نالت المهندسة "غزل طهماز" درجة الدكتوراه تحت عنوان: "دراسة إمكانية إنتاج قماش غير منسوج مكون من ألياف نانوية بعملية الغزل الكهربائي وبرمجة هذه العملية"، بالاعتماد على مجمع قابل للدوران، وعلى تقنية الشبكات العصبونية الصناعية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع المهندسة "غزل طهماز" بتاريخ 5 آذار 2016، عبر موقع التواصل الاجتماعي؛ لتحدثنا عن رسالة الدكتوراه الخاصة بها، فقالت: «تناولت في رسالتي إمكانية إنتاج قماش غير منسوج ومكون من ألياف نانوية بعملية الغزل الكهربائي، وآلية برمجة العملية، حيث بدأت الفكرة عندما كنت طالبة سنة أولى ماجستير بحلقة بحث، وتابعت التعمق بهذا الموضوع، حيث صنعت جهاز غزل كهربائياً بسيطاً يعمل على إنتاج ألياف نانوية، وهي ألياف ذات قطر صغير جداً يقاس بالنانومتر، ويمكننا رؤية الألياف باستخدام المجهر الإلكتروني، ولأن اختصاصي بالدكتوراه برمجة عمليات نسيجية، أحببت الاستمرار والعمل في ذات المجال، واعتمدت جهاز الغزل الكهربائي، وجاءت الخطوة الأولى في تطوير عمل الجهاز عن طريق جعل وإتمام حدوث عملية الغزل الكهربائي ضمن حجرة مغلقة، مع إمكانية الضبط والتحكم في كل من درجة الحرارة ورطوبة الحجرة المغلقة عند القيم المرغوبة».

تكمن أهمية الدراسة باستخدام أحدث التقنيات البرمجية في الذكاء الصنعي والمتمثلة باستخدام الشبكات العصبونية الصناعية، وأيضاً فتح المجال للعمل ضمن التكنولوجيا النانوية، وكذلك فإن الجهاز ينتج أقمشة غير منسوجة مكونة من ألياف نانوية، حيث إن للأقمشة تطبيقات كثيرة واستعمالات عديدة، منها استخدامات في مجال الطاقة البديلة ومجال الفلترة، إضافة إلى المجال الطبي وغيره، والأهم كانت لدي الرغبة في رفع مستوى البحث العلمي داخل "سورية"، ومواكبة الدول المتطورة فكان هناك تحدٍّ كبير للانخراط في التكنولوجيا النانوية

وتتابع شرح الخطوات التي قامت بها لنجاح إنتاج القماش: «أضفت مجمعاً دواراً؛ وهو مجمع قابل للدوران وتترسب عليه الألياف النانوية مشكلة شبكة غير منسوجة، وعملية الغزل الكهربائي تعتمد استخدام جهد مرتفع جداً يقدر بالكيلو فولط، وفي الخطوة الثانية عملت على القيام بنمذجة للعملية، وهنا اعتمدت تقنية الشبكات العصبونية الصناعية، حيث أوجدت نموذجاً لشبكة عصبونية يتوافق مع عملية الغزل، ثم بدأت مرحلة البرمجة؛ أي كتابة البرنامج باستخدام لغة "الماتلاب"، وكان متوسط الخطأ النسبي بين القيم الناتجة عن البرنامج والقيم الحقيقية 77. 1% وهي نتيجة ممتازة. أما معامل الارتباط بين القيم الحقيقية والقيم الناتجة عن البرنامج، فتساوي 99. 0% وهو دليل على أن الارتباط كبير، فكلما كان قريباً من الواحد كانت الجودة أفضل، وقمت في الخطوة الثالثة بإجراء محاكاة لعملية الغزل الكهربائي باستخدام برنامج "Citect Scada" للاستفادة منه في المستقبل بأتمتة العملية، واعتمدت لغة "Ccode" في برمجة العناصر المعدة للمحاكاة».

لجنة الحكم

وعن الأهمية المتوقعة من هذه الدراسة، تضيف: «تكمن أهمية الدراسة باستخدام أحدث التقنيات البرمجية في الذكاء الصنعي والمتمثلة باستخدام الشبكات العصبونية الصناعية، وأيضاً فتح المجال للعمل ضمن التكنولوجيا النانوية، وكذلك فإن الجهاز ينتج أقمشة غير منسوجة مكونة من ألياف نانوية، حيث إن للأقمشة تطبيقات كثيرة واستعمالات عديدة، منها استخدامات في مجال الطاقة البديلة ومجال الفلترة، إضافة إلى المجال الطبي وغيره، والأهم كانت لدي الرغبة في رفع مستوى البحث العلمي داخل "سورية"، ومواكبة الدول المتطورة فكان هناك تحدٍّ كبير للانخراط في التكنولوجيا النانوية».

وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهتها تقول: «إحدى الصعوبات الأساسية التي اصطدمت بها، تمثلت بتأمين مزود ذي قدرة عالي الجهد بالكيلو فولط، الذي لم يكن متوفراً لدينا فاضطررنا إلى تصنيعه بأنفسنا والاستفادة من خبرات مهندسين بالتحكم الآلي، وأيضاً غلاء أسعار المعدات والتجهيزات اللازمة للعمل مع ثبات قيمة الميزانية المتاحة؛ الأمر الذي حدّ من التطوير كثيراً، لكن نتيجة الصدى الذي انتشر داخل الكلية عن هذا العمل؛ قام الدكتور "علي العبد الله" عميد كلية الهندسة الكيميائية والبترولية بإنشاء مخبر للألياف النانوية، وأبدى تعاوناً كبيراً في تأمين كل ما يلزم من دون حواجز».

جانب من الحضور في المناقشة

الدكتور "حسين بكر" مشرف رئيس وأستاذ باختصاص صناعات بلاستيكية، تحدث عن هذا البحث بالقول: «للبحث أهمية كبيرة لأنه يتناول التكنولوجيا النانوية التي لها فوائد عديدة في جميع مجالات الحياة، منها التطبيقات الصناعية كصناعة الفلاتر الدقيقة والتطبيقات الطبية كالأنسجة الخاصة والأعضاء الاصطناعية، وزراعة الأعضاء، وتطبيقات الطاقة البديلة كالخلايا الشمسية والضوئية، وصناعة بطاريات من ليثيوم لحفظ وادخار الطاقة، وكان للدراسة العديد من النتائج، أهمها: تصنيع جهاز محلي، واعتماد الخبرات الموجودة لدينا لتطويره، والحصول على أقمشة غير منسوجة ومعقمة مكونة من ألياف نانوية بطريقة الغزل الكهربائي؛ وهو ما يؤدي إلى مواكبة التقنيات الحديثة وتطور البحث العلمي في "سورية"، وأيضاً هناك إمكانية كبيرة في التطوير الدائم من خلال تغيير الجهد الكهربائي المطبق للجهاز».

الجدير بالذكر، أن المهندسة "غزل طهماز" من مواليد 1986، تخرجت في كلية الهندسة الكيميائية والبترولية في "جامعة البعث"، قسم هندسة الغزل والنسيج بتقدير جيد جداً، وحصلت على المرتبة الثانية في دفعتها، تابعت رسالة الماجستير بذات الاختصاص؛ هندسة النسيج ومعالجاته ؛وهي نواة للبحث ضمن التكنولوجيا النانوية، حصلت على درجة امتياز، ثم تم إيفادها داخلياً للحصول على درجة الدكتوراه باختصاص برمجة عمليات نسيجية لمدة سنتين، ونوقشت رسالتها أمام لجنة الحكم وتم منحها درجة الدكتوراه بتقدير جيد جداً.