بعد طفولته الصاخبة، وشغبه المحبب، ومحاولاته الحثيثة لتجسيد دور الأب والأخ والحبيب ضمن مقالب كوميدية، حطّ به الرحال كاتباً وممثلاً ومخرجاً مسرحياً على خشبات مسارح محافظة "حمص".

مدونة وطن "eSyria" التقت المخرج المسرحي "سامر ابراهيم" (أبو ليلى) بتاريخ 23 تشرين الثاني 2018، ليحدثنا عن بدياته الفنية، فقال: «ظهرت بذور التميز منذ طفولتي المبكرة، فبدأت تقليد الفنانين الذين أشاهدهم على شاشة التلفاز، وكبار رجال الحيّ والأقرباء وأستاذتي في المدرسة، فكلما عدت من المدرسة ينتظر أهلي ورفاقي أن أقدم فقرة ضاحكة أقلّد فيها إحدى الشخصيات التي أقدمها لهم، وكنت أستعين بنظارات والدي لأمثّل دور الطبيب.

تسلّمتُ إدارة المسرح العمالي، وأحضّر الآن لعرض "المفتش السري جداً" لفرقة "العمال" للمشاركة في مهرجان "حمص" للعام الحالي 2018، كما أنني أدرّب في دورات إعداد الممثل منذ عام 2015 ومستمر بها في معهد "الثقافة الشعبية"، والكثير من الأماكن الأخرى

أما الانطلاقة الفعلية في مجال العمل الاحترافي، فقد بدأت عندما عملت ممثلاً في فرقة المسرح الجامعي بعد حصولي على الشهادة الثانوية مباشرة عام 1988، وكانت انطلاقتي من خلال عرض مسرحية "الفيل يا ملك الزمان" للكاتب "سعدالله ونوس"، وإخراج "جمال حنوش". وفي عام 1989 تسلّم الفرقة "زهير العمر" وكان ما يزال طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعملتُ تحت إدارته حتى عام 2000، فأسّسنا فرقة "فواز الساجر" مع مجموعة من الشباب، وشاركت خلالها كممثل في كل أعمال الفرقة، مثل: "العقاب، الوميض، رقصات الموت، آخر الرايات، المقهى الزجاجي، في الحديقة"، التي قدمناها على العديد من مسارح "سورية"، وكذلك في قرية الراحل "سعد الله ونوس" "حصين البحر" بمناسبة كتابته لكلمة يوم المسرح العالمي، وكان آخر عمل قدمته الفرقة "الغوريلا" إخراج "سهيل ضاحي" وإشراف "زهير العمر"، الذي أصبح لاحقاً رئيساً لقسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية».

مع الفرقة

ويتابع: «وفي عام 2001 عملتُ كممثل في أول عرض للمسرح القومي في "حمص" بعنوان: "الثمن"، تأليف "آرثر ميللر"، وإخراج "خالد الطالب"، وأسّست مع بعض الأصدقاء فرقة "حقيبة مسرحية" في جامعة "البعث" عام 2002، وقدمت كمخرج عدة أعمال، منها: "رحلة الشمال، بروفة لنا، بساط الريح، ثورة القتلى"، وفازت مسرحية "البوليس" بمنحة، وتم عرضها ضمن التظاهرة الشاملة في "دمشق عاصمة الثقافة العربية" عام 2008، وقدمناها على العديد من مسارح "سورية"، وحصلنا على العديد من شهادات التقدير من مهرجانات "حمص" و"الشام" و"مصياف"».

أما التميز في عمله، فتحدث عنه قائلاً: «في عام 2010 فزت بمسابقة المشاريع الثقافية التي أعلنت عنها مؤسسة "روافد" التابعة لـ"الأمانة السورية للتنمية"، حيث قدمت مشروعاً ثقافياً باسم "فضاء حمص الثقافي"، الذي توقف بسبب الحرب حتى نهاية عام 2014، حيث عدت للعمل وعملت مع الكثير من الجمعيات والتجمعات والمنظمات، منها: تجمع "خوابي الثقافي"، و"النادي الاجتماعي الثقافي بحمص"، و"الملتقى الثقافي اليسوعي"، وقسم الأطفال في المركز الثقافي، وجمعية "شباب الخير"، و"الهلال الأحمر"، وفريق الدعم النفسي في مديرية ثقافة "حمص"».

وعن نشاطاته الحالية قال: «تسلّمتُ إدارة المسرح العمالي، وأحضّر الآن لعرض "المفتش السري جداً" لفرقة "العمال" للمشاركة في مهرجان "حمص" للعام الحالي 2018، كما أنني أدرّب في دورات إعداد الممثل منذ عام 2015 ومستمر بها في معهد "الثقافة الشعبية"، والكثير من الأماكن الأخرى».

أما عن مبادرة "ربرتوار حمص" المسرحي، فقال: «في بداية عام 2018، تقدمت بمبادرة للسيد محافظ "حمص"، وهي "روبرتوار حمص" المسرحي، والغاية منها رفع المستوى الثقافي للجمهور المتابع عموماً، وجيل المسرحيين الشباب خصوصاً، وإتاحة الفرصة لهم ليظهروا مواهبهم من خلال المشاهد، إضافة إلى التعرّف إلى جيل المسرحيين المخضرمين ليستفيدوا منهم، ويتعرف الجيل الكبير إلى الشباب وهمومهم ومشكلاتهم».

نقيب الفنانين في "حمص" "أمين رومية" قال عنه: «عرفت الفنان "سامر" ممثلاً منذ عام 1998؛ من خلال مشاركته في عدد من العروض المسرحية التي قدمها فرع "حمص" لنقابة الفنانين، وكان يؤدي أدواره بموهبة وإتقان بسبب عشقه للمسرح، وعرفته مخرجاً قدم عدداً من العروض التي لاقت استحسان جمهور المسرح في "حمص"، مثل: "ثورة الموتى"، و"خارج.. داخل.. السرب"، وغيرهما.

تميزت عروضه بطرح أفكار جريئة ومواضيع تمسّ جوانب دقيقة في حياة المجتمع السوري عموماً، لذلك كانت معظم عروضه مثار جدل واختلاف لدى جمهور المسرح، و"أبو ليلى" قادر على استقطاب جيل الشباب، حيث يتابعون عروضه التي ربما تمسّ أفكارهم وهواجسهم وتعبّر عن تطلعاتهم، لذلك نراه في حالة نشاط مستمر وبحث دائم عن أفكار جديدة بهدف طرحها ضمن عروضه، ونلاحظ أن عروضه الأخيرة اتسمت بطابع كوميدي ساخر لنقد آفات المجتمع وفضح الفاسدين».

يذكر، أن "سامر ابراهيم" من مواليد "حمص" عام 1970، تلقى علوم المسرح من الأستاذ "زهير العمر" وبعض زملائه من طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية؛ دفعة الدكتور "فواز الساجر"، مثل: الدكتور "سامر عمران"، والفنان "أندريه اسكاف"، والفنان الراحل "نضال سيجري". حصل على شهادات تقدير من عدة جهات ومن المهرجانات التي شارك فيها في "حمص ودمشق ومصياف"، وشهادة تقدير من "دمشق عاصمة الثقافة" عام 2008، وشهادة تقدير من "الأمانة السورية للتنمية - روافد"، وشهادة شكر من فريق "وجوه"، وجائزة أفضل مخرج بمهرجان "دمشق" العمالي عام 2016.