تقع قرية "تنورين" في ريف "حمص" الغربي، وتمتاز بجمال مزارعها وبساتينها. تربية النحل واستخراج العسل، إضافة إلى الزيتون من أهم منتجاتها، والمعاصر القديمة و"عين داوود" مع دور العبادة أبرز معالمها.

زارت مدونة وطن "eSyria" قرية "تنورين" بتاريخ 1 حزيران 2017، والتقت مختار القرية "هلال حاماتي"، ليحدثنا حول القرية قائلاً: «تقع قرية "تنورين" في الريف الغربي لمحافظة "حمص" بمنطقة تدعى "وادي النضارة"، وتبعد عن مركز المحافظة نحو 65كم، وتعدّ مساحتها كبيرة نسبياً مقارنةً بالقرى المجاورة، ترتفع عن سطح البحر نحو 400 متر، وتتوسط "تنورين" مجموعة قرى، من الشمال الشرقي تحدّها قرية "حبنمرة"، ومن الشرق "جوار العفص" و"مرمريتا"، وغرباً "المتراس" و"مشتى عازار"، أما جنوباً، فتحدّها قرية "عين الراهب"، وعدد سكانها تقريباً 2400 نسمة، بعضهم يعيشون في القرية، وبعضهم الآخر في المدن، وخاصة "دمشق" و"حمص"، كما يوجد عدد جيد من المغتربين في الخارج».

يقال عنه بلغة قريتنا: "هون حط مياتو"؛ أي مياهه، وهنا دُفن، ويعدّ من المقامات المهمة في منطقتنا، ويأتي إليه الكثيرون من الزوار ليتباركوا به، والقائمون على المكان والمسؤولون عنه جمّلوه، والمميز أنه ملاصق تماماً لكنيسة "السيدة العذراء"؛ وهذا دليل قديم عن المحبة والقيم السائدة في القرية. أما عن "تنورين"، فكنا نقول مياهها وفيرة، وعسلها كثير نسبة إلى النهر الذي يجري فيها، وخلايا النحل الكثيرة

وعن سبب التسمية ومعنى اسم "تنورين"، تابع "حاماتي": «هناك فكرتان حول سبب اسم القرية "تنورين"، الأولى: اسم "تنورين" يعني الأرض الدافئة، وهذا أمر حقيقي؛ فدرجة الحرارة في القرية أعلى بقليل منها في بقية القرى المحيطة بها، وفي فصل الشتاء تعدّ دافئة نسبياً مقارنة ببقية القرى. أما الثانية، فهي كثرة أفران التنور فيها، وقديماً كانت كل عائلة تملك تنورها الخاص داخل المنزل، ومع الأيام والتقدم العمراني، بدأ العدد يتناقص تدريجياً حتى أصبح قليلاً وعبارة عن تراث تقليد قروي جميل».

عين داوود

وحول معالمها، يضيف "حاماتي": «يوجد فيها خمسة معالم مهمة تتميز بها، أولها عين المياه التي تدعى "عين داوود"، وهي مياه باطنية معدنية تم تحليلها في أحد المخابر، وكانت النتائج ممتازة للاستهلاك البشري، وفي هذا العام تبرعت بطركية الروم الأورثوذكس لتجميلها، فشيدت بناءً جميلاً، وأنشأت مجاري خاصة للمياه تذهب إلى الأراضي الزراعية المحيطة بها بطريقة أفضل من القديمة، والمعلم الثاني هو مقام الشيخ "العجمي"، وهو مقام مهم قامت الجمعيات المسؤولة عنه بإعادة بنائه بطريقة أفضل، وخاصة قبة المقام، أما المعلم الثالث، فهو كنيسة "السيدة العذراء" لطائفة الروم الأورثوذكس، وهي كنيسة قديمة تم بناؤها منذ عام 1890 ميلادي، وتعدّ من الكنائس القديمة في منطقة "وادي النضارة"، وفي 13 آب من كل عام تنظم فرقة الكشاف الموجودة في الكنيسة حفلاً خاصاً بعيد السيدة، يشارك فيه كل أهالي القرية.

المعلم الرابع هو كنيسة "السيدة العذراء" للروم الكاثوليك، أيضاً تم بناؤها عام 1920، وتقام عدة نشاطات سنوية فيها، مثل المخيمات والرحلات.

صورة من غوغل إيرث

والمعلم الأخير هو مقام أو تمثال للسيدة في القرية، تم بناؤه بمساعدة وتبرع بعض أهالي القرية، إضافة إلى هذا، توجد طاحونتان قديمتان على ضفة نهر "تنورين" أصبحتا الآن عبارة عن بقايا قديمة تحيطها الأشجار والنباتات العشبية».

وعن إنتاج القرية، قال المختار: «يعمل أهالي القرية في مجالين أساسيين، أولهما زراعة الزيتون، ففي "تنورين" نحو مئة ألف شجرة زيتون مثمرة، يقوم أهل القرية بقطافها ثم عصرها، حيث يوجد فيها ثلاث معاصر، واحدة حديثة تعتمد تكنولوجيا الطرد المركزي للعصر؛ وهو أسلوب حديث لعصر الزيتون واستخراج الزيت، ومعصرتان تعملان بالأسلوب القديم. المنتج الثاني الذي تنتجه القرية ويعتمد عليه عدد كبير من العائلات هو تربية النحل واستخراج العسل؛ إذ يوجد فيها نحو 2000 خلية نحل، ومنها ينتج الأهالي عسلاً طبيعياً، إضافة إلى ذلك، هناك بعض مزارع الحمضيات و"الحدائق"، ونعني هنا بكلمة "حدائق" المزارع التي تنتج الفاكهة الصيفية، مثل: المشمش، والدراق، والإجاص، وغيرها من ثمار فصل الصيف».

مشهد من القرية

"رسمية محمد" في العقد السابع من عمرها، من سكان القرية، قالت عن القرية ومقام الشيخ "العجمي": «يقال عنه بلغة قريتنا: "هون حط مياتو"؛ أي مياهه، وهنا دُفن، ويعدّ من المقامات المهمة في منطقتنا، ويأتي إليه الكثيرون من الزوار ليتباركوا به، والقائمون على المكان والمسؤولون عنه جمّلوه، والمميز أنه ملاصق تماماً لكنيسة "السيدة العذراء"؛ وهذا دليل قديم عن المحبة والقيم السائدة في القرية. أما عن "تنورين"، فكنا نقول مياهها وفيرة، وعسلها كثير نسبة إلى النهر الذي يجري فيها، وخلايا النحل الكثيرة».