أبدعت كعالمة في مجال فيزياء الفضاء بأفكارها المميزة، ولعبت دوراً مهماً في إنجازات وكالة "ناسا" باجتهادها وإصرارها على النجاح، وصلت إلى مرتبة أستاذة في فيزياء الفضاء بجامعة "ويلز" في "بريطانيا".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 آب 2015، "جانيت العبد" ابنة مدينة "حمص" وتحديداً الحي الذي نشأت فيه العالمة "شاديا الحبال" في منطقة "طريق الشام"، "جانيت" المهتمة بأخبار المغتربين في أنحاء العالم عبر الإنترنت والكتب، تقول: «تعدّ "شاديا حبال" أول امرأة عربية تطوف حول الشمس نظرياً، بسبب تجاربها العديدة في مجال الفضاء، حيث لعبت دوراً رئيساً في الإعداد لرحلة المسبار الشمسي لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، وهو أول مركبة فضائية تدور فعلياً داخل الهالة الشمسية، كما ترأست العديد من الفرق العلمية لرصد كسوف الشمس حول العالم، ومنها منطقة الجزيرة في "سورية"، وتقدمت بحوالي 60 ورقة بحث لمجلات التحكيم العلمية، كما شاركت بثلاثين بحثاً آخر في المؤتمرات العلمية».

لقد عانيت من الوحدة كثيراً، فنسبة وجود النساء في مجال الفيزياء لا تزيد على 20%، وعلى الرغم من كل ذلك ينبغي للمرأة المثابرة وأن تثق بقدراتها، وإذا ما أرادت المرأة العاملة أن تكون، ينبغي عليها التضحية، فأنا كنت شديدة الحرص على تنظيم وقتي باستمرار حتى لا أقصر تجاه أولادي، وعلى الرغم من كل أعبائي فقد كنت أتابع دروسهم خطوة خطوة

لا يغفل أيضاً عن حياة العلماء جانبهم الاجتماعي والإنساني خصوصاً من كلام الناس المحليين، وتضيف "جانيت": «ينظر إلى هجرة العالمة "شاديا حبال" في مدينتنا كقدوة لجميع النساء، ممن لديهنّ موهبة علمية أو فنية أو أدبية وغيرها، وما يشجع على ذلك هو قيادة هذه العالمة حركة أكاديمية لنساء العلم عرفت باسم "النساء المغامرات"، فمجتمعنا عرف عبر قرون بولادة الإبداع، خصوصاً من جانب دور المرأة السورية، لكن من جهة أخرى، نتمنى لو أن "حبال" وغيرها، لقيوا دعماً محلياً في المقابل للاستفادة منهم».

جانيت العبيد

وفي لقاء "خضر العيسى" مدرّس مختص في مادة الفيزياء، عبر عشرين عاماً في مدارس "حمص" يقول: «اجتهدت "شاديا حبال" كثيراً حتى وصلت إلى هذه المرحلة، وقدمت أشياء عديدة، وأثبتت لنا كمختصين الكثير من المفاهيم التي كانت غامضة نسبياً، وأظهرتها لنا حيث كنا بأمس الحاجة إلى هذه المعلومات المتعلقة بفيزياء الفضاء والشمس تحديداً.

هي وأمثالها نجحوا بتمثيلنا في بلاد المغترب، ونحن نقف إجلالاً واحتراماً لهم لأن سيرتهم الذاتية هادفة للعلم أكثر من أي شيء آخر».

العالمة شاديا حبال أثناء العمل

المهندس "فادي برشم" خريج جامعة "البعث" يتحدث عن معرفته بإنجازاتها وما استطاع الاستفادة منها بالقول: «من خلال دراستي في مجال الهندسة، أفضل الاطلاع على كل شي يتعلق بالتطور والتكنولوجيا، فقرأت عدة إنجازات قدمتها العالمة السورية "شاديا حبّال"، ولفتتني رؤيتها الجديدة للشمس، وتشبيهها الرياح الشمسية التي تشد الكرة الأرضية بملاءة جبارة تحمي الحياة من الأشعة الكونية المهلكة، وتركزت أبحاثها على استكشاف مصدر الرياح الشمسية، والتوفيق بين الدراسات النظرية ومجموعة واسعة من عمليات المراقبة التي أجرتها المركبات الفضائية وأجهزة الرصد الأرضية».

أما "ملاذ شرفلي" طالب سنة أخيرة في كلية العلوم بجامعة "البعث" - قسم الفيزياء، فيقول: «العالمة "شادية حبال" قدوة لأي شخص يدرس الفيزياء ويختص بها سواء أثناء الجامعة أم في المستقبل، والإنجازات التي توصلت إليها في مجال فيزياء الفضاء، هي نوع متطور في دراستنا، والأمل موجود للسير على دربها، خاصةً أنها حاصلة على درجة البكالوريوس من "سورية".

المدرس خضر العيسى

أبحاثها العلمية ناجحة، حيث كثرت الأقاويل والخلافات عليها، فمنهم من سخر منها، وآخرون أيدوا أفكارها، حتى أثبتت لهم ذلك، فهي تحمل أفكاراً إبداعية».

وفي لقاء للعالمة السورية "شاديا حبال" مع إحدى وسائل الإعلام عن حياتها قالت: «لقد عانيت من الوحدة كثيراً، فنسبة وجود النساء في مجال الفيزياء لا تزيد على 20%، وعلى الرغم من كل ذلك ينبغي للمرأة المثابرة وأن تثق بقدراتها، وإذا ما أرادت المرأة العاملة أن تكون، ينبغي عليها التضحية، فأنا كنت شديدة الحرص على تنظيم وقتي باستمرار حتى لا أقصر تجاه أولادي، وعلى الرغم من كل أعبائي فقد كنت أتابع دروسهم خطوة خطوة».

الدكتورة "شاديا حبال" عضو في العديد من الجمعيات مثل: "الجمعية الفلكية الأميركية"، "الجمعية الأميركية للفيزياء الأرضية"، "جمعية الفيزيائيين الأميركيين"، "جمعية النساء العالمات"، "الجمعية الأوروبية للفيزياء الأرضية"، و"الاتحاد الدولي للفلكيين"، وتتمتع بدرجة "الزمالة" في الجمعية الملكية للفلكيين.

يذكر أن العالمة "شاديا حبال" ولدت عام 1948، تلقت تعليمها في مدارس مدينة "حمص"، ونالت درجة البكالوريوس في علوم الفيزياء والرياضيات جامعة "دمشق"، ثم حصلت على درجة الماجستير في الفيزياء من الجامعة الأميركية بـ"بيروت"، لتسافر عام 1973 إلى "أوهايو" الأميركية وتحصل على الدكتوراه من جامعة "سينسناتي" الأميركية عام 1977، عملت عاماً واحداً في المركز الوطني للأبحاث الجوية في "بولدر"، لتصبح بعدها أستاذة كرسي في فيزياء الفضاء بجامعة "ويلز" في "بريطانيا".