فكرة النقل بين القرى بالغة الأهمية، خاصة في الوضع الحالي نتيجة غلاء الأسعار وارتفاع تكلفة النقل بين قرية وأخرى أضعاف ما كانت سابقاً، وهذا سهّل عليّ وعلى غيري زيارة الأقارب والأهل والوصول إلى مراكز الخدمات كالأسواق وعيادات الأطباء، وحتى البنوك أيضاً واعتقد أن الفكرة ناجحة جداً وأتمنى أن تستمر وليس في فصل الصيف فقط.

وقد وفّر باص النقل فرصة للعديد من الأطفال أيضاً لزيارة مجموعة من الفعاليات المقامة بين القرى مثل المدرسة الصيفية التي تتوزع ما بين قريتي "المزينة"، و"حب نمرة"».

السيد إياد نادرسائق الباص

يتوقف استمرار النقل وتشغيل الباص على إقبال الركاب وتقبلهم للفكرة وهذا ما تحدث عنه سائق الباص السيد "إياد نادر" بالقول: «الإقبال على باص النقل كان كبيراً جداً وذلك منذ اليوم الأول لعمله وهو أمر متوقع نتيجة لضيق الأوضاع المادية وصعوبة النقل بالنسبة للأهالي وإذا ما استمر ذلك فسيتم توسيع الفكرة على أكثر من باص».

الجدير بالذكر أن الحافلة تجربة برعاية "ابرشية عكار- مطرانية الوادي" للروم الارثوذكس.