لم يستسلم بعد إنهاء خدمته العسكرية لعرف التقاعد، فنذر فكره وثقافته من أجل نشر الثقافة والإبداع الفكري، وأقام ملتقى أدبياً ثقافياً يسهم في تعميق روح الانتماء الوطني في المجتمع.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 تشرين الثاني 2018، التقت العميد الركن المتقاعد "رجب ديب" مدير ملتقى "الركن الثقافي الوطني" في "حمص"، وعن حياته قال: «ولدت في قرية صغيرة وبسيطة تدعى "السنديانة"، وحصلت على تعليمي بمختلف مراحله فيها، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية عام 1971 تطوعت في الكلية الحربية، وتخرّجت فيها برتبة ملازم عام 1974 باختصاص دفاع جوي، وبعدها اتبعت دورة في كلية العلوم السياسية العسكرية في "دمشق" لمدة عام واحد، وتخرّجت فيها عام 1982، وكنت الأول على الدفعة، وفي عام 1984 تم إيفادي للدراسة في "الاتحاد السوفييتي" لمدة أربعة أعوام، وبعد عودتي تابعت الدراسة في الأكاديمية العسكرية العليا في "دمشق"، وقد خدمت في عدة مواقع عسكرية، وآخر مهامي كانت رئيساً لفرع التوجيه السياسي في الفيلق الثالث، إلى أن طلبت تسريحي لسبب صحي».

كان لي شرف المشاركة مع زملائي في تلك الأيام المجيدة، ومع أننا كنا مازلنا في الكلية، إلا أنه تم تكليفنا لمؤازرة القوات العاملة، وتركت الحرب أثرها وانطباعها عليّ كشابٍ في بداية حياته، وعزّزت في داخلي الشعور الوطني الجامح والمندفع، وجاءت فيما بعد دراستي وتخصصي في مجال العلوم السياسية، ليكوّن كل ذلك شخصيتي الفكرية المحاضرة، كل هذه الخبرات الحياتية انعكست على ما أقوم به من نشاطات في السنوات الأخيرة

وعن مشاركته في حرب "تشرين" التحريرية وماذا أضافت إلى شخصيته أضاف قائلاً: «كان لي شرف المشاركة مع زملائي في تلك الأيام المجيدة، ومع أننا كنا مازلنا في الكلية، إلا أنه تم تكليفنا لمؤازرة القوات العاملة، وتركت الحرب أثرها وانطباعها عليّ كشابٍ في بداية حياته، وعزّزت في داخلي الشعور الوطني الجامح والمندفع، وجاءت فيما بعد دراستي وتخصصي في مجال العلوم السياسية، ليكوّن كل ذلك شخصيتي الفكرية المحاضرة، كل هذه الخبرات الحياتية انعكست على ما أقوم به من نشاطات في السنوات الأخيرة».

الشاعر نبيل باخص

وعن فكرة "الركن الثقافي الوطني"؛ كيف نشأت وتبلورت؟ أجاب العميد الركن "رجب ديب" بالقول: «الثقافة لا تبحث عن الإنسان، بل إن الإنسان هو من يجب أن يبحث عنها، وأنا مؤمن بهذه الفكرة تماماً، وخلال سنوات الأزمة التي مرَّ بها وطننا، وما شاهدته من تغيُّر في الأفكار لدى الكثيرين، وبدافع محبتي وغيرتي، بدأت المشاركة في بعض الفعاليات الوطنية، والبداية كانت في جامعة "البعث"، حيث إن جيل الشباب هم الطبقة المستهدفة برأيي أولاً، ونتيجة الاحتكاك مع بعض الأدباء والشعراء، والتقاء أفكارنا واهتماماتنا، والدافع الأهم تعزيز روح الانتماء الوطني، بدأنا نلتقي هنا في مكتبي الخاص، ورويداً رويداً ونتيجة مشاركاتنا في الفعاليات المختلفة، بدأ العدد يتزايد من المهتمين كضيوف، ثم أصبحوا أعضاءً دائمين في "الركن الثقافي الوطني"، ونحن هنا نفتح الباب أمام كل مبدع في الشعر، والكتابة القصصية، وغيرهما من فنون الأدب والثقافة، والجميل في هذا الملتقى، الاستفادة من نتاجات جميع المشاركين باختلاف أعمارهم، من خلال الحوارات والنقاشات التي تجري بين الحضور والمشاركين».

الشاعر "نبيل باخص" وهو أحد أعضاء "الركن الثقافي الوطني"، عنه قال: «بنظري وبنظر كل من عرف العميد المتقاعد "رجب ديب" هو شخصية رائعة، ومحاضر من الدرجة الأولى، واسع الثقافة، ومحاور بارع، وسريع البديهة، ويختزن في ذاكرته أجمل الأقوال المأثورة، والأشعار النادرة التي يبوح بها في الوقت المناسب، ويدير جلسات الملتقى بكل حكمة وبراعة، وهذا الملتقى أثبت وجوده، ورسخ أقدامه بثبات في "حمص"، وبرأيي فقد تفوق على سائر الملتقيات الأخرى، وملتقى "الركن الثقافي الوطني" له الفضل في إظهار كثيرين من الشعراء والأدباء، والعميد الركن هو الراعي والرئيس لهذا الملتقى، ويقوم بتصويب مسيرة كل شاعر وأديب حسب ما يراه له، ونظراً إلى شخصيته المميزة والمحبوبة، ولنجاح هذا الملتقى في كل النشاطات التي شارك بها، أصبحت المنابر الثقافية في أي فعالية تتسابق لدعوة هذا الرجل المتمكن في خطابته».

الصحفي أندريه ديب

الصحفي "أندريه ديب" وهو أحد مؤسسي ملتقى "الركن الثقافي الوطني"، وينقل كل نشاطاته إعلامياً، قال: «من خلال عملي كصحفي متخصص في الشأن الأدبي والفني، ومتابعتي لكل النشاطات الأدبية في مدينة "حمص"، تعرّفت إلى سيادة العميد الركن "رجب ديب"، من خلال المحاضرات التي كان يلقيها، وقد شدَّ انتباهي بقدرته الخطابية المميزة، فهو يجمع الفكر السياسي والعسكري والأدبي، بأسلوب سهل مبسط وشائق خلال إلقائه لأي محاضرة، ولا تذهب عنه روح الدعابة من خلال الأمثال الشعبية التي يستخدمها أحياناً لإيصال فكرة يريدها، وللأمانة هو صاحب الدور الأكبر في تعزيز عمل الملتقى، وجهده مؤثر في ازدياد شعبيته بين جمهور المهتمين بالشأن الأدبي والثقافي في مدينة "حمص"، وحتى خارجها».

الجدير بالذكر، أن العميد الركن المتقاعد "رجب ديب" من مواليد قرية "السنديانة" في محافظة "حمص" عام 1953، متزوج ولديه خمسة أبناء.