مخرج سينمائي سوري في مقتبل العمر، دخل مجال الفن من السينما، أعماله على الرغم من قلّتها تركت بصمة واضحة ومؤثرة عند كل من شاهدها.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "أسامة داوود" بتاريخ 16 تشرين الأول 2018، فقال بداية: «كنت صغيراً، وكان والدي -رحمه الله- يردد علينا أنا وإخوتي ذات العبارة يومياً عند موعد النوم في الساعة 8.30: (انتهت السينما)، وعند سؤالي له حينئذٍ: لماذا لا يموت البطل في الأفلام؟ كانت له عبارة أخرى مكررة دائماً: (هيك بدو المخرج)، وهذه العبارات ترسخت في ذهني، وقررت أن أصبح عندما أكبر ذلك المخرج الذي يقرّر متى تنتهي السينما».

كنت صغيراً، وكان والدي -رحمه الله- يردد علينا أنا وإخوتي ذات العبارة يومياً عند موعد النوم في الساعة 8.30: (انتهت السينما)، وعند سؤالي له حينئذٍ: لماذا لا يموت البطل في الأفلام؟ كانت له عبارة أخرى مكررة دائماً: (هيك بدو المخرج)، وهذه العبارات ترسخت في ذهني، وقررت أن أصبح عندما أكبر ذلك المخرج الذي يقرّر متى تنتهي السينما

وعن بداية مشواره الفني قال: «سافرت إلى "لبنان" لعام 2011، للدراسة والعمل، لكن حلمي سافر معي، فدرست في أكاديمية العلوم السينمائية والمسرحية في "بيروت" إلى جانب عملي الخاص، وكانت مدة الدراسة في الأكاديمية 3 سنوات، وتخرّجت في عام 2014، وكان مشروع تخرجي فيلماً بعنوان: "الوريث"، ولديّ 8 أفلام قصيرة أحبها كلها، لكن فيلمي "غروب بلد" و"العشر دقائق الأخيرة" لهما مكانة خاصة عندي؛ لأن لهما خصوصية معينة تلامس مشاعري، وحتى كل شخص شاهدهما تأثر بهما؛ فهما يعكسان معاناة وطني "سورية" وكل إنسان يعيش فيه أو تغرّب عنه مهما كانت الأسباب».

الملصق الإعلاني للفيلم

وعن فيلم "العشر دقائق الأخيرة" وخصوصيته لديه، قال: «في عام 2014 وبعد الأحداث التي جرت في مطار "الطبقة" العسكري، والمشاهد القاسية والمؤلمة التي جاءت من هناك وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأذهلت العالم بوحشيتها وفظاعتها، بقيت هذه الصور في مخيلتي إلى أن قرأت منشوراً على "الفيسبوك" لصديق لي اسمه "ريكاردو باصوص" بعنوان: "العشر دقائق الأخيرة"، فخطرت في بالي فكرة تحويل هذه الأحداث والمشاهد إلى فيلم قصير، وطلبت منه ذلك، ووافق فوراً، ثم كان لخالي الأستاذ "عصام زودي" دور في كتابة السيناريو للفيلم؛ لكونه كاتب سيناريو معروفاً وله خبرته، وهكذا بدأت التحضيرات التى استغرقت مدة 3 أشهر لصعوبة تأمين الدعم وعدم مساندة أحد لنا في الإنتاج، وتمّ التصوير».

وعن مشاركاته في المهرجانات السينمائية وعن هذا الفيلم، أضاف: «شاركت في عدة مهرجانات وملتقيات فنية وثقافية في "سورية" وخارجها، مثل: مهرجان "القمرة" السينمائي في "العراق"، ومهرجان "العراق السينمائي الدولي"، وشاركت في مهرجان "الخرطوم" الثاني للفيلم العربي القصير، ونلت فيه جائزة إدارة المهرجان كأفضل فيلم عام 2016. أما في "سورية"، فقد شاركت في مهرجان "سينما الشباب" الذي جرى في "دار الأوبرا" بـ"دمشق" عام 2017، وآخر مشاركاتي كانت في مهرجان "دلبة المشتى" للثقافة والفنون عام 2018، الذي أقيم في بلدة "مشتى الحلو"».

درع تكريم

وعن رأيه بالسينما السورية في السنوات الأخيرة، والمعوقات التي تواجهها، قال: «السينما السورية تتطور تدريجياً، وكان لها دور كبير في كشف حقيقة ما يجري من تدمير ووحشية بحق الإنسان والآثار والثروات، وأتمنى العمل في بلدي بكل حب وشوق، وهناك أعمال قادمة قد تنفّذ في "سورية"، لكن تبقى مشكلة الإنتاج الفني عقبة أمامي.

المؤسسة العامة للسينما مشكورة تقدم منحاً للشباب السوري لمساعدتهم في أعمالهم السينمائية، لكن مشكلة الروتين تقف عائقاً أحياناً أمام هذه المشاريع».

"غفران ديروان" مخرجة سورية لديها اطلاع على سينما الشباب، ومتابعة لأعمال المخرج "أسامة داوود"، عبّرت عن رأيها بأعماله قائلة: «"أسامة داوود" يعمل بأسلوب إنساني؛ لأن هذه طبيعته، ويركز كثيراً على الجانب الإنساني في أعماله، أقصد بذلك أن الفيلم عنده يكون بأسلوب بسيط للمشاهد، لكن تأثيره يكون قوياً، خاصة فيما يخص الأحداث التي جرت في "سورية". أحب أن يصنع "أسامة" شيئاً مميزاً، وهو بطبيعته يحب عمله كثيراً ويحترمه، واندمجت طبيعته الإنسانية مع تأثير الأحداث الجارية؛ وهذا ما شاهدناه في فيلم "العشرة دقائق الأخيرة"، حيث ركز فيه على إيصال رسالة مفادها أن أي شخص لو كان مكان ضحايا الإرهاب الوحشي، فما موقفه؟ وبماذا سيفكر في اللحظات الأخيرة وهو ينتظر الموت؟ وهنا دخل في العمق الإنساني وكان العمل ممتازاً، ولو توفرت له إمكانيات إنتاجية أكبر من ممثلين وتقنيات، لكان صنع شيئاً عظيماً برأيي».

يذكر أن "أسامة داوود" من مواليد "حمص" عام 1989 قرية "كفر رام"، أو كما تسمى ويحب أن يناديها هو قرية "الكنائس والتفاح"؛ نسبة إلى شهرتها بإنتاج التفاح، ووجود عدة كنائس وأديرة قديمة فيها.