مازال "جلد الخروف" المملوء بالصوف النظيف والكثيف يستخدم لأغراض التدفئة وكبديل من السجاد، ومع ذلك تحول في الوقت الراهن إلى نوع من الديكور والزينة في بعض البيوت..

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "نعمة جرجس" من قرية "وادي النضارة" بتاريخ 16 تشرين الثاني 2013؛ الذي يمتلك مزرعة خراف منذ ثلاثين عاماً، فتحدّث عن طريقة الحصول على هذه المادة وقال: «يسمي معظم الناس جلد الخروف بـ"الفروة" التي لها أنواع فإما تلك التي توضع على الأرض كالسجادة الصغيرة، أو تلك التي تصنع كعباءة وتدفئ الجسم، وتعدّ الأولى أكثر طلباً لأنها أسهل وأرخص ثمناً، ولكوني أمتلك مزرعة أغنام فإنني تعلمت كيفية صناعتها، لأن أغلب الذين يشترون الخراف لا يعرفون كيفية الحصول على "الفروة" ويستعينون بأحد المختصين لذبحها وسلخ الجلد المستخدم، كما أن بعضهم الآخر يقومون بشراء الخروف ومن ثم يطلبونه لحماً فقط ويتركون ما تبقى منه، ولكي لا ترمى هذه المادة المفيدة فإنني أصنعها وأتركها لمن يرغب بذلك».

اعتدت وجود "الفروات" في منزل أهلي بحكم استخدامها كنوع من أنواع "المدّات" الأرضية، وكانت متواجدة بكثرة في الأرياف، لأن الجميع كانوا يقدمون الأضاحي والنذور في الأعياد ومن ثم يبقون جلود الخراف بعد تنظيفها وإعدادها، كما أنها متواجدة في المضافات الخاصة بأهالي القرى، أما الآن فهي مستخدمة للزينة قرب المدفأة أو بالقرب من جهاز التلفاز للجلوس عليها كنوع من التغيير عن السجاد العادي، وقد ورثت بعض "الفروات" وزدت عليها ما فاض من نذور خاصة بالعائلة، ولكني لم أقم بشرائها خصيصاً وإنما بحكم المصادفة

وأشار إلى أن استخدام جلود الخروف درج في دور العبادة والمقامات الدينية حيث يقوم الكثيرون بنذر حيوانات الأغنام لهذه الدور حيث يوزع لحمها ويبقى الجلد هبة للدور، أما عن كيفية صناعتها فأضاف: «نأخذ "الفروة" ونغسلها جيداً بالماء المخلوط مع الكلور والصابون ويفرك جيداً بمشط يشبه الذي ينظف به السجاد وذلك لضمان تخلصه من الأتربة والأوساخ وحتى يعود لون الصوف ناصعاً، ثم يمشط ليرتب ويقلب على الأرض فوق قطعة نظيفة، ليرش بعدها بكمية كبيرة من الملح من جهة الجلد وليس على الصوف، ومن ثم نطوي جوانبها نحو الداخل حتى يبقى الجلد من الداخل ويترك فترة زمنية نحو عشرين يوماً ليغسل بعدها بالماء، وهنا تأتي المرحلة الأخيرة التي تكسب "الفروة" شكلها وتبدأ بشد جلد الخروف على إطار خشبي بواسطة ضوابط أو مسامير ويرش بخليط "الشبة والطحين" من جهة الجلد أيضاً، ويجفف تحت أشعة الشمس جيداً، ثم نفركها لتمليسها جيداً إما بحجر خاص أو بأداة تشبه "المحفاف" ونقوم بعدها بقص الحواف الزائدة أو خياطتها حسب الطلب».

السيد نبيه غزالة

يفضل بعض الأشخاص الاحتفاظ بـ"الفروة" للديكور وتزيين بيوتهم والحصول على الدفء، وهذا ما يقوم به السيد "نبيه غزالة" ويقول: «اعتدت وجود "الفروات" في منزل أهلي بحكم استخدامها كنوع من أنواع "المدّات" الأرضية، وكانت متواجدة بكثرة في الأرياف، لأن الجميع كانوا يقدمون الأضاحي والنذور في الأعياد ومن ثم يبقون جلود الخراف بعد تنظيفها وإعدادها، كما أنها متواجدة في المضافات الخاصة بأهالي القرى، أما الآن فهي مستخدمة للزينة قرب المدفأة أو بالقرب من جهاز التلفاز للجلوس عليها كنوع من التغيير عن السجاد العادي، وقد ورثت بعض "الفروات" وزدت عليها ما فاض من نذور خاصة بالعائلة، ولكني لم أقم بشرائها خصيصاً وإنما بحكم المصادفة».

الجلد على الإطار الخشبي
مجموعة من الخراف