إلى القرب من قرية "الزويتينة" الجبلية إحدى قرى "وادي النضارة" يتوضع نبع "الفوار" الذي سمي في زمن الرومان "السبتي"، ويتميز بطريقة فوران مياهه الغريبة إضافةً لجماليته وأهميته السياحية.

"مدونة وطن eSyria" زارت النبع بتاريخ 25/8/2013 والتقت السيد "جورج دبورة" أحد سكان المنطقة الذي تحدث عن المكان لكونه نقطة تجمع طبيعية للأهالي حيث قال: «توجد في المنطقة الكثير من الينابيع الصغيرة والكبيرة، إلا أن نبع "الفوار" يتميز بمياهه العذبة النقية التي تعتبر أقرب ما تكون إلى المياه المعدنية الصافية التي لها فوائد كبيرة، ويشكل النبع منهل شرب لسكان المنطقة ولكل المارين فيها بالإضافة إلى من يتقصد زيارته لأخذ كميات من مائه واستعمالها للشرب في منزله».

توجد في المنطقة الكثير من الينابيع الصغيرة والكبيرة، إلا أن نبع "الفوار" يتميز بمياهه العذبة النقية التي تعتبر أقرب ما تكون إلى المياه المعدنية الصافية التي لها فوائد كبيرة، ويشكل النبع منهل شرب لسكان المنطقة ولكل المارين فيها بالإضافة إلى من يتقصد زيارته لأخذ كميات من مائه واستعمالها للشرب في منزله

ويتابع: «تنبع المياه من الجبل وتسري بين الصخور باتجاه الوادي حيث تفور المياه كبحيرات تحت الأرض، وحسبما يقول سكان المنطقة القدمى فإن فوران النبع لا يحدث إلا في ثلاثة أيام فقط ومن بعدها يتوقف كلياً ولا تخرج منه قطرة واحدة، لهذا أصبح موقع النبع يستقطب الأهالي والزوار كأحد المعالم المميزة والأشياء الغريبة، على الرغم من أن الناس لم تعد تؤمن بالأسطورة إلا أن المكان طبع في ذاكرتهم شيء مميز، ونتيجة لتلك الأسطورة اعتبر النبع قديماً مقصد الحجاج الذين لديهم أمراض معينة فكان بالقرب منه مزار يجلس فيه الناس ليصلوا ويطلبوا الشفاء، وعندما كنا صغاراً سمعنا بأن مياهه تشفي من بعض الأمراض الجلدية والهضمية».

المؤرخ الدكتور يوسف الشامي

وفي لقاء مع السيد "رينيه آغا" تحدث عن الأهمية السياحية التي أعطاها نبع "الفوار" للمنطقة حيث اتجه أصحاب المطاعم لافتتاحها بالقرب منه ويقول: «حالياً يتواجد بالقرب من النبع أكثر من منشأة سياحية من مطاعم وفنادق واستراحات صغيرة، حيث اعتمدت على الطبيعة الجميلة المحيطة بالنبع وخاصةً تدفق المياه العذبة ضمن الجبال وبين الصخور، وقبل وجود مثل هذه المظاهر السياحية كان أهالي المنطقة وما يحيطها يقصدون النبع للرحلات والنزهات في الأرض الطبيعية المحيطة به».

وعن الأهمية التاريخية لنبع "الفوار" يشير المؤرخ الدكتور "يوسف الشامي" إلى أنه كان يقع على طريق مهمة دفعت جميع المارين بالمنطقة والعابرين فيها للوقوف عنده، وعن اسمه يقول: «أطلق على النبع اسم "السبتي" على أيام الإمبراطور الروماني "تيتوس"، وإن تسميته جاءت من أن الماء لا يجري فيه إلا سبعة أيام فقط على حد اعتقادهم، أما الواقع فإن مياه هذا النبع تفور عدة مرات في السنة بأوقات غير محددة تبعاً للعوامل الجوية من ضغط ورياح، وأهمية النبع قديماً أتت من وقوعه على إحدى الطرقات الأكثر عبوراً في "سورية" وهي تربط مباشرة "طرابلس" عبر "ارطوسية" و"عرقة" وهي طرق الملوك سابقاً».

الشاب رينيه الأغا.

وحول جريان مياه النبع يضيف "الشامي": «تعود مياه "الفوار" إلى بحيراتها الأصلية في مغارة صغيرة على كتف "وادي العطشان" ولسيلانه آلية معينة حيث إنه قد يفور عدة مرات في اليوم الواحد وقد لا يفور في الشهر أكثر من مرة، ومدة جريان مياهه وغزارتها غير محدودة ولكن أحياناً تسيل بغزارة كبيرة تملأ النهر وتتأثر بالعوامل الجوية والرياح والضغط التي تؤثر على المياه داخل المغارة الكبيرة تحت الجبل من حيث ينبع الماء، ويعرف الناس عادة بدء فوران النبع من خلال الأصوات العالية التي يصدرها هدير المياه داخل تجويف الأرض».

صورة غوغل ارث.